فوتوغرافيا الصورة عندما تكون «تأشيرة سياحية»
سحر الزارعي التصوير السياحي مصطلح منتشر في أوساط المصورين بشكلٍ كبير وحتى بين جمهور الهواة ممّن يرفضون قضاء أوقاتهم العادية من دون مرافقة الكاميرا،
فما بالكم بمن يخطّطون للسفر إلى بلدٍ آخر أو حتى قارةٍ أخرى بغرض السياحة؟ بالتأكيد ستكون الكاميرا على رأس قائمة التحضيرات للرحلة.
التصوير السياحي يكتسب قيمة مضافة كل يوم مع تطوّر وسائل التواصل البشري واهتمام السياح بالتوثيق البصري لكل تفاصيل رحلاتهم، لكن هل الصورة السياحية هي كل صورة التقطها سائح لموقعٍ أثريّ أو طبيعيّ أو معلم من المعالم البارزة لبلدٍ ما؟ هناك فرق بين ملايين الصور التي التقطها السياح لتوثيق ذكرياتهم مع شركائهم في الرحلة ومع جميع المناطق التي قاموا بزيارتها والتجارب التي عاشوها، وبين الصورة المؤهلة لتكون سياحية بمعنى الكلمة.
ربما تنتظرون مني توصيفات علمية ودقيقة وربما فلسفية لتأطير مصطلح «الصورة السياحية» بحيث تلعب دور التعريف لهذا النوع من التصوير، أنا أؤمن أن النتيجة أو الأثر هو المعيار الفاصل لأي صورةٍ كانت!
إنه التغيير أو التفاعل الذي تحدثه الصورة فيمن يشاهدها، أعتقد من وجهة نظري الخاصة أن الصورة السياحية الحقيقية هي الصورة الراوية، الصورة المتحدّثة التي تخاطب المتلقي وتروي له قصة معينة، ربما تأخذه القصة للمطار ليسافر ليعيشها على الطبيعة، أو ربما لا تعجبه القصة من الأساس!
بعض البلدان الآسيوية تجذب نوعاً من المصورين لتوفّر أجواء وبيئة وطقوساً ومنظومات بصرية معينة، فتجد رحلاتهم تتركّز باتجاهها وأعمالهم عنها في غاية الروعة والجاذبية، كما أنهم بارعون في سرد القصص من خلال صورهم السياحية الاحترافية التي تغري شرائح واسعة من الناس بالسفر لتلك الأماكن ومعايشة تلك التجارب على أرض الواقع. بينما البعض الآخر لا يرى في آسيا ملعباً بصرياً يستهويه، فهو يعتبر أن جذور التاريخ والحضارة ضاربة في عمق القارة السمراء، لذا تجده متخصصاً في النبش عن أروع المشاهد المدهشة في مجاهل أفريقيا وتقديمها للمشاهد كوجبةٍ فنيةٍ وثقافيةٍ وسياحيةٍ دسمة.
دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول التي نجحت في لفت نظر العدسات السياحية بشكلٍ كبير، إذ أن الصور التي تحكي قصة دبي مصنوعة بحرفيةٍ عالية لذا تؤدي دورها بنجاعةٍ ملموسة في الجذب السياحي وصناعة الدهشة وزرع الفضول في مخيّلة المتلقي.
بشكلٍ عام وبصراحةٍ متناهية… عدد المصورين القادرين على إنتاج «الصورة الراوية» محدودٌ جداً، إذ أنها تحتاج لنوعٍ خاص من المخيّلة البصرية.
فلاش
القصة المكتوبة أم المصوّرة؟ أيهما تفضّل؟
سحر الزارعي
الأمين العام للجائزة