“جلسات التصوير” تدخل غزة تماشيًا مع التطور التكنولوجي
غزة – فاطمة أبو حية
في زمن التكنولوجيا والإنترنت، أصبح التقاط الصور أمرًا سهلًا، ومهمًا جدًا بالنسبة للبعض، فسهولته نابعة من توفر الكاميرا لمعظم الناس، خاصة أنها أصبحت موجودة في أغلب الهواتف النقالة، أما أهميته فتزداد مع انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وميل بعض المستخدمين لنشر صورهم بكثرة, ومع ذلك فلا غنى عن الصور الاحترافية، ولكن لا بد لهذه الصور أن تتناسب مع التطور بتميّزها، ولذا انتشرت فكرة “جلسات التصوير”، حيث يقضي المصوّر وقتًا غير قصير مع صاحب الصور، وإما تكون الصور للذكرى فقط، أو لتوثيق بعض أجمل اللحظات كالمناسبات كمرافقة عروسين طيلة يوم زفافهما، وغالبًا ما تتم هذه الجلسات في أماكن مفتوحة ووسط طبيعة خلّابة.
هذا النوع من التصوير دخل إلى غزة في الأشهر الأخيرة فقط، وبدأت فكرة “جلسات التصوير” تنتشر شيئًا فشيئًا، وهذا ما تناقشه “فلسطين” في التقرير التالي.
الفرق في التميّز
ويقول مدير شركة زين للتصوير ماجد أبو الهنود: إن “عمل استوديوهات التصوير في القطاع كان مقتصرًا على تصوير المناسبات، ولكن مع انتشار التكنولوجيا أصبح التقاط الصور أسهل، بالإضافة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في نشر فكرة جلسات التصوير حيث أصبح للغزيين نافذة يتعرفون منها على الجديد في العالم، وهذا جعل للصورة قيمة أكبر في السنوات الأخيرة، إلى جانب ارتفاع الذوق العام وبحث الناس عن التجديد والغرابة في الصور”، مضيفًا: “هذه العوامل جاءت إلى جانب وجود عدد من المصورين المبدعين القادرين على التقاط صور مميزة، ما دفعهم للبدء بهذه التجربة”.
ويتابع في حديثه لـ”فلسطين”: “الفرق بين التصوير التقليدي وجلسات التصوير الحديثة يكمن في أن الصور الناتجة عن هذه الجلسات تكون مميزة في شكلها، وتعبر عن شخصية صاحبها، وتتحول لاحقًا إلى ذكرى مختلفة، وأما المصور فهو يتمكن من خلالها من إخراج أفضل ما لديه، حيث يتحكم في أدق تفاصيل الصورة وعناصرها مثل الإضاءة والحركة وإدخال المؤثرات”.
ويتوقع أبو الهنود أن تلقى هذه الفكرة مزيدًا من الانتشار والإقبال في الفترة القادمة، معتبرًا أن “الناس تعرفوا على فكرة جلسات التصوير، وأدركوا قيمة الصور، حتى أن بعض الآباء يزور الأستوديو شهريًا لالتقاط صورة لابنه لتكون ذكرى له عندما يكبر، وبالتالي لن يعود الناس للخلف في قناعتهم هذه”.
ويوضح أن فكرة الصورة غالبًا ما تعبر عن صاحبها وتعكس شخصيته، كأن يحمل هاوي العزف آلة موسيقية في الصورة، أو يمسك الكاتب بكتاب في يده، وغير ذلك مما يمكن أن يظهر بفعل مكان التقاط الصورة أو جلسة صاحبها ونظرته وملابسه، ولكن ينبغي الانتباه لعدم المبالغة في ذلك لتبقي الصورة بطبيعتها ولا تتحول إلى عمل فني.