حالة من الالتفاف والتزاحم الشديد من قبل طالبات موهوبات، ومهتمات بفن التصوير، قوبلت بها اللجنة المنظمة لجائزة منصور بن محمد للتصوير الضوئي، في إحدى محطاتها التي تهدف عبرها إلى مزيد من التعريف بالجائزة في دورتها الثانية، والتي تقبل نتاج عدسات المبدعين والمبدعات، حتى منتصف شهر أبريل المقبل، تحت مسمى يمزج بين ثنائية الهوية والخصوصية هو «فرجان الإمارات»، والتي توجهت عبرها صباح أمس إلى كلية دبي التقنية للطالبات، وتحولت الندوة التعريفية إلى مناسبة لعرض مجهودات تطوعية في هذا السياق، في الوقت الذي تم فيه تكريم عدد من الطالبات اللائي لهن إسهامات مميزة في مجال التصوير في ختام الندوة.
فواصل ذائبة
قال أمين عام جائزة سمو الشيخ منصور بن محمد للتصوير الضوئي جاسم العوضي، إن وجود موهوبين وموهوبات من الطلبة والطالبات، في مجال التصوير الضوئي، قد غير الخارطة التقليدية لفن التصوير الضوئي الذي ظل أكاديميوه يفرقون، على مدار عقود طويلة، بين فئتين هما «الهواة» و«المحترفون». وأضاف العوضي لـ«الإمارات اليوم»، أن «الخطوط الفاصلة بين الهواة والمحترفين أضحت بمثابة فواصل ذائبة، وغدا المنتج الفني ومدى تمثله لعوامل الجودة الفنية هما معيارا التفاضل بين الصور ومن ثم بين المصورين، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤشر إليه نتاج على درجة عالية من الاحترافية، يقوم به طالبات وأشخاص لم يسبق لهم بالضرورة تلقي دراسات في هذا المجال، أو العمل في وظائف تتعلق بمهنة التصوير ذاتها». وكشف العوضي عن أن هناك جهوداً وأفكارا تتعلق بالاستفادة من الأرشيف الضخم، الذي يتراكم سنوياً لدى اللجنة المنظمة للجائزة، من المهم أن تتم الاستفادة به على مستويات عدة، أبرزها المجالات البحثية والتأريخية. مضيفاً: «الصورة مؤرخ حيادي، ومع تتابع الدورات سنكتشف أننا نمتلك سجلاً مصوراً ليس لدبي وفرجانها فقط، بل لفرجان الإمارات وجمالياتها وخصوصياتها البصرية، أينما وُجدت، ومن المهم الاستفادة من هذا الزخم بشكل إيجابي». |
الندوة التي تحدث فيها بشكل رئيس الأمين العام للجائزة د.جاسم العوضي ورئيس اتحاد المصورين العرب أديب شعبان، ومدير عام مركز ابن الهيثم للفنون البصرية سعيد الشامسي، شهدت حضوراً داعماً أيضاً من جهات أخرى، ممثلة في حضور مدير مركز حماية للتدريب الدولي في شرطة دبي الدكتور الرائد عبدالرحمن شرف محمد، ورئيس مكتب التنسيق الحكومي لبرنامج «وطني» محمود نور، ومدير كلية دبي للطالبات الدكتور هوارد ريد، لكن تزاحم الطالبات ومحاولة معرفة الكثير من التفاصيل الفنية، خصوصاً المتعلقة بالجائزة، فضلاً عن العدد الكبير للمهتمات منهن بفن التصوير الضوئي، كان الظاهرة الأكثر بروزاً.
وعلى الرغم من أن اللجنة المنظمة للجائزة هي الجهة الداعية للقاء، إلا أن الجهد التطوعي للطالبات كان حاضراً أيضا، من خلال تنس يق بعضهن مع الحضور من خارج الكلية، ومنهم الحضور الإعلامي، وهو ما أوضحته الطالبات شمسة الشامسي، ومروة محمد، وريم الفلاحي، وحفصة الشامسي وحصة الشويهي لـ«الإمارات اليوم»، وهن الطالبات اللائي تم تثمين مشاركاتهن الفنية بشهادات تقديرية، مشيرات إلى أن الندوة فتحت الآفاق لهن في ما يتعلق بمحتوى المشاركة في النسخة الثانية من الجائزة، التي أخذت مسمى «فرجان الإمارات»، مؤكدات في الوقت نفسه أنهن على استعداد، ضمن جهودهن التطوعية، إلى معلومات وأطر وأفكار تتعلق بالاشتراك في المسابقة، ضمن محيط أوسع من الطالبات على وجه الخصوص. فكرة الوصول إلى الجمهور المتوقع في تجمعاته المختلفة، والتعريف بالجائزة، وعدم الاكتفاء ببيانات إطلاقها وآليات تلقي المشاركات، سواء عبر الدعايات أو الموقع الألكتروني للجائزة وغيرها، هي إحدى الآليات التي تتبعها الجائزة التي تتوجه اليوم إلى موقع آخر هو منطقة القصباء في إمارة الشارقة، حسب د. جاسم العوضي، الذي أضاف لـ«الإمارات اليوم»، أن «استراتيجية الجائزة التي تحظى بدعم غير محدود من سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، تهدف إلى الارتقاء بفن التصوير الضوئي، ليس محلياً أو في الإمارات فقط، بل أيضاً في الوطن العربي، من خلال فتح باب المشاركة للمواطنين والمقيمين من مختلف الجنسيات، وتشجيع العناصر الشابة والموهوبة، ودعم المبدعين والمحترفين في مجال التصوير، وتبني أفضل المواهب، وتطوير الجائزة بشكل مطرد على نحو يمكنها من النهوض بكامل استراتيجياتها الحالية والمستقبلية».
وأكد العوضي الأمين العام للجائزة: أن المحاضرة شملت محورين، يستهدف المحور الأول موضوع المسابقة والجانب التعليمي الذي تتبناه الجائزة، أما المحور الثاني فتناول شرحاً مبسطاً للمحاور الخاصة بالجائزة.
وأضاف العوضي «كما هو معروف أن موضوع الجائزة نال اهتماماً كبيراً هذه السنة، لأنه يتحدث عن توثيق المعالم والأحياء السكنية في الدولة، وأن هذه المعالم تم توثيقها تاريخياً وصحافياً، أما اليوم فنهدف إلى توثيقها فنياً، وقد أبدت كلية دبي التقنية العليا اهتماماً كبيراً بالمسابقة، ومن هذا المنطلق نحاول التواصل لتوضيح فكرة المسابقة وكيفية المشاركة فيها».
واشار العوضي إلى أن النسخة الثانية من المسابقة تسعى إلى تنفيذ أكبر حملة تصويرية على مستوى الإمارات، بما يجسد اهتمام وحرص سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، على تسليط الضوء على قيم وطبيعة وحياة مجتمع الإمارات، وكذلك دعم وإبراز واحتضان المبدعين والموهوبين في مجال التصوير الضوئي، والتركيز على المواهب الوطنية الشابة ودعمها، للوصول إلى المستويات العالمية، واستقطاب المصورين المحترفين من مختلف المدارس الفنية.
وتحدث أديب شعبان عن أهمية إبراز التصوير في مجال الفن والرؤى والمضامين التي تحملها الجائزة، والتي تهدف إلى إيصال المسابقة إلى العالمية، من خلال الدعم غير المحدود الذي يقدمه راعيها، وأن الجائزة تركز على قضيتين جوهريتين الذاكرة أي المخزون المعرفي، والفكرة أي فكرة الصورة.
وتطرق سعيد الشامسي إلى الفنون والتصوير، مشيراً إلى أن دولة الامارات فيها حراك فني وثقافي على مدار السنة، وهذا يشكل بيئة خصبة لعرض الابداعات الفنية، مشيراً إلى أن جائزة منصور بن محمد للتصوير الضوئي تختلف عن الجوائز الأخرى، كونها تجذب عنصر الفكر حتى لا تكون الصورة جامدة ، وأن تكون العناصر في الصورة مدروسة بشكل جيد.
وتهدف المسابقة إلى تنفيذ أكبر حملة بصرية على مستوى الدولة والمنطقة، لتصوير وجمع وتوثيق أشكال الحياة كافة في مدن وقرى ومناطق الدولة المختلفة، وبالتالي الحفاظ على عناصرها ومكوناتها من الاندثار مع مرور الزمن، ودعم وإبراز واحتضان المبدعين والموهوبين في الإمارات والوطن العربي.
وسيركز المحور الرئيس من مسابقة «فرجان الإمارات» على الأحياء الإماراتية، إذ يطلب من المشاركين تصوير لقطات متسلسلة أو مجموعة أعمال، تتضمن وصفا دقيقا للمناطق العمرانية التي يقطنونها ومحيطهم البيئي من مدن وقرى وبيوت ومبانٍ وشبكة ممرات وأرصفة وطرق ومعالم وغيرها، وتقدم الصور على شكل مجموعة متكاملة تعطي انطباعا دقيقا للمشاهد حول طبيعة المكان الذي يسكنه المصور. وسيتم في هذا المحور تكريم خمسة فائزين، يحصل الفائز بالمركز الأول على 35 ألف درهم، والفائز بالمركز الثاني على 30 ألف درهم، والفائز بالمركز الثالث على 25 ألف درهم، والفائز بالمركز الرابع على 20 ألف درهم، ويحصل المركز الخامس على 15 ألف درهم.