التصوير الضوئي اليوم
يقوم التصوير الضوئي حاليًا على أساس متين في كل من الشكل الفني، وفي كونه أداة ضرورية في الاتصالات والأبحاث. وتقيم كل المتاحف الكبيرة معارض للصور الضوئية، وتُخصص عددًا منها في فن التصوير الضوئي. فصورة لمصور معروف مثل، بول ستراند قد تساوي صورة زيتية ممتازة. لذلك نجد أن القيمة العملية للتصوير الضوئي قد تزايدت بثبات وفي نفس الوقت في عدة مجالات ابتداءً من حقل الإعلان حتى علم الحيوان.
ويتضمن مجال التصوير المحترف حاليًا العديد من التنوعات في الأسلوب والأفكار عما كان قبل هذا. ولكن أغلب الاتجاهات يمكن تصنيفها كخطوط عريضة إما في الواقعية أو الخيال.
الصور الواقعية تشكل اليوم أنماطًا تجريدية في أعمال الكثير من المصورين الفنانين. ففي هذه الصورة لهاري كالاهان من الولايات المتحدة نرى مجموعة من الأشجار وقد تحولت إلى تكوين أخاذ بتوازن ماهر بين الخط والفراغ واللون. ومن بين المصورين الواقعيين البارزين البريطاني دونالد ماكلين، ولي فريد لاندر من الولايات المتحدة، فقد دعمت صورهما المسح الاجتماعي لبلديهما بكثير من الحيوية. ومصور واقعي آخر هو هاري كالاهان من الولايات المتحدة تضمنت أعماله صورًا ذات تفاصيل وتركيز حاد، وهذا يتبع قواعد التصوير الصريح.
أما المصورون الخياليون فهم يشوِّهون مظاهر الأشياء في صورهم رغبة منهم في خلق خدعة أو إظهار حالة. كما أنتج المصور الأمريكي جيري أولزمان خيالا حالمًا عندما جمع عدة سوالب بعضها مع بعض وطبعها على ورقة واحدة. ومصورة أمريكية أخرى هي إيلين كاون أوجدت نفسها وعائلتها في أوضاع توحي بأنها خيالات من الأوبريتات التلفازية الدورية.
ويستخدم هواة التصوير أنواعًا عديدة من المعدات والأساليب الفنية، وآلات تصوير تتراوح بين البسيطة الثابتة البؤرة وأخرى تحتاج إلى ضبط، ولها عدسات تبادلية وإضافات مميزة كثيرة مبنيَّة بداخلها. لقد أمكن تبسيط طرق الإظهار بالمنزل لكلا الفيلمين الأسود والأبيض، والملون بوساطة المعدات السهلة الاستخدام والكيميائيات السريعة التعامل، كما يقوم الهواة الآن بتصوير أفلامهم السينمائية الملونة بأنفسهم وبالإضاءة المتاحة، وأيضًا يسجلون شرائط الفيديو التي يمكن عرضها على شاشة جهاز التلفاز.
إن أحد الأساليب الفنية المتقدمة في كلا حقلي التصوير للهواة والمحترفين هي الإظهار الفوري للفيلم. فمنذ أُنتجت آلة التصوير الفورية عام 1947م، وصناعها يحسِّنون بثقة من كفاءة وسهولة عملية الإظهار الفوري. لقد كان النموذج الأول من آلة التصوير الفورية ضخم الحجم وغالي الثمن. ولكن حجم بعض الأنواع الحديثة منها انخفض حتى أصبح يساوي حجم كتيب صغير، وأصبح ثمنها لايزيد على ثمن آلة تصوير جيدة المستوى. ويمكن تهيئة كثير من آلات تصوير الإستديو بإضافات خاصة لتعمل للتصوير الفوري. كما أن هناك الآن آلة تصوير فورية خاصة بالتصوير الشخصي الملون تسجل في اللقطة الواحدة أربع صور نصفية للبطاقات.