عندما اخترع التصوير الفوتوغرافي لأول مرة، أي قبل نحو 175 عاماً، كان يتطلب التقاط صورة واحدة العمل أكثر من ثمانية ساعات. أما اليوم، فإنها لا تحتاج إلى أكثر من ثانية فقط، وفي ثانية أخرى يمكن مشاركة الصورة مع المئات أو ربما الملايين من الأشخاص عبر الإنترنت.
ومن المعروف أن هذه التقنية انتقلت من المجال التماثلي إلى المجال الرقمي، وأصبحت في متناول اليد عبر الهواتف النقالة، وستصبح قريباً عبر نظارات غوغل أو ربما من خلال شريحة مزروعة في دماغك. وهذا ليس مجرد خيال علمي، بل هي تقنية يجري العمل على تطويرها حالياً.
ويقول نيلز فان دير فولك، نائب الرئيس للمبيعات العالمية لدى شركة “آي فاي”: “لطالما كان التصوير الفوتوغرافي مرتبطاً بالتكنولوجيا، فكلما حققت التكنولوجيا قفزات إلى الأمام تقدم معها التصوير الفوتوغرافي. ومن خلال التقنية الحديثة، تحول التصوير الفوتوغرافي ليصبح وسيلة ديمقراطية – وقد شهدنا تحولات مدهشة فيما يمكن أن يصبح عليه التصوير الفوتوغرافي، وفي من يمكنه التقاط الصور.”
وأضاف: “نرى اليوم زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين يملكون القدرة على التقاط الصور – إذ أصبح نشاط التقاط الصور الفوتوغرافية قليل الثمن ومنتشر في كل مكان. ونتيجة لهذه الزيادة، تطورت حلول إدارة الصور بنفس القدر.”
تعد حاجة حلول إدارة الصور إلى تطوير نفسها بإدخال خصائص جديدة واضحة: منذ نحو خمسة عشر عاماً مضت، كانت لديك اثنتين وثلاثين فرصة للحصول على صورة جيدة باستخدام بكرة فيلم واحدة، لذلك لم تهدر أي صورة، وكنت تلتقط فقط اللحظات والمشاهد المميزة والأشياء التي تستحق التصوير. أما في الوقت الحاضر، يمكنك التقاط عدد لامتناه من الصور لمشهد واحد فقط، باستخدام أي نوع من الكاميرات ومنها تلك التي في هاتفك الذكي الذي تحمله معك دائماً في أي مكان.
يتيح لنا هذا العصر، الذي يتميز بتوفر الهواتف الذكية والكاميرات الرقمية ذات عدسة أحادية عاكسة DSLRبأسعار مقبولة، ومشاركة الصور عبر الفيسبوك وإنستغرام و شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى ، التقاط المزيد من الصور وبشكل أكثر من أي وقت مضى. مع ذلك، ينطوي هذا السلوك على مشكلتين: تتمثل الأولى في الفوضى الرقمية العارمة، والأخرى في إيجاد مسار عمل يتيح إمكانية القيام بعمليات نسخ احتياطية متعددة، سواءً كنت مصور محترف أو أمٍّ لأربعة أطفال أو سائح يتجول في العالم، إذ قد يتسبب إخفاق القرص الصلب لمرة واحدة بكارثة تضيع صوراً لا تقدر بثمن جمعت طول أشهر بل ربما سنوات.
وأوضح فولك ذلك قائلاً: “قد تكون محاولة معرفة مكان ووقت التقاط صورة ما ونوع الكاميرا التي التقطتها عملية معقدة ومرهقة. وإن ما يحتاجه المصورون اليوم حلاً لإدارة الصور يمتلك قدرةً على أتمتة تلك العمليات. لذلك، ينبغي أن تكون قادراً على توجيه عدستك وتركيزها ثم التقاط الصورة، أما باقي العمليات من النسخ الاحتياطي للصور ومزامنتها مع أجهزتك الأخرى وفرزها بطريقة منظمة، فهي مهمات يتولاها حل إدارة الصور.”
أخذت شركة “آي فاي” هذا الجانب بعين الاعتبار، وطورت خط إنتاجها من بطاقات الذاكرةSD المزودة بتقنية “واي فاي”، وخدمتها السحابية “آي فاي كلاود”، وصممتهما ليعملا كرديفين من أجل أتمتة معظم العمليات اليدوية التي ينبغي على المصورين إجراؤها.
واختتم فولك بقوله: ” تعمل تطبيقات “آي فاي” الذكية على تحميل الصور تلقائياً من الكاميرات المزودة بتقنية “واي فاي” وتدفع بها نحو “آي فاي كلاود”، وهنالك يتم تجميعها وتنظيمها مع كافة الصور ومقاطع الفيديو. وتمتلك الآن كل من بطاقات “آي فاي موبي” وتطبيقات الهواتف النقالة و”آي فاي كلاود” معاً القدرة على تجميع الصور وترتيبها ومزامنتها وأرشفتها، بالإضافة إلى تخفيض الوقت اللازم لإدارة الصور ومقاطع الفيديو والبحث عنها ومشاركتها بشكل كبير. وإننا نعتقد بضرورة أن يكون أي حل مخصص لإدارة الصور قادراً على تقديم هذه المزايا لمستخدميه.”