التصوير الرقمي
عملية التصوير
تبدأ عملية التصوير وتنتهي مع الإضاءة. فالأشعة الضوئية تدخل إلى آلة التصوير وتتركَّز في شكل خيال. هذه الأشعة الضوئية تُعَرِّض الفيلم داخل آلة التصوير فتسبب تغيرات كيميائية على سطح الفيلم الذي يعالج بعد تعريضه للضوء بكيميائيات خاصة في إجراءات تسمى التظهير (التحميض). وتنتهي عملية التصوير باستخدام الضوء لعمل صورة مطبوعة، بنقل الخيال من الفيلم إلى قطعة من ورق خاص.
وهناك خمس خطوات أساسية في عملية إظهار صورة ضوئية هي: 1- تجميع الأشعة الضوئية 2- تركيز الخيال 3- تعريض الفيلم للضوء 4- تظهير الفيلم 5- طباعة الصورة. وفي هذا القسم وصف لمراحل الإظهار والحصول على صورة أسود وأبيض، أما الإجراءات المتبعة لعمل صور ملونة أو فورية فنناقشها في قسم التظهير والطبع من هذه المقالة.
الألوان
تجميع الأشعة الضوئية
آلة التصوير هي أساسًا صندوق له حدقة (فتحة) في أحد جوانبه، وبه فيلم في الجانب المقابل. ويجب أن تكون جميع جدران آلة التصوير الداخلية سوداء تمامًا، حتى تسقط على الفيلم فقط الأشعة الضوئية المارة من الحدقة. وبآلة التصوير أداة تسمّى الغالق تنفتح فقط عندما تكون آلة التصوير في حالة الاستخدام لعمل صورة، وتبقى مغلقة بصفة دائمة لتمنع الضوء من الوصول إلى الفيلم.
وفي جميع آلات التصوير تقريبًا تكون الحدقة جزءًا من النظام العدسي الذي يركز الأشعة الضوئية الداخلة على الفيلم. وبهذه الطريقة تجمع العدسة إضاءة كافية لتعريض الفيلم في جزء من الثانية فقط، بينما قد يطول التعريض لعدة دقائق بدون عدسة.
عندما ينفتح الغالق يمر الضوء المنعكس على المنظر من خلال الحدقة ليكوِّن خيالاً للمنظر على الفيلم، حيث تمر الأشعة الضوئية الصادرة من الجزء العلوي من المنظر من خلال الحدقة لتقع على الجزء الأسفل من الفيلم، أما أشعة الجزء الأسفل من المنظر، فهي التي تكوِّن الجزء الأعلى من الخيال، لذلك يظهر الخيال مقلوبًا على الفيلم.
تركيز الخيال
بالإضافة لتركيز الأشعة الضوئية الداخلة، فإن عدسة آلة التصوير تعمل على تركيز هذه الأشعة على الفيلم. فهي تحني الأشعة المارة من خلال الحدقة لتكوِّن خيالاً واضحًا. ويرتبط التحديد الواضح للخيال على المسافة بين المنظر والعدسة، وأيضًا بين العدسة والفيلم. ولكثير من آلات التصوير نظام تركيز آلي، يمكنه تحريك العدسة إلى الأمام والخلف، وتوجد آلات تصوير أخرى عدساتها ثابتة، تركز المناظر آليًا على مسافة محدودة من العدسة. انظر: العدسة.
تعريض الفيلم
يتكون الفيلم الأسود والأبيض من قطعة من الورق أو البلاستيك تسمى المستحلب الذي يتكون من حبيبات دقيقة من أملاح الفضة تبقى متجمعة مع بعضها بوساطة الجيلاتين وهو مادة تشبه الجيلي. وأملاح الفضة حساسة جدا للضوء وتحصل لها تغييرات كيميائية عند تعرضها للضوء. وتتوقف درجة التغيير في هذه الأملاح على كمية الضوء الساقطة عليها. فالكمية الكبيرة من الإضاءة تحدث تغييرا أكبر من الكمية الصغيرة.
ولما كانت الإضاءة الساقطة على الفيلم تختلف كثافتها، حيث تعكس المناظر الفاتحة اللون قدرًا كبيرًا من الضوء، بينما تعكس المناظر الداكنة كمية قليلة منه أو قد لاتعكس أي إضاءة، لذلك تختلف استجابة أملاح الفضة داخل الفيلم للألوان المختلفة. فالأملاح تتغير بشدة مع الإضاءة المنعكسة من منظر أبيض أو أصفر، ويكون التغيير طفيفًا مع منظر رصاصي اللون أو داكن، أما المناظر السوداء التي لاتعكس أي أشعة فلا تأثير لها على الأملاح. والتغيير الكيميائي الذي يحدث في أملاح الفضة هو الذي يولد الخيال الكامن داخل الفيلم، هذا الخيال غير المرئي يحتوي على كافة التفاصيل التي ستظهر بعد ذلك في الصورة.
تظهير الفيلم
يُخرج الفيلم المصوَّر من آلة التصوير ويحافظ عليه بإبعاده عن الأشعة الضوئية، فأي ضوء إضافي يفسد الخيال الكامن، ويذهب به إلى الغرفة المظلمة أو معمل ألوان، حيث يُعالَج بالحموض الكيميائية التي تحول أملاح الفضة في المستحلب إلى فضة معدنية، فنتمكن بعد ذلك من مشاهدة الخيال على الفيلم.
أثناء تظهير الفيلم تكوِّن أملاح الفضة التي نالت كمية كبيرة من الإضاءة ـ عند التعريض ـ رواسب فضية سميكة على الفيلم بلون أسود. أما الأملاح التي حصلت على إضاءة ضعيفة أو لم تحصل على أي إضاءة فإنها تكوِّن طبقة معدنية رقيقة، أو قد لاتكوِّن أي طبقة على الإطلاق، فتظهر مساحتها على الفيلم فاتحة اللون أو شفافة. لذلك تظهر الألوان الفاتحة أو الداكنة من المناظر التي نصورها معكوسة على الفيلم. فمثلاً، تظهر قطعة من الفحم بيضاء على الفيلم بعد تظهيره، بينما تبدو كرة من القطن سوداء، ويطلق على الفيلم بعد مرحلة التظهير سالب أو (نيجاتيف) لثبات الخيال على الفيلم بصفة دائمة.
كيف يتم تظهير الفيلم نحتاج إلى ثلاثة محاليل كيميائية أساسية لتظهير الفيلم. يحول محلول التظهير أملاح الفضة المعرضة للضوء على الفيلم إلى فضة معدنية. ويوقف محلول الإيقاف عمل محلول التظهير. كما يذيب المثبت أملاح الفضة غير المعرضة حتى يصبح من الممكن غسلها. |
|
|
|
|
|
طباعة الصورة
تشبه عملية طباعة الصورة عملية تعريض الفيلم وتظهيره. فأوراق الطباعة المغطاة بمستحلب حساس للضوء تكوِّن خيالاً كامنًا بعد تعريضها للضوء من خلال السالب، وبعد التظهير والمعالجة الكيميائية يمكن رؤية الخيال الدائم على ورق الطباعة.
أثناء تعريض الورقة الحساسة للضوء من خلال السالب تحجب المساحات الداكنة منه كمية كبيرة من الضوء، فيظهر ما يقابل هذه المساحات في الصورة مناطق بيضاء، أما المساحات الفاتحة أو الشفافة من السالب فإنها تمرر كمية كبيرة من الضوء إلى ورقة الطبع، فتظهر المناطق الساقط عليها الضوء مساحات داكنة. لذلك فإن الألوان المتناسقة على ورق الطباعة تتطابق مع مثيلاتها في المناظر المصورة.