معارض التصوير في دبي وجهة نظر
بقلم سعيد الشامسي
خاص – عرب فوتو
سعيد الشامسي – دبي
شهر مارس من كل عام في دولة الامارات العربية المتحدة و بالاخص مدينة دبي ،
ينتظره الفنانون بفارغ الصبر ليطلعوا من خلاله على مختلف الفنون البصرية، و كلنا نعلم ان هناك زخم من المعروضات سواء كان على المستوى الدولي ممثلاً بمعارض ” فن دبي ” او محلياً بمعرض ” سكة فن ” ، لكن هذه السنة استحدث ، و لا ننسى مئات صالات العرض التجارية الخاصة و التي لديها برامجها الخاصة بها في هذا الحدث السنوي، و الترويج لمقتنياتها و جذب الجمهور الخاص بها.
و من يتنقل بين هذه المعارض الفنية يجد شتى انواع الفنون البصرية و تختلف بإختلاف مصدر العمل الفني و قوته، و كذلك الفنان و خلفيته البيئية و الثقافية .
فتجد الفارق شاسعاً بين هذا و ذاك ، هذا البون في العروض ، مرده اختيار ” القيم ” لتلك الفنون الملائمة لهذا الحدث . لاننا واقعياً في حدث فني يختلف كلياً عن المعارض الفنية العادية.
ما نحتاجه هو ذلك الفن الذي اذا رأيناه لاول مره ينطبق في اذهاننا لفترة طويله ،تعكس لنا مشاهد مشابه للواقع او تقترب منه بحس فني و الصورة الضوئية مشتركة مع بقية الفنون البصرية تقترب من الحقيقة او تبتعد عنها من حيث التسجيل للمكونات الحسية. تلك الفنون التي تختلف طبيعتها عن ما نراه طوال السنه، هنا يكمن دور ” القيم ” في طرح الفكرة على الفنانين المختارين في متسع من الوقت قبل موعد المهرجان السنوي ، و بالتالي يقوم الفنان ببلورة فكرة ” القيم ” و الاشتغال عليها كمشروع و من ثم تخرج اعمال فنيه متكاملة . قد يكون ” قيم واحد ” او عدة ” قيمين ” حسب توزيع الافكار . هذه الاشياء ضرورية لتكون المحصله على مستوى الحدث، نحن بحاجه الى فن حقيقي لا الى منتوج بصري نراه يومياً عبر صفحات التواصل الاجتماعي، او ما تتطلبه صور المسابقات الكثيره . حتى اختيار المتحدثين ضمن انشطة المهرجان السنوي لا بد ان تكون الشخصية ملمه بالمعرفة البصرية و خصوصاً الحراك الفني المحلي ، الا اذا كانت الاستفادة من خبرة الأجنبي المتحدث تضيف بعداً جديداً للجمهور المتلقي .
المعارض الفنية فرصة للتقويم و المراجعة و معرفة رأي المتلقي تجاه الاعمال الفنية المعروضة مهم لانه يمثل اهم ضلع في المثلث الفني المتساوي الأضلاع.
عندما نتكلم عن الفن يقابله المتلقي او الجمهور المتذوق للفن، للاسف معظم رواد الفن او جلهم من الاجانب ، و باتت الشخصية العربية عملة نادره في هذه الاماكن.
لذلك يجب على القائمين و المسؤلين عن الفنون البصرية في دولة الامارات ، الاتجاه نحو الجمهور و وضع خطة تثقيفية بدأً بالمدارس و عموم الناس و تخصيص محاضرات لهذا الغرض و ليس فقط وضع برامج وورش جل من يحضرها اجانب .
اذا هذا حالنا اليوم، ماذا سنقول بعد عدة سنوات عندما تكون لدينا متاحف فنية بها من أغنى و اجمل المقتنيات من شتى الفنون البصرية.. حتماً ليس وجود المتاحف لجذب السياحة فقط لكن ليكون لدينا مستقبلاً جمهور ذات ثقافة فنية راقية.
و كل عام و الفن و الفنانين بخير