استحوذ المصورون الهواة الإماراتيون على معظم جوائز الدورة الثانية لجائزة منصور بن محمد للتصوير الضوئي، التي عقدت هذا العام تحت اسم «فرجان الإمارات»، فقد حصل تسعة مصورين ومصورات على جوائز مختلفة في الجائزة التي قام سمو الشيخ منصور بن محمد بتكريم أصحاب المشاركات المتميزة فيها، خلال حفل تسليم الجوائز مساء الخميس في ندوة الثقافة والعلوم.
سموه الذي افتتح على هامش الحدث أيضاً معرضاً للصور ضم عدداً من المشاركات بالجائزة، أبدى إعجابه بالمستوى المتميز الذي عكسته الإبداعات التي جادت بها عدسات المصورين الإماراتيين من هواة ومحترفين وأشاد بعموم الإبداعات الفنية التي شاهدها خلال جولته بالمعرض، ما يرسخ المكانة المهمة التي حققتها الجائزة منصة مثالية للمبدعين والموهوبين في هذا المجال.
وبدأ الحفل الختامي بلفتة تقديرية بتكريم أول مصورة إماراتية وهي المواطنة شيخة السويدي (76 عاماً) التي بدأت هواية التصوير منذ أكثر من 55 عاماً طورت عبرها قدراتها في مجال التصوير والتحميض وطباعة الصور أيضاً، حيث منحها سموه بعد أن صعدت إلى المنصة الرئيسة معتلية كرسيها المتحرك، جائزة تقديرية نظير عطائها وإسهامها في مجال التصوير الضوئي على مستوى الدولة. كما كرم سموه رئيس مجلس أمناء الجائزة جاسم ربيع العوضي على جهوده المتميزة في تأسيس الجائزة وتطويرها.
رسالة من السِلع
حملت مشاركة المصورة الإماراتية الهاوية ميثاء بنت خالد التي فازت بالمركز الثاني في مسابقة «فرجان الإمارات» دلالة خاصة، فقد أصرت المصورة الموهوبة على أن تتبع تفاصيل فريج من منطقة السلع الحدودية، في فطنة لاقت تقدير لجنة التحكيم، وأشرت إلى أن محتوى الصورة الفوتوغرافية ليس جمالياً فحسب وإنما فكري ودلالي أيضاً. بنت خالد التي سبق أن حصلت على عدد من الجوائز المحلية والدولية المهمة في مجال التصوير خلطت في مجموعتها الفائزة بين البشري المتمثل في ملامح نسوة يتحدثن في جلساتهن بحميمية وتلقائية شديدة، وبين حميمية أخرى حملتها دلالة شجرة أصلها ثابت على نحو ملحوظ في أرضها التي جاءت وسطاً بين الأرض الرملية والطينية، على خلفية جدران بيوت شعبية تشهد كل يوم تفاصيل في حياة ساكنيها. |
الكشف عن هوية صاحب المركز الأول في المحور الرئيس للجائزة وهو محور «الفرجان الإماراتية»، أشار إلى الصلة الوثيقة بين الإبداع والتكنولوجيا الحديثة، حيث ذهبت تلك الجائزة إلى هاوٍ إماراتي يعمل في مجال تقنية الكمبيوتر في واحة دبي للسليكون، وهو سيف حميد الذري، الذي أكد لـ«الإمارات اليوم» أنه لم يبدأ التصوير بشكل جدي سوى العام ،2005 مشيراً إلى أن الصور التي فازت بالجائزة التقطها لفريج في منطقة الشويهين ومنطقة الخان القديمة بالشارقة، متأثراً بمخيلته عن الفريج الذي وُلد ونشأ به، قبل أن ينتقل إلى منطقة سكنية عصرية لم تنجح في محو صور الفريج القديم من مخيلته. وجاءت صور الذري الفائزة بمثابة مجموعة متكاملة يجمع بينها رابط واحد، هو الراوي الذي يقص عبرها محتويات دلالية تبوح بها الصور، التي تحتوي تفاصيل عديدة لا تستثني حتى الكتابات البسيطة التي حملتها الأبواب والجدران، على نحو يرقى بالعمل الفائز إلى مستوى حرفي من صاحب عدسة يصف نفسه بأنه هاوٍ، رغم أن آلية عمله ومنهجيته التي دفعته إلى ترتيب إجازة من عمله من أجل إنجاز المجموعة الفوتوغرافية، لدرجة أنه كان يلجأ إلى تكرار عملية التصوير والمعالجة مراراً من أجل الوصول إلى أفضل النتائج.
الفائزة بالمركز الثاني ميثاء بنت خالد التي كانت موجودة بالحفل، وتعد إحدى الهاويات المهتمات بالتقاط صور ذات تفاصيل موحية ومحيلة لخصوصية البيئة الإماراتية أنابت شقيقها الأصغر للصعود إلى المنصة واستلام الجائزة، وهي المهمة التي قام بها بثبات استدرج تصفيقاً وتحية خاصة من الحضور، فيما فاز بالجائزة الثالثة سليمان الحمادي، والجائزة الرابعة عائشة سيف النعيمي، والجائزة الخامسة منى أحمد الزعابي.
أما بالنسبة لجوائز المحور الفرعي بفئاته الخمس، فقد فاز عن فئة معالم كل من علي حسن الحواي من الإمارات وعلي التميمي من كندا، وعن فئة شعبيات فاز المصور العراقي بجريدة الصدى عاد العوادي، وعن فئة منازل ذهبت الجائزة الأولى إلى الإماراتية سارة الزبيدي، فيما فاز عن فئة سكيك كل من محمد عتيق حارب من الإمارات ومريم محمد بن حماد من الإمارات وفؤاد حامد العوادي من العراق، فيما قررت لجنة التحكيم حجب فئة ميادين لعدم تحقيق الأعمال المقدمة الشروط الفنية والموضوعية المطلوبة، فضلاً عن حجب عدد من المراكز في بعض فئات المحور الفرعي.
وقام سمو الشيخ منصور بن محمد في ختام الحدث الاحتفالي بتكريم لجنة التحكيم لمسابقة فرجان الإمارات التي ضمت عدداً من أبرز الأسماء في المجال الفني، هم سعيد الشامسي، وصالح الأستاد، وأديب شعبان، والدكتور محمد يوسف، وبدر العوضي. تلا ذلك تكريم سموه للجهات والأشخاص الذين أسهموا في إنجاح فعاليات الجائزة على مدار العام وهم القيادة العامة لشرطة دبي، وجامعة زايد، وكلية دبي للطالبات، وجامعة الجزيرة، وعائلة محمد طيب بدري، وعائلة عبد الرحمن الريس. وركز المحور الرئيس للمسابقة على تفاصيل الحياة في الأحياء الإماراتية، فقد طُلب من كل مشارك تصوير لقطات متسلسلة تتضمن وصفا دقيقا للمنطقة العمرانية التي يقطنها أو التي يختارها ومحيطها البيئي من بيوت ومبان وشبكة ممرات وأرصفة وطرق وغيرها، مع شرح تفاصيل المكان والزمان الذي أخذت فيه الصورة، بحيث تعطي انطباعا دقيقا للمشاهد حول طبيعة المكان الذي يقدمه المصور. كما ركزت المحاور الفرعية أيضاً على تفاصيل الأحياء الإماراتية ولكن بشكل منفصل، بحيث تقدم الصور بشكل منفرد وضمن فئات الشعبيات والمنازل والسكيك والميادين والمعالم. من جانبه، كشف رئيس مجلس أمناء الجائزة جاسم العوضي لـ«الإمارات اليوم» أن هناك عدداً من القرارات التي تهدف إلى تطوير الجائزة، منها رفع قيمة جوائزها المادية التي سيتم الكشف عن تفاصيلها بناء على توجيهات راعي الجائزة سمو الشيخ منصور بن محمد، لافتاً إلى أن الدورة الثانية من المسابقة السنوية للتصوير ستهدف لتنفيذ أول حملة بصرية على مستوى الإمارات من خلال تشجيع المحترفين والموهوبين وهواة التصوير على التقاط وتصوير وتسجيل صور لكل أشكال حياة المجتمع المدني الإماراتي في جميع المدن والقرى والمناطق المختلفة من الدولة، مشيراً إلى أن الجائزة مصرة على دعم المصورين شبابا ومبدعين ومحترفين، ومساعدتهم على النمو والتطور والمنافسة عالمياً من خلال تبني وإقامة البرامج الفنية والدورات التدريبية، وتنظيم المسابقات، وتنفيذ ودعم ورعاية الأنشطة والمبادرات والملتقيات في الشأن ذاته، وتبادل الخبرات مع المصورين والمنظمات الفنية ذات العلاقة، ونشر الوعي المجتمعي والثقافة الفنية في مجال التصوير الضوئي.