قام سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، مساء أمس، بتسليم الجوائز للفائزين بالمراكز الأولى والمكرمين في الدورة الثالثة من «جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي»، التي أسدل الستار على فعالياتها، أمس، في مركز دبي المالي العالمي، بحضور عدد من الشيوخ والوزراء كبير مهتمين بالفنون عموماً، بالإضافة إلى المرشحين للجائزة الذين حرصت اللجنة المنظمة لها على دعوتهم، بالإضافة إلى المئات من هواة ومحترفي ومتذوقي فن التصوير الضوئي.
وقام سموه بتكريم الفائز بالجائزة الكبرى في هذه الدورة وهو الصيني فريانج زهو، كما قام ولي عهد دبي بتكريم الفائزين بالجوائز التقديرية الخاصة، وهي جائزة تم استحداثها هذا العام لتكريم شخصيات ومصورين عالميين تركوا بصمتهم الخاصة في هذا المجال، وهم: الشيخ حشر بن مكتوم رئيس دائرة الإعلام في دبي، وستيف مكاري (أميركا)، ورين أنيج (أستراليا).
وقام سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم بتوزيع الجوائز على الفائزين بمحور «حياة الشارع»، وهم: المركز الثاني مناصفة جي آلين (الصين)، هيانو لوي (الصين)، سانتيانو دانيال (إسبانيا)، وتم حجب الجائزة الأولى.
وفاز بجائزة «المحور العام» الخاص بالمصورين الإماراتيين، المرتبة الثانية سليمان الحمادي، المرتبة الثالثة سعيد جمعوه، وتم حجب الجائزة الأولى. وفي «المحور العام» للمصورين الدوليين فاز بالجائزة الأولى فلاديمير بروتشين (روسيا)، والمرتبة الثانية ذهبت إلى محمد الإمسياه (إندونيسيا)، والمرتبة الثالثة ذهبت إلى محمد دولاه (ماليزيا). ومنح منصور المنصوري جائزة خاصة من لجنة التحكيم. وقام وزير الصحة رئيس مجلس أمناء الجائزة عبدالرحمن العويس، بتكريم الفائزين بمحور «الأبيض والأسود»، وجاءت النتائج على الشكل التالي: المركز الأول نيان لي (الصين)، آددنهو سينانوري (إيطاليا)، المركز الثالث ونغ نفاي (هونغ كونغ).
وأثارت الصور الفائزين التي تم عرضها على شاشات كبرى مواكبة مع لحظات تسلم أصحابها الجوائز، فيما بدأت فعاليات اليوم بشكل مبكر، منذ الخامسة عصراً، مستبقة الوعد المقرر لبداية الاحتفال في السابعة مساء.
وعكست الصور التي تم عرضها محتوى المحور الرئيس للجائزة، الذي تم اعتماده بمثابة شعار هذا العام «صنع المستقبل»، بكل ما تؤشر إليه العبارة من دلالات الاستبشار بغد أفضل، فضلاً عن فضاء الخيارات اللامحدودة التي منحها المحور الثاني الرئيس الذي جاء تحت عنوان «حياة الشارع»، أما المحوران الثابتان اللذان أصبحا بمثابة بصمة حاضرة في مختلف دورات الجائزة وهما «المحور العام»، ومحور «الأبيض والأسود»، فقد اتضح جلياً مدى تمرس المصورين على متطلباتهما الفنية، سواء الذين سبق لهم المشاركة أو الفوز، أو ممن يشاركون للمرة الأولى في الجائزة.
ورغم أن فكرة اختيار شعار «صنع المستقبل» جاء في الأساس من أجل دعم ملف استضافة دبي لمعرض إكسبو العالمي 2020، فضلاً عن انسجامه وعكسه لقيمة استشراف المستقبل التي تضبط إيقاع كل الجهود التي تبذل في مختلف المناحي في الإمارة كجزء أصيل من واقع التحدي الإيجابي من أجل مستقبل أفضل دائماً، وهو الأمر الذي تم تجاوزه بإعلان فوز دبي باستضافة إكسبو 2020؛ فإن الأعمال المقدمة أثبتت قدرة أصحابها على الابتكار والمرونة، وتفجير المزيد من الدلالات والمعاني الثرية من خلال خصوصية إبداعهم، فقد انفتحت الأعمال المقدمة على افكار شتى تستوعب مخيلات المصورين على تنوعها، ويمكن رؤيتها من أكثر من جانب وفي أي مكان، لأننا هنا بصدد قيمة إنسانية، وانطباعات الصورة يمكن أن تؤول حسب قراءة المتلقي وخيالاته.
وجاء اختيار محور «صنع الحياة» أيضاً ليؤكد أهمية مرحلة اختيار المصور للموضوع في إطار سعيه لتميز صورته، ففي الوقت الذي قد يرقب أحدهم حواراً بين مزارع وبذرة، قد يجد آخر هذا الأمر في مشهد آخر أكثر تلقائية، وربما كان انطباع آخر حمل صاحبه إلى الغابة وعوالمها، وعاد بثالث إلى البناء المتسارع للمدن، وغيرها من الاحتمالات اللامتناهية.
أما المحور الثاني وهو «حياة الشارع» فقد أكسب الأعمال المشاركة تنوعاً وثراء إضافياً، إذ تبقى ايضاً فرص بروز ذاتية المصور وشخصيته عظيمة من أجل الاجتهاد بأن تلك الصورة التي التقطها وشارك بها ضمن هذا المحور مثالية لرصد وعكس حياة الشارع.
وبالإضافة إلى المحور العام الذي يتم فيه ترك مطلق الحرية لاختيار المصور موضوعه، فإن محور «الأبيض والأسود» حافظ على وجوده ضمن المحاور الأساسية للجائزة، فالأبيض والأسود، تبقى حسب الكثير من النقاد أكثر إقناعاً بنسبة 75% من سواها، في حال اعتمادها على رسالة واضحة، لذلك فإن معظم مدارس لجان التحكيم لا تمنح لمعيار جودة الألوان سوى 10% فقط من درجاتها، في مقابل 90% للعناصر الأخرى، وفق ما يؤكده الأمين العام للجائزة علي خليفة بن ثالث. وتم هذا العام اعتماد جائزتين إضافيتين، هما جائزة البحث أو التقرير المتميز، والجائزة التقديرية التي تمنح للأفراد أو المؤسسات التي تسهم في دعم وتعزيز ثقافة فن التصوير الضوئي.
وأسهم الموقع الإلكتروني الجديد الذي أطلق بالتزامن مع الإعلان عن الدورة الثالثة في المزيد من التواصل بين هواة ومحترفي فن التصوير الضوئي عموماً وإدارة الجائزة، بالإضافة إلى قاعدة البيانات الضخمة التي يضمها الموقع، والتي هي أحد أهم الأهداف الاستراتيجية للجائزة منذ تأسيسها، كي تكون بمثابة قاعدة بيانات دولية لكل المصورين.