الأمين العام المساعد لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
التقتها: ريم حنبظاظة
الإماراتية سحر الزارعي: سر لقب “صائدة الجوائز” هو..!
الأمين العام المساعد لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
التقتها: ريم حنبظاظة
التصوير الضوئي من زاويتي الخاصة هو صناعة من أقوى الصناعات توسعاً في العالم، ومن يرد الانتماء لهذه الصناعة يجب أن يتميّز عن الناس بامتلاك إحساس بصري خاص، وتعامل مختلف مع حاسة البصر. التصوير الضوئي هو اقتطاع جزء من الواقع لإيصال رسالة ما، لذا فهو يتطلّب وجود أناس لديهم رؤية عميقة وإحساس مرهف.
عندما دخلت عالم الكاميرا كنت مهتمة بتصوير تراث دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص، أيضاً عشقي القديم المتجدّد للخيول دفعني باتجاه تصويرها لفترة من الزمن، لكن بعد ذلك أصبح خطي الفني هو خط اللحظة، حيث أصور العنصر المناسب في الوقت المناسب دون تخطيط مسبق في الغالب.
تصوير الأزياء من أقدم أنواع التصوير وأجملها، ويبدو لمن يراه من الخارج أنه في غاية السهولة لكن هذا غير صحيح، كما أن احتدام المنافسة بين أكبر بيوت الأزياء العالمية يرفع الحاجة للصورة الاحترافية في هذا المجال.
بالعكس هذا يزيد من قيمة الصورة من حيث انتشارها، والحاجة لثقافة التعامل معها وتوظيفها بالشكل الصحيح، هذه الظاهرة صحية إذ إنها تنتج عدداً أضخم من التجارب الفنية، وتسهّل دخول عالم التصوير لمن يجد نفسه مبدعاً فيه وقادراً على العطاء.
الصورة تستمدّ قيمتها من التفاصيل، ففي كل زاوية من زواياها تجد ملاحظات ومعلومات تعني لك الكثير بحسب مستواك وخبرتك في قراءة الصور. هناك صور فقيرة بتفاصيلها باهتة برسالتها الرئيسية لذا تجدها غير جذابة بصرياً. المصور المحترف هو القادر على إنتاج صورة غنيّة بالتفاصيل من حيث التباينات اللونية والعناصر المتناسقة والموضوع الأساسي والمعنى أو الرسالة التي يريد إيصالها.
«فلوة غاليري»
“فلوة غاليري” مشروعي الخاص، ونقطة انطلاقي الفنية، ومعقل الدعم الأول وليس الأخير لهواياتي الفنية، فقد بدأت من “فلوة غاليري”، ولطالما أقمت فيه المعارض الفنية الناجحة لكبار الفنانين، إلا أنني وللأسف اضطررت أن أتوقف عن هذا الأمر نظراً لانشغالي في وظيفتي ومشاركاتي في الفعاليات الخارجية مثل تحكيم المسابقات وما شابه.
معايير التحكيم تختلف باختلاف طبيعة المسابقة والمحاور المطروحة، لكن من معاييري الأساسية البساطة وعدم التكلّف، وقوة المعنى العام مع جمالية التكوين، أيضاً أفضّل الابتعاد قدر الإمكان عن اللمسات التقنية في تعديل الصورة.
كما يعلم الجميع عن الجائزة التي أصبحت سفيرة للصورة في الشرق الأوسط، فهي منذ انطلاقتها عام 2011 انتهجت رؤية راعيها سموّ ولي عهد دبي سعياً للريادة العالمية، ولعب دور النموذج المتوهّج المفعم بطاقة الإبداع ومسارات النمو والتطوّر، وشعلة تنير دروب المهتمين بالتصوير من هواة ومحترفين، وترشدهم للعب دورٍ حقيقي فعّال في رسم صورة المستقبل، ونشر ثقافة التصوير بأسسها وأصولها في محيطهم ومجتمعاتهم.
أما عني فأهدف من خلال عملي في الجائزة لنشر ثقافة التصوير الضوئي في الشرق الأوسط بالشكل الصحيح، ورفع سويّة التصوير في المنطقة لأرفع المستويات العالمية، إذ إنني أؤمن بإبداع العدسة العربية والأوسطية، وإنها بحاجة لعناية أكبر واهتمام خاصة بالبنية المعرفية والمهارية.
معارض
شاركت بأكثر من 52 معرضاً على مستوى العالم، ومن أبرزها معرض جامعة جلاسكو في شمال المملكة المتحدة، والذي أقيم في مبنى “أيفي لوج”، والمعرض الدولي الثامن للفن التصويري ببكين.
هدف الجمعية منذ بداية التأسيس تنشيط الحركة الثقافية الإبداعية في الدولة، وتقدّم للمصور الإماراتي إضاءات بداية الطريق لفهم التصوير الفوتوغرافي.
في الواقع هناك عدد من المواضيع المطروحة التي أحدثت تأثيراً كبيراً في الأوساط الثقافية، منها تلك التي قمت فيها بمشاكسة المصور العربي من خلال تسليط الضوء على بعض العيوب الفكرية والمهارية لديه، أيضاً حديثي عن المنهجية العربية في مجال التدريب على التصوير، وعن مجتمعات المصورين وجمعياتهم، وعن بعض الظواهر الإيجابية والسلبية في الوسط الثقافي والفني.
السر هو..
السر هو تقدير صحيفة الاتحاد الإماراتية لمسيرتي وللجوائز التي حصلت عليها. التكريم بحد ذاته مكافأة مجزية تسعدني وتمدّني بالطاقة والحماس والثقة لمواصلة الطريق، وحصد المزيد من النجاحات والجوائز معاً.
للأسف عين المصور العربي تبدأ قصتها مع التصوير بعشوائية وتخبّط كبيرين. البعض يستمر في ذلك والبعض يتنبّه لهذا الخطأ فيحاول تعديل مساره. أغلب المصورين العرب لا يعون ضرورة عملهم على إيجاد هوية فنية محدّدة لهم، وخطة واضحة للتطوير والارتقاء بالمستوى من الناحيتين التقنية والمعرفية.
يضيف لي محيطات من المعرفة، هذا التفاعل يفتح لي النوافذ للاطلاع على الوسط الثقافي والفني وما يحدث فيه من قضايا وتحديات ومستجدات.
التفاعل مع الناس يعلّمني ويهذّبني ويحمل لي كل يوم رصيداً كبيراً من المعرفة والحكمة، ومن خلال الناس أعرف ماذا سأكتب الأسبوع القادم، فأنا أعيش معهم وأكتب عنهم ولهم وأنوب عنهم في إيصال صوتهم.
خوض التجربة
من خلال زاويتي الأسبوعية ونشاطي على مواقع التواصل، المئات من غير المصورين قرأوا عن هذا العالم وعرفوا عنه الكثير فقرروا خوض التجربة، وغيرهم من المصورين الذين شغلتهم الحياة عن هذه الهواية الجميلة عادوا لها من جديد، دائماً ثقافة الحوار تنجح في إقناع الناس بتجربة أمور جديدة في حياتهم خاصة تلك التي تجعلهم يكتشفون أشياء رائعة في أنفسهم.
لكل مسيرة تحديات وعقبات بالتأكيد، لكن وضوح الرؤية والإيمان بالقدرات والموهبة ساعدتني في تجاوز العقبات ولله الحمد.
الدعم الرئيسي كان من العائلة التي آمنت بموهبتي وبقدراتي، أيضاً أساتذتي كان لهم عظيم الفضل في اكتساب الأساسيات والتعمّق في عالم التصوير بالشكل الصحيح.
الجديد لا ينتهي، والخطط المستقبلية قيد التخطيط والتحضير، لكنني لا أحبذ الحديث عن أية رؤى مسبقاً. سوف أعلن عن جديدي في حينه.
هوايات
التصوير فن، وأغلب هواياتي لا تبتعد كثيراً عن المجال الفني، فالرسم والسفر والتسوق والموسيقى فنون، وأنا حياتي في مجملها تدور في الفلك الفني.
لست من مشجعي الرياضة بشكل دائم، لكني أميل محلياً لنادي “الوصل”، وعالمياً “برشلونية” حتى النخاع.
بالعناية اليومية بالبشرة، والتي تعتبر المرآة الأساسية للجمال، أيضاً ممارسة الرياضة وشرب الماء بكثرة وتناول الفواكه والخضراوات الطازجة بانتظام.
أنا كلاسيكية عصرية، الأناقة الكلاسيكية هي المعتمدة لديّ، وهذا لا يعني بعدي عن الموضة، لكني لست ممن يسيرون خلفها أينما سارت، بل أنتقي من خطوطها ما ينسجم مع ذوقي.
أنصحهم ألا يدخلوا مجال التصوير بدون أن يكون لديهم قناعة ذاتية بوجود موهبة بصرية حقيقية لديهم، وأن يعملوا بشكلٍ يومي على تطوير قدراتهم والاستفادة من تجارب الآخرين، وأن يلاحظوا نقاط قوتهم ليقوموا بتطويرها ونقاط ضعفهم ليحاولوا إصلاحها.
مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.