تعريف الأدب ببساطة هو الكلام البليغ الصادر عن عاطفة المؤثر في النفوس . ويندرج تحته أنواع وعناصر وأساليب وتصنيفات لا حصر لها وكلها تشترك في أربعة أركان: العاطفة الصادقة ؛ الأفكار الجليلة ؛ العبارات الجميلة ؛ الخيال المصور . وقد تعارف العرب على أن للأدب فرعين رئيسيين هما الشعر والنثر وسأضيف له فرعا ثالثا هو التصوير ! وتعريفه “التصوير البليغ الصادر عن عاطفة المؤثر في النفوس” وتحمل نفس أركان الأدب مع استبدال العبارات بالعناصر الجميلة وإضافة “الإضاءة المناسبة”.
من السهل على أي شخص الإمساك بالقلم وكتابة عبارات .. أي عبارات ؛ بسهولة حمل الكاميرا والتقاط الصور.. أي صور! دون أن ترقى لمستوى التصوير البليغ الذي يحكي قصة قصيرة أوقصيدة مؤثرة أو مقال ناجح . . ومن يحترف التصوير البليغ هو في حقيقته شاعر أو كاتب اتخذ من الكاميرا قلما ينظم به قصائد الشوق وحرقة الانتظار ووجع الفراق ويكتب بعدسته قصص الحياة داخل إطار الصورة. ضيفنا اليوم هو المصور ضيف الله بن محمد القبلان من مواليد مدينة حائل ضابط في قوات الدفاع الجوي أحد أدباء الفوتوغراف الذين تفيض أعمالهم برومانسية تتسلل عبر الضوء إلى قلب المتلقي وتثير تساؤلات واستفهامات تكمن أجوبتها دائما في”قلب الشاعر”. يحاول المتأمل في أعماله قراءة إحساسه حين ينادم قهوته ويبعثر رسائله ويشكو لقلمه ويسمع بكاء زهوره التي جفت في انتظار الموعد الذي لن يأتي . تنبض أعماله بإنسانيات قد تفلح أحيانا في سبر أغوارها وفك طلاسمها وقد تتركها أحيانا مثل النهايات المفتوحة؛ لا تصل لمعناها ولكن يكفيك استمتاعك بها. كما يعبر في أعماله عن الحب والفقر والخيانة وذكريات الماضي مستخدما الرسائل القديمة والعبارات المكتوبة وأكواب القهوة وأصابع البيانو والرصاص والمسدسات والورود ؛ ومثل هذه النوعية من التصوير الأدبي أو الأدب الفوتوغرافي سمه ماشئت تعين أسماء الصور على فهم مراد المصور؛ فمثلا حين يشبه أحمر الشفاه بالرصاصة ويضعهما في خطين متوازيين داخل صورة ويسميها ” كلاهما يقتل” تبحر بعيدا في تخيل صورة أخرى ليس لها آخر ولا يحدها كادر!
ضيف الله القبلان