أيام التصوير الضوئي.. الحياة بأكثر من مشهد
بدأت في “دمشق” يوم الأربعاء الخامس من شهر أيار 2010 أيام التصوير الضوئي في دورته العاشرة بمشاركة مصورين ينتمون إلى ثلاث دول هي سورية ولبنان وفرنسا.
ويستمر المعرض الذي يشارك فيه ثلاثة وعشرون مصوراً ضوئياً حتى نهاية شهر أيار الحالي.
السفير الفرنسي في دمشق افتتح الدورة العاشرة في “التكية السليمانية” وقال في حفل الافتتاح: «أهمية الدورة العاشرة لأيام التصوير الضوئي التي ينظمها المركز الثقافي الفرنسي تنبع من أنها تضم مصورين من سورية ولبنان وفرنسا، وتعكس حيوية الحركة الإبداعية التي لاحظتها منذ قدومي إلى سورية، وأنا سعيد بهذا المعرض الذي يعتبر بمثابة جسر مكاني وزمني بين الدول المشاركة في المعرض، ويعكس التعاون الثقافي العميق بين سورية وفرنسا».
مدونة وطن eSyria حضر افتتاح المعرض في التكية السليمانية والتقى عدداً من المصورين المشاركين.
يقول المصوّر الضوئي “سلام الحسن” والذي يشارك بست لوحات اعتمد فيها أسلوب تكرار المشهد على سطح اللوحة: «أحياناً تعني الصورة مشهداً لحظياً فقط، استخدمت تكنيكاً بسيطاً هو التكرار بواسطة برنامج “الفوتوشوب” بحيث تبقى الصورة صحيّة للعين».
وعن الغاية التي استخدم فيها “الحسن” هذا التكرار يقول: «ببساطة هذا التكرر يشير إلى الروتين اليومي في الحياة، عندما يكون اليوم كالسابق وكاللاحق، عندما يكون هناك استقرار، بحيث تحمل كل صورة التكرار بطريقة مختلفة».
وعن التعليقات الأدبية الموجودة بالقرب من كل لوحة أضاف
السفير الفرنسي يفتتح ايام التصوير الضوئي |
“الحسن”: «لدي صديق اسمه “داني بلاّن” يكتب الشعر باللغة الإنكليزية، ساعدت كلماته التي اختارها في تعزيز الفكرة، ومن الممكن أيضا أن يرى متلق فكرة مختلفة عن الفكرة التي قصدها المصوّر».
المصور “أوس عبد الدائم” قال: «استخدمت كاميرا تقليدية على فيلم عادي، ولكنّي طبعت الصور على سطح معدني وغلفته بالزجاج، والتي أكسبت الصور تفاعل مع البريق الذي يسببه انعاكس مزدوج حسب الضوء خاصة أن الصور أخذت من واجهات محال».
وأضاف “عبد الدائم “أحاول من خلال مواضيع الصور التي ألتقطها أن أنبّه إلى رمزية وجمالية ينسينا إيّاها الواقع، أحاول أن أوصل رسالة أننا يجب أن نخرج في فن التصوير الضوئي عن الأصول المتعارف عليها لنكوّن تجارب جديدة، وإن لم ننجح فالتجربة بحدّ ذاتها تكون مفيدة؛ في الفن التشكيلي تم فتح هذا الأفق نحو تجارب جديدة، أمّا التصوير الضوئي فما نزال بعيدين عنها».
المصوّر الضوئي “وائل خليفة” رئيس قسم التصوير الضوئي في جريدة البعث قال: «أحياناً تكون رؤيا المصور مباشرة، وأحياناً توحي الصورة وأحياناً أخرى تكون بين الاثنين، أنا تركت الصورة لتوحي، وبالتالي تركت للمشاهد أن يتفاعل مع الصورة بطريقته».
المصور الضوئي “حسين حدّاد” الذي كان
المصور “سلام الحسن” |
من بين الحضور قال: «هناك بعض الأعمال الجميلة وبالمقابل يوجد بعض الأعمال الكلاسيكية غير المدروسة، وربما لأنه معرض تصوير ضوئي فمن الضروري أن يحتوي مصورين ذوي تجارب مختلفة».
وعن طريقة العرض قال: «لم تكن جيدة، فعدم توزّع الإضاءة ظلم بعض الأعمال، وهناك لوحات لو أنّ الضوء كان مسلّطاً عليها بشكل أفضل لظهرت أكثر جمالية، خاصة في لوحات المصوّر “أوس عبد الدائم” حيث إن التقنية التي استخدمها تحتاج إلى إضاءة موجهة ومدروسة، لكنّ المشاهد يضطرّ للانحناء ويرى ظلّه كذلك في اللوحة».
التشكيلية “كفاح الديب” قالت عن رأيها في اللوحات: «واضح أن هناك جهداً، ولكن هل أثمر هذا الجهد، عند هذا السؤال يختلف التقييم من مصوّر لآخر، الأعمال كانت بمجملها إما جيدة جدّاً أو سيئة جدّاً دون وجود لحالة من الوسطية، أعجبتني لوحة المصوّر “جابر العظمة” وهي من أكثر اللوحات تميزاً بحيث تشكل حالتين فكرية ونفسية تجتمعان من خلال التكوين الجيد لخدمة الحالة».
وأضافت “الديب”: «بعض الأعمال تميزت بالدقة والتقنية العالية كصورة وكتوازن بين عناصر اللوحة لكنها افتقرت للموضوع الجيد».
أما “ريم خطّاب” مسؤولة عن قسم النشاط الثقافي في المركز الثقافي الفرنسي فقالت: «أردنا أن
المصور “أوس عبد الدائم” |
نوجد في هذه الدورة تنوعاً بين جيلين من المصورين الضوئيين كذلك راعينا مسألة التنوع في المواضيع الفنية المطروحة، والدعوة مفتوحة دائماً لكلَ مصوّر يعتقد أن لديه تجربة جديدة».
ويشارك في الدورة العاشرة لأيام التصوير الضوئي ثلاثة وعشرون مصوّراً ضوئياً من ثلاث دول، حيث يشارك من سورية ثمانية عشرة مصوراً، ومن لبنان ثلاثة مصورين، ومن فرنسا مصوران اثنان، يتم عرض لوحاتهم في ثلاثة مواقع هي “التكية السليمانية” والمركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في دمشق.