مابين “السعادة” و”التحدي”.. دبي عاصمة الصورة
علي فوزي
جمعتنى طائرة واحدة مع وفد إعلامى مصرى اثنان من الصحفيين وفريق عمل من القناة الأولى بالتلفزيون المصرى، كانت وجهتنا واحدة إلى عاصمة السعادة “دبى” لم تكن مناسبة واحدة بل كانت مناسبتين الأولى حضور الحفل الختامى لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم للتصوير الضوئي، والثانية افتتاح منتدى دبي للصورة 2.
استطيع القول ان جميعنا كان مهيئا لاستقبال السعادة، فحفل توزيع الجوائز على المصورين العالميين كان تحت مسمى “السعادة” فمنذ عام وفى المناسبة نفسها أعلنت إدارة الجائزة أن العام المقبل ستحمل المسابقة عنوان “السعادة”. لكن لم يدر بخلد أي منا سواء إعلاميون أو متسابقون، ان إمارة دبي ستمهد لنا الأجواء لاستقبال السعادة، حين أعلن نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن منصب جديد في الحكومة، هو “وزير دولة للسعادة” .
كل ذلك دار بخلدى والطائرة تهبط فى مطار دبي الدولى، وحين وصولنا إلى الفندق كان الشوق يملؤنا كى تمر الساعات ليأتى يوم الغد لحضور الحدث الأهم، حفل توزيع الجوائز، فى الغد نجد الباصات تنتظرنا لتقلنا إلى المكان المخصص، لم تمنعني الفرحة بلقاء أخوة إعلاميين ومصورين عرب – كنت قد التقيت بهم في العام الماضي، لم تمنعني الفرحة من الاستسلام للنافذة حيث المتعة البصرية لشوارع تلك الإمارة، تفاجئنى لافتة مكتوب عليها “شارع السعادة” ونحن في طريقنا لجائزة “السعادة”.
نصل المكان وكأن كل ما فيه يشع سعادة، يبدأ الحفل الذى أبهر الحضور، ويسعد المتسابقون بجوائزهم، ولم تكتف إدارة الجائزة بهذا الكم من السعادة، لنفاجأ بوزيرة السعادة “عهود الرومي” تشرف الحفل وتسلم أحد الفائزين جائزته. وبعدها ينتهى الحفل الذي تناقلته معظم وسائل الإعلام العالمية. وعاما بعد عام تقدم لنا إدارة الجائزة كل جديد، وجديد هذا العام الحضور العربى اللافت بين الفائزين، وهو ما أسعدنا كثيرا كإعلاميين عرب حين وجدنا بين الفائزين مصورين عربا هم: الإماراتى عمر أحمد الفائز بالمركز الرابع فى محور السعادة، والبحرينى حميد حسين عيسى الفائز بالمركز الأول فى نفس المحور، والفلسطينى خالد السباح الفائز بالمركز الأول فى محور الأب والابن، ايضا المصرية منار جاد الفائزة بالمركز الخامس في محور السعادة، ولظروف خارجة عن ارادته لم يحضر الفائز بالمركز الخامس فى محور الاب والابن صابر نور الدين من فلسطين.
ويتجول الحضور فى المكان للتعارف ولقاء الفائزين، وفي الخلفية كانت النافورة الراقصة التي يأتيها الزوار من كل مكان ليشاهدوها ويستمتعوا بروعتها وفى الأفق يطالعك برج خليفة بشموخه وكأنه شاهد على أن دبي هى بحق عاصمة الصورة بلا منافس.
فى اليوم التالى كان لنا شرف زيارة مكتب إدارة جائزة حمدان للتصوير الضوئي، وفى مؤتمر صحفى يعلن على بن ثالث الأمين العام للجائزة ان المحور الرئيسي للدورة السادسة للجائزة وهو “التحدي”، معتبراً أن التحدي حالة عامة لها تفسيراتها الخاصة لكل المصورين والمبدعين الذين ينتهجون أسلوباً خاصاً بهم في التعبير البصري عنها.
وفى مساء الخميس 17 مارس تنطلق أعمال منتدى دبي للصورة في نسخته الثانية من خلال 5 جلساتٍ ساخنة في موضوعاتها وأطروحاتها وجدليّتها من خلال نخبةٍ من المتحدّثين البارزين في عالم صناعة التصوير الضوئي من كافة أنحاء العالم.
لن أضيف جديدا لو تكلمت عن روعة المنتدى الذى أقيم بحي دبي للتصميم (d3)، بما يضمه من صور لن تشاهدها إلى من خلال هذا المعرض، لكنى عندما دلفت إلى جناح الإمارات تذكرت ما قاله الأمين العام للجائزة على بن ثالث حين أعلن “التحدي” عنوان للدورة السادسة، الأمر الذى جعلنى أدخل فى حوار مع المصور والمقيّم الإماراتى جاسم العوضي فأكد لي أننا أمام نوعين من التحدي، تحدى للمصور نفسه، تحدى مع البيئة التى يختارها. والتحدى الآخر هو تحدى المشاهد. فكلمة تحدى كلمة كبيرة وتحمل معاني كثيرة.
لفت انتباهي أيضا ما قالته المصورة الإماراتية سحر الزارعي الأمين العام المساعد للجائزة حين قالت: إن إطلاق النسخة الثانية من المنتدى أكبر دليل على الأثر الكبير والنجاح المؤثّر للنسخة الأولى التي حصدت شعبية واسعة في أوساط المصورين وقدّمت الكثير من الإضافات المعرفية والفنية لعموم الحضور من المصورين والنقاد والمهتمين، متوقعة أن تلقى النسخة الثانية من المنتدى نجاحاً أكبر وأصداء أوسع.
ولأن معرض دبى للصورة يتولى تنظيمه جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي بدعم من منظمة التصوير العالمية. تلك الإدارة الاحترافية والتى أطلق على فريقها “فريق الأحلام” فالوضع هنا يختلف، فالمعرض ليس مجرد معرض لعرض الصور لمحبي فن التصوير من الجمهور لكنه تخطى ذلك بإدارة 5 جلساتٍ ساخنة في موضوعاتها وأطروحاتها وجدليّتها، “العدسة الشرقية تواجه العدسة الغربية” “التحكيم الفوتوغرافي: بين المعايير العالمية وشخصية المحكِّم” “المرأة والتصوير” “المصور الخليجي: متنافسٌ عالميّ أم طامحٌ إلى الاحتراف” وأخيرا شاهد على الصورة العربية (الماضي والحاضر والمستقبل) وذلك كله من خلال نخبةٍ من المتحدّثين البارزين في عالم صناعة التصوير الضوئي من كافة أنحاء العالم. وذلك كله لم يكن يظهر بتلك الصورة إلا من خلال إدارة احترافية تنتقى الأفكار وتنفذها بدقة.
وبحكم متابعتى لجائزة حمدان على مدار العام يحق لي القول: لم تكن مؤسسة HIPA “جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم للتصوير الضوئي كغيرها من المؤسسات مانحة الجوائز لا تسمع عنها إلى وقت توزيع الجوائز، لكنها دائما وأبدا حاضرة على مدار العام بفاعلياتها ونشاطاتها، فقد كانت حاضرة فى الدورة الثانية من مؤتمر الصورة بمصر فى شهر مايو من العام الماضى من خلال الأمين العام المساعد للجائزة سحر الزارعي. وفى نفس اشهر تطلق HIPA مسابقة عامة للتصوير على تطبيق “انستغرام” الشهير الخاص بالصور، حيث يتاح لكل مستخدمي التطبيق المشاركة في المسابقة من خلال التقاط صورة وتحميلها على حسابهم الشخصي مع استخدام وسم #HIPAcontest . وعالميا شاركت فى الاجتماع السنوي للمجلس الدولى للتصوير IPC من خلال الأمين العام للجائزة على بن ثالث، حيث أقيم فى مبنى الأمم المتحدة بنيويورك، واعتبرت جائزة حمدان
أول جائزة عربية تحصل على الاعتراف الرسمي من المجلس.
أيضا أطلت الجائزة عالميا من خلال معرض أقيم بالفلبين تم عرض الصور الفائزة والمرشّحة من الموسم الرابع للجائزة “الحياة ألوان” في إحدى مراكز التسوق الشهيرة في العاصمة الفلبينية “مانيلا” .
محليا أقامت الجائزة دروتين فى أصول التصوير الفوتوغرافي لعدد من موظفي شرطة دبي المعنيين بمهارات التصوير من خلال مهام عملهم، وذلك ضمن إطار التعاون بين الجائزة وقسم الإعلام الأمني في القيادة العامة لشرطة دبي.
ومشاركة منها في حملة بلدية دبي “جهازك القديم لغيرك خير عميم” تبرّعت الجائزة بعددٍ من الحواسيب المستعملة.
وكجزءٍ من التزام الجائزة الإنسانيّ الذي تحمله على عاتقها، وتحقيقاً لرسالة الصورة في نقل الحقيقة للعالم، خصوصاً تلك اللتي تتعلّق بمعاناة اللاجئين، كان المعرض الذي أقيم على ضفاف نهر السين بباريس تحت عنوان “حلم الإنسانية” للمصور العالمي “رضا ديغاتي” .
وضمن مجموعةٍ من الورش التي تقدّمها الجائزة لعددٍ من المؤسسات الحكومية قدمت دورة في أصول التصوير الفوتوغرافي لعددٍ من موظفي مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف. وكذلك دورة لعددٍ من موظفي الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي.
لم يكن هذا فقط بل كانت “سلسلة السبت” هى ورش العمل التى اقيمت فى مقر الجائزة في قلب دبي وبجوار معلمها العالمي الأبرز “برج خليفة”.
كما وقعت جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي مذكرة تفاهم مع منظمة التصوير العالمية WPO في بداية العام الماضي. حيث تم توقيع الاتفاق في مقر الجائزة السابق في مركز دبي المالي العالمي DIFC من قبل علي خليفة بن ثالث، الأمين العام للجائزة، و ساندي أنجوس، رئيس مجلس إدارة المنظمة. بحضور سحر الزارعي، الأمين العام المساعد للجائزة، و سكوت غراي، الرئيس التنفيذي ومؤسس المنظمة.
وفى شهر نوفمبر من العام الماضي كان مسك ختام ورش العمل التي أطلقتها الجائزة تحت عنوان “سلسلة السبت” من خلال ورشة عملٍ متخصصةٍ بالتصوير تحت الماء، قدّمها الأمين العام للجائزة علي خليفة بن ثالث.
ولتكتمل الصورة تعلن إدارة الجائزة عن إطلاق مسابقة خاصة للتصوير الضوئي ضمن فعاليات بطولة العالم للرياضات الجوية 2015 والتي أقيمت فى شهر ديسمبر من العام الماضي وذلك بالتعاون مع “سكاي دايف دبي”.
فضائيا أطلقت الجائزة برنامج “هيبا سفاري – كينيا 2015” عبر قنوات تلفزيون دبي، حيث نظّمت رحلة خاصة لتصوير الحياة البرية في محمية “ماساي مارا” في جمهورية كينيا ضمّت عشرة مصورين محترفين من منطقة الخليج العربي.
كما قدّمت الجائزة ورشة عمليّة متكاملة في تصوير النجوم والمجرّات من خلال مصور الطبيعة السعودي المعروف صخر عبدالله الأسمري، الذي سافر بمجموعةٍ مختارة من المصورين في رحلةٍ عبر النجوم والمجرّات من خلال ورشة تصويرٍ عمليّة في منطقة القدرة الصحراوية بدبي ولمدة 8 ساعات متواصلة فى شهر فبراير من هذا العام استعرض معهم خلالها أصول وفنون التصوير الفلكي وأشرَفَ على تطبيقهم العمليّ لعمليات التصوير.
بعدها تنتخب الجائزة مجموعة من المصورين لتهديهم ورشةً عمليّةً متخصّصة في تصوير الحياة البرية بدأت في حديقة الإمارات للحيوانات في أبوظبي.
هكذا كانت جائزة حمدان حاضرة على مدار العام بنشاطاتها وفعالياتها، فشكرا لجائزة حمدان وشكرا لإدارتها على هذا الزخم من الفعاليات، وعلى ما تقدمه لفن الصورة، فما بين الدورة الخامسة “السعادة” والدورة السادسة المقبلة “التحدي” يحق لها الفخر بأن جعلت من “دبي” رائدة الصورة.