معرض “الحركة بركة” يستكشف تأثير الهجرات الثقافية
في عام 2015 أطلق الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان منصة استكشاف عربي مطلق (أ. ع. م) بهدف دعم الفنانين الناشئين في دولة الإمارات العربية المتحدة، سواء من الإماراتيين أو المقيمين. وها هي إحدى نتائج هذه المنصة يخرج إلى النور، معرض فني بعنوان “الحركة بركة” في مركز مريا للفنون المعرض الفني بالتعاون مع مبادرة “استكشاف عربي مطلق”، بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، والشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان.
يستكشف معرض «الحركة بركة» الذي يستمر المعرض حتى نهاية أبريل 2016، المزيج الغني من الثقافات التي تتواجد في دولة الإمارات، وتأثير هذه الهجرات الثقافية، حيث يترك التنقل بين المناطق الجغرافية والجنسيات آثاره على أسماء العائلة والأطباق المحلية، وغيرها، خصوصاً مع تحول دولة الإمارات إلى نقطة جذب للمقيمين، والعدد الكبير من الجنسيات التي تضمها، والتوسع العمراني المتواصل على مدار أربعين عاماً مضت.
(1)
الفوتوغراف أداةً
10 فنانين شغلت مقترحاتهم الفنية الدور الثالث من مبنى مركز مرايا للفنون والمعارض، تنوعت بين فنون التجهيز والفوتوغراف والفيديو آرت وفنون الديجيتال والموسيقى والطباعة، وكما هو الوضع في الإمارات حيث “يمكنك سماع نصف دزينة من اللغات المختلفة، ومن اللهجات العربية المختلفة من اللغة العربية، وأحياناً ضمن محادثة واحدة” بحسب ألكسندرا ماكليب القيمة على المعرض، كذلك كان المعرض خليطاً من مقترحات فنية لفنانين إماراتيين صوروا علاقتهم مع الماضي من خلال الفوتوغراف كما فعل الفنان عمار العطًار، الذي بحث عن شخصيات طفولته حيث ترعرع، وبحث مصير تلك الشخصيات التي تفاعل معها في طفولته، مثل طبيب العائلة، ومحل البقالة بجانب المنزل حيث كان يذهب لشراء الحلوى بعد المدرسة، والمخبز الذي يذكر جيداً رائحة خبزه حتى اليوم. أيضاً الفوتوغراف كان أداة ريم فلكناز (1985) في حياتها، ومن خلاله اكتشفت القصة التي أنجزتها بالفيديو «انا أنقش» وتناولت فيه قصة غلام محمد عندليب الذي يأتي من أفغانستان كل عام إلى القرية العالمية لممارسة فنه في النقش على السماور أمام الجمهور “في استكشاف لموضوع الهجرة والهوية الثقافية التي تشكل عالمنا، من خلال صوته والقصة التي يرويها بنقسه، وهو ما تعبر عن القرية العالمية”.
(2)
الموسيقى ملاذاً
الموسيقى كانت المقترح الفني للفنانة السورية توليب هزبر (1989) التي استقرت مع عائلتها في إلإمارات بعمر صغير، حيث وضحت في مشروعها الغرض الذي تحققه الموسيقى في المشروعات وهي “الحياة، والمحلات، والهواتف”، وتتساءل “هل هي ملاذ؟، أم طريقة تواصل؟، أم تقتصر فقط على كونها ضوضاء خلفية؟”، وذلك من خلال تسجيل صوتي على أسطوانة رقمية لشاب تغوص في حياته التي أمضى جلها في الإمارات، مرفقاً مع مقترحات بصرية تترجم هذه الحالة، بدورها تعتمد الفنانة الإماراتية هند المزينة عبارة “دبي السعادة” كشكل من أشكال التعبير، وأداة تسويقية، وكسلعة، ودليلاً للسياحة العامة في مشروعها «لون السعادة» المكون من صور رقمية بأبعاد متغيرة.
(3)
الحجارة طلاءً
الفنان الإماراتي محمد أحمد ابراهيم (1962) أكبر المجموعة سناً وخبرة يعود في عمله «الحجر المصبوغ» إلى مراحل نشأته في خورفكان وإعجابه ورهبته من الجبال الشاهقة، التي صارت قطعاً صغيرة بالنسبة له عندما ابتعد عنها، وصارت بالنسبة إليه كما الطلاء للرسام، والفيلم للمصور، بينما اختار وليد الواوي (1988) الفنان الفلسطيني جسده في العمل الفني حيث يقول “كنت أقف متسمراً عندما تخطر ببالي فكرة، ومن ثم أقف في مرة أخرى في مكاني، بدون أي ادوات سوى نفسي كي أصورها. وبغض النظر عن المناطق المحيطة، والإضاءة او نوعية الفيديو، أصبح العمل أكثر صدقاً”. حازم حرب (1980) يتناول في عمله « التقدم غير المحدود» حالة الوقت والحالة الفاصلة المتباينة للمتغيرات المستمرة لشكل المدن، ويمثل العالم الزمني الفكرة الأساسية مع إظهار التغير الديموغرافي وعلاقتها بالتغيرات الديمغرافية البشرية، والتفاعل الديناميكي للمدينة من خلال عمل نحتي تركيبي معروض على طاولة خشبية وصور رقمية مطبوعة على الاكرليك.
(4)
خطوط العلاقات
زينب الهاشمي تشد انتباهك إلى مواد البناء المنسية، وشبكة الأسلاك المستخدمة داخل الجدران الخرسانية، حيث ترى فيهم خطوط الطول والعرض والمناطق الزمنية التي تفصلنا وتربط بيننا، حيث تجد أننا جميعاً منصهرون في شبكة العمل والاتصالات والعلاقات الاجتماعية. فيما آلاء شاكر تختار بلوحات تصوير متغيرة الأبعاد رصد مساحات تم بناؤها قبل توحيد الدولة ولم يتم تغييرها. «ديرة» هي مكان بحث الفنان خالد مزينة، التي يحتفي بثقافتها النابضة بالحياة على مطبوعاته، مسلطاً الضوء على صاحب العربة الخشبية في سوق القماش، وما تمثله حركة الرجل المستمرة والتي تعكس شريان الحياة في المنطقة.
أعربت الشيخة بدور القاسمي خلال الافتتاح عن سعادتها بهذا التعاون الفني بين مركز مرايا للفنون بالشارقة ومبادرة “استكشاف عربي مطلق” من العاصمة أبوظبي، مثمنة الدور الداعم للشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان للفن والفنانين بشكل عام في الإمارات، واهتمامه بتنفيذ معرض الحركة بركة بالتعاون مع مركز مرايا للفنون بالشارقة، ورافق كل من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، والشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، سعادة مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وأحمد القصير المدير التنفيذي للعمليات في ( شروق) ، ويوسف موسكاتيلو مدير إدارة مركز مرايا للفنون.