التحكيم في مجال التصوير
التحكيم في مجال التصوير الضوئي
رؤية خاصة
للفنان صلاح حيدر
عند الحديث عن التحكيم في مجال التصوير الضوئي في الوطن العربي لابد لنا ان نستذكر جملة من الملاحظات المهمة والواقعية واهمها:
ماهو نوع المسابقات التي نتحدث عنها وهل هي مسابقات للهواة او المحترفين.
ماهو مستوى المسابقه هل هي محليه على مستوى المجموعة ، المدينه ، البلد، اقليمية او عالمية تحت رعاية منظمات التصوير العالمية
هل هي ذات محور واحد او عدة محاور.
هل المشاركة فيها للعرب فقط ام مفتوحة للعرب والاجانب
من هي الجهات المنظمه للمسابقات هل هي شركات تجارية ام لجهات مؤسسية متخصصة بالتصوير او مجرد مجموعات شخصية على موقع التواصل الاجتماعي
عند ذلك يمكننا الحديث عن مستوى التحكيم والمحكمين وبعدها الخوض في شروط وتعليمات المسابقة
الجميع يعرف ان المسابقات تمر بعدة مراحل اولها لجنة الفرز الاولية للصور ومدى مطابقتها لشروط المسابقة ومحاورها بعد ان تكون ادارة المسابقة قد قامت بنقل معلومات الصوره في سجل دفتري او الكتروني وترقيم الصور ليكون التحكيم سريا بدقة
هنا يبرز الحديث عن المحكمين وتخصصاتهم وكيفية اختيارهم للتحكيم.
تتكون لجان التحكيم من اعداد فرديه للمحكمين لاتقل عن ثلاثه فما فوق
قسم من الجهات المنظمه للمسابقات تشرك فنانين تشكيليين او صحفيين او نقاد في لجان التحكيم اضافةالى بعض المصورين المحترفين. والغالبية من المسابقات العربيه الحاليه تعتمد المصورين المحترفين اصحاب الخبرة المتراكمة والتجربه الطويله التي تمتد لسنوات .
هنا يبرز السؤال من هم الاشخاص المؤهلين لتحكيم المسابقات العربية ، وهل يصلح كل مصور ان يكون محكما؟ ونقصد هنا بالمصور المحترف المتقدم
يجب ان يتصف بمستوى عالي من النزاهة وعادلا في احكامه.
ان يكون اكاديميا ويحمل فكرا نيرا متسلحا بالعلم والمعرفه وله خبرة سنوات طويله في عالم التصوير
لديه القدره على تقديم النقد الفني للصورة التي يختارها للفوز. وله ملكة الابداع في الخروج من النمطيه المتكرره ضمن حدود المحور الواحد.
التميز بتخصص التصوير الضوئي وخبرة واسعة في كافة جوانب التصوير .
يتمتع بالثقافة البصرية العالية في مجال التصوير.
الاطلاع على تجارب المصورين في الوطن العربي والعالم وله ذائقة بصريه عالية.
الاطلاع على اساليب التحكيم في المسابقات العالمية.
الاطلاع التام على مدارس التصوير الكلاسيكيه والحديثه اضافه للعالم الرقمي.
له تاريخ متميز في عالم التصوير وخبرة متراكمه لسنوات .
معرفة موصفات الصوره الناجحة والاطلاع التام بقوانين المسابقات وفق التعريفات العالميه لمحاور الصور وهذا امر حتمي كي لايفسر المحكم قراءة الصورة بطريقه ناقصه.
مقدرته المتميزة على قراءة الصوره فنيا وتقنيا .
يجب ان يكون افضل من اعلى مستوى لمصور مشارك في المسابقة ، حيث لايجوز للادنى تقييم اعمال الاعلى من المشاركين في المسابقة .
الترفع عن صغائر الامور مثل العنصريه والطائفيه والنزعات الشخصية الانانية عند اختيار الصور وعدم عكس اتجاه المحكم واسلوبه في التحكيم على الاخرين.
الاطلاع التام باساليب التحكيم الحديثة الكترونيا اضافة لاسلوب العرض التقليدي في التحكيم .
ان يكون المحكم مطلعا بكل ماهو جديد في عالم التصوير الرقمي واساليبه الحديثة
لكل مسابقه شروط و تعليمات تضعها اللجنة المنظمة وبالتالي يكون التحكيم حصرا بما تم ذكره ويتم العمل بموجبه ولا يجوز الخروج عنها لكون المصور قد نفذها والتزم بها
من المتعارف عليه في اوساط المصورين عدم الاعتراض على قرارات لجان التحكيم ويكون قرارها قطعيا الا في حاله مخالفتها تعليمات وشروط المسابقة .
يحق للجنة التحكيم بعد اعلان النتائج ان تعيد النظر بقرار منح احد الجوائز في حالة وجود تلاعب او تزوير او تقديم معلومات غير حقيقيه تخالف تعليمات وشروط المسابقة من قبل المشارك.
من هنا لابد ان يكون هنالك رقابة على لجان التحكيم وفق المفهوم الفني من خلال عقد جلسات نقديه وحواريه اثناء المعرض يتحدث من خلالها النقاد والمتخصصين عن الاعمال الفائزه ومقارنتها مع باقي الصور المعروضه لكل ثيمة ، مما يجعل الحوار مباشرا بين المحكمين وبين الاخرين بما يجبر لجان التحكيم ان تكون جديه اكثر ومعرضه للنقد في اختيار الاعمال.
اختيار المحكمين وتشكيل لجنة التحكيم يعكس المستوى العام للجنة المنظمة للمسابقات ومدى جديتها ومصداقيتها والمحافظة على سمعتهاامام جموع المصورين.
بعد كل ماتم ذكره يمكن للمصور المحترف ان يكون محكما ناجحا اذا تمتع بهذه الصفات ويفضل ان يكون قد شارك بدورة متخصصه في مجال التحكيم .
لابد لنا ا ان نحدد هوية متميزة للفوتوغراف العربي من خلال وضع خطوط عريضه لها تماشيا مع واقعنا الاسلامي حيث الابتعاد عن الطائفيه والعنصريه والعري .