تحت شعار جديد هو «جمال الضوء»، كشفت اللجنة العليا المنظمة لجائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، تفاصيل الدورة الثانية التي تبدأ في استقبال أعمال المرشحين، اعتباراً من مطلع سبتمبر المقبل، بعدما وجه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، راعي الجائزة، برفع القيمة المادية لمجموع جوائزها إلى 389 ألف دولار بما يوازي 1.3 مليون درهم تقريباً، عبر دورة تسعى لمزيد من الانفتاح والاستقطاب لمبدعي وعشاق فن التصوير الضوئي في مختلف أنحاء العالم، بعد أن انحازت في الدورة السابقة لـ«حب الأرض» محوراً أصيلاً.
المشهد البانورامي الذي استوعب مشاركات محلية ودولية، جاءت من 99 دولة مختلفة في دورة الانطلاقة الأولى، فرض نفسه على الدورة الثانية للجائزة التي بدت بمثابة مؤسسة ثقافية تعنى بازدهار فن التصوير إبداعاً وتذوقاً، وهو ما انعكس أيضاً في توجيه سموه بأن يكون شعار «جمال الضوء» بمثابة تقدير لإنجازات العالم العربي الحسن بن الهيثم الذي يصادف هذا العام مطلع الألفية الثانية على تأسيسه للمذهب التجريبي في البحث العلمي، والذي كانت له إسهامات جليلة في علوم البصريات عموماً.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي، دعت إليه صباح أمس في فندق «الريتز كارلتون» بدبي، اللجنة العليا المنظمة للجائزة، وحضره إلى جانب المدير الإعلامي لمكتب سمو ولي عهد دبي، ماجد عبدالرحمن البستكي، كل من الأمين العام للجائزة علي بن ثالث الحميري، والأمين المساعد سحر الزارعي، والفنان التشكيلي مطر بن لاحج، عضو مجلس الأمناء الذي يترأسه وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عبدالرحمن العويس.
وبناء على توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد، تمت إضافة محور جديد لجوائز المسابقة، يضاف إلى المحاور الثلاثة التقليدية بما فيها المحور الرئيس والمتضمنة المحور العام ومحور الإمارات، وهو بعنوان «الأبيض والأسود»، فيما تم رفع القيمة المادية للجائزة الكبرى، التي تمنح لصاحب أفضل صورة في المحور الأساسي «جمال الضوء» لتصل إلى 120 ألف دولار، كما أمر سموه باستحداث جائزة خاصة للبحث العلمي قيمتها 25 ألف دولار، تمنح لصاحب أفضل تقرير أو بحث علمي في مجال التصوير الضوئي، فيما تم استحداث جائزة أخرى تحوزها شخصية أو فريق عمل أو جهة اعتبارية قدمت جهوداً مقدرة في هذا المجال.
تأصيل
صورة «دبي»يتفق القائمون على جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، على أن الجائزة ترسخ رسالة جديدة لإمارة دبي كمركز عالمي للاهتمام بجماليات هذا الفن، الذي اشتكى مبدعوه وعشاقه لعقود فكرة «استسهال المحتوى الجمالي» للصورة التي تأخر خروجها عربياً من صفحات الألبومات الشخصية، إلى معارض الصور الكبرى.
المدلول المرئي للصورة التي يؤشر المنظمون دائماً إلى أنها «صورة عالمية بمقاييس دبي المحتفية دائماً بالتنوع الثقافي»، يحمل دلالات لا تقل بالضرورة عن المحتوى المعنوي للقصيدة الشعرية بالنسبة للمدير الإعلامي لمكتب سمو ولي عهد دبي الشاعر ماجد عبدالرحمن البستكي، فيما تبدو الصورة الضوئية منضوية تحت عباءة الفنون التشكيلية بامتياز، لدى عضو مجلس أمناء الجائزة الفنان التشكيلي مطر بن لاحج، الذي يفضل وفق رؤية فنية أن يكون المصور رساماً تشكيلياً بالأساس. أمين عام الجائزة علي بن ثالث، أكد أيضاً قدرة الجائزة على موازاة عالمية دبي، التي تحققت في مجالات اقتصادية وعمرانية وحضارية، مضيفاً: «ارتباط الجائزة بشخص راعيها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، الذي شارك بإبداعاته في ألق الدورة الأولى، هو رسالة واضحة للرقي الحضاري لدبي»، وهي الفكرة ذاتها التي أكدتها عضو مجلس أمناء الجائزة سحر الزارعي، التي أكدت أن المسابقة تتلقى مشاركات من دول لم تصل إليها الدعايات المروجة لها. |
أكد المدير الإعلامي لمكتب سمو ولي عهد دبي الشاعر ماجد البستكي، أن «الصدى الإيجابي الذي أحيط بانطلاقة الجائزة على الصعيدين المحلي أو الدولي، يحفز باتجاه تأصيل وجود أكثر فاعلية خلال الدورة الثانية»، لافتاً إلى أن جماليات الصورة لاتزال تحوي مفاهيم ومواطن بكراً في مخيلة المتذوق العربي عموماً، قياساً بالصور الشعرية التي يمكن أن تتكامل مع الصورة المادية للضوء في صياغة عوالم إبداعية خصبة».
وقال علي بن ثالث الحميري، إن «الجائزة التي تحمل في كل محور فئة خاصة بالمصورين المحليين وأخرى تُفرد للدوليين، تسعى إلى الارتقاء بفن التصوير الضوئي في مسارين مختلفين أحدهما محلي والآخر عالمي»، مشيراً إلى أن قرار رفع قيمة الجوائز يدفع بها إلى تصدر قائمة المسابقات الأكثر أهمية على المستوى العالمي، فضلاً عن القيمة الأدبية والمعنوية التي ترتبط بها، ما يعني أن الجائزة في دورتها الثانية تتحمل مسؤولية إضافية تجاه دعم ثقافة فن التصوير وتعميق البعد الفلسفي للصورة، سواء على مستوى الإبداع أو التذوق».
انفتاح
المزيد من الانفتاح على مبدعي الصورة ومتذوقيها عالمياً، هو ما تؤكده أيضاً الأمين العام المُساعد للجائزة سحر الزارعي، التي ترى أن «عاماً واحداً قد لا يكون كافياً من أجل التأسيس لجائزة عالمية، إلا أن واقع الأمر قد تجاوز ذلك بالنسبة لجائزة سمو الشيخ حمدان بن محمد للتصوير الضوئي»، لافتة إلى أن الجائزة تجاوزت حالة التواصل الدائم مع الكثير من المؤسسات الثقافية والتعليمية وغيرها إلى التفاعل مع الناشرين ومؤسسات التواصل الاجتماعي ومختلف الجهات التي تضـمن التـعريف بالجـائزة على نطاق محلي وعربي وعالمي أكثر رحابة.
عضو مجلس الأمناء الفنان مطر بن لاحج، مؤسس مرسم مطر بدبي، أكد فكرة أن «الجائزة وُلدت بصيغ الجوائز الكبرى، دون أن تكون الدورة الأولى حاملة لتنازلات على صعيد القيمة الفنية للأعمال التي قُبل ترشحها»، مضيفاً: «نتطلع بكل تأكيد إلى دورة أكثر ثراء من حيث الكيف أولاً، ومن ثم الكم بشكل تلقائي، لاسيما بعد أن أسهمت الدورة الأولى في تشكل وعي جمالي، بإمكانات العدسة الهاوية والمحترفة لفن التصوير، على التقاط حالات فنية مميزة تستحق الاحتفاء بها».