على بعد 115 كم شرق انطاليا في تركيا تقع مدينة ألانيا الرائعة التي تنتظر زائريها بشوق ولهفة، حتى تقدم لهم الترفيه على طبق من ذهب بين شواطئها ومعالمها وهوائها الطلق، حتى قيل أن من يزور تلك المدينة الرائعة لابد وأن يعود إليها من جديد، ولذا فلا تتعجب إذن عندما تشاهد أفواج كبيرة من سائحي العالم بها وخاصة القادمين من أوروبا، فقد تنضم أنت أيضا إلى عشاقها ومحبيها ممن يفضلونها موسم بعد أخر.
تحظى ألانيا بجمال لا يقارن وطبيعة بكر تجذب إليها الأنظار، ولعلك ستشهد بذلك من الوهلة الأولى، ومنذ أن تطأ قدميك المدينة، وسيزداد هذا الإعجاب حتما عندما تتوجه إلى شواطئها الرائعة التي طالما تغنى بها محبي السفر والسياحة حول العالم، خاصة وأن ألانيا تطل على البحر الابيض المتوسط ويحدها ساحل شديد الجمال والنقاء من ثلاث جهات.
ويعد شاطىء كيلوباترا من أشهر شواطىء المدينة ويعرف بروعة وصفاء مياهه الفيروزية الرائعة، وكذا رماله الناعمة، حتى أن الكثير من السائحين يؤكدون على تمكنهم من رؤية الأسماك في قاع البحر بشكل واضح دون عناء، كماُيقال أن الملكة المصرية كيلوباترا زارت هذا الساحل وسبحت به لهذاُسمى باسمها، وهناك أيضا شاطىء كيقوبات وبرتقال آوساللار.
وننصحك بتجربة الغوص للاستمتاع بأجمل مشاهد الطبيعة البحرية المذهلة، حيث يعتبر هذا النشاط في تركيا الآن واحدا من بين أكثر الأنشطة شعبية بين السياح، بما في ذلك المناخ الرائع والشمس المشرقة والخلجان الخلابة.
ويمكنك القيام بجولة على متن قارب أيضا للاستمتاع بالمدينة في الهواء الطلق، لترسم بمخيلتك لوحة فنية لا تنسى عن ألانيا، ربما تدفعك للزيارة مرة أخرى، ولا تنسى الكاميرا الخاصة بك لالتقاط أجمل الذكريات.
وتعتبر ألانيا مدينة تاريخية بامتياز مرت عليها الكثير من الحضارات التي تركت بصماتها جلية، فقد مر عليها الروم كأول قوم قاطن لها ومن ثم البيزانطيين والسلاجقة فالعثمانيين، ولذا فستجد بها الكثير من المعالم السياحية التي تؤرخ لتلك الفترات، وعلى رأسها قلعة ألانيا التي بناها القائد السجلوقي علاء الدين كاي كوبات في القرن الثالث عشر على قمة تل 250 متر (820 قدم) فوق مستوى سطح البحر.
وتتكون تلك القلعة من 140 برجا وحوالي 400 بئرا، وبها العديد من المباني القديمة كالحمامات الرومانية، القصور والمساجد والقبور، حتى أنها تعتبر متحفا في الهواء الطلق.
ومن عوامل الجذب السياحي أيضا مدينة سييدرا القديمة، وهي مدينة رومانية تأسست في القرن الثالث قبل الميلاد، وتضم العديد من الفسيفساء، والأعمدة، وحمامات السباحة، وخزانات مياه الشرب وقوس النصر ومدرج استعراضي وغيرها من القصور المحفورة في الصخور.