علماء في لوكسمبورغ يبتكرون آلة تصوير هي الأكثر دقة من نوعها في العالم, وأن بإمكانها إنتاج صور تصل درجة وضوحها إلى نصف نانوميتر، أي أصغر مئة ألف مرة من سمك شعرة إنسان.
فقد تمكن العلماء في معهد لوكسمبورغ للعلوم والتكنولوجيا من الدمج بين القوتين المجهرية والتحليلية الهائلتين لأداتين علميتين منفصلتين لبناء أداة يقولون إنها تملك تطبيقات في مجالات بحثية عديدة.
واستخدم العلماء مجهر المسح الأيوني بالهيليوم “أوريون نانو”، وعدّلوه لاستخدامه أداة تصوير لـ”مطياف الكتلة الأيوني الثانوي” (إس آي أم إس) بإضافة نموذج أولي لمطياف مصمم خصيصًا لهذا الغرض، مما منحهم مزيجًا من الصور المجهرية العالية الدقة جدًّا وقدرات رسم خرائط كيميائية حساسة للغاية.
وقاد فريق البحث الذي صمم وبنى أول نموذج من هذه الأداة، الدكتور ديفد دوسيت كبير الباحثين في قسم “تكنولوجيا وبحوث المواد” التابع للمعهد.
ويوضح دوسيت أن قطر شعرة الإنسان يبلغ ما بين خمسين ومئة مايكروميتر (المايكروميتر يعادل ألف نانوميتر)، في حين أن دقة صور مجهرهم تبلغ نصف نانوميتر، ودقة صور أداة “إس آي أم إس” الخاصة بهم هي عشرة نانوميترات. وهذا يعني أنها أصغر بنحو عشرة آلاف إلى مئة ألف مرة من قطر شعرة الإنسان، مضيفًا أن دقة الصورة التي تنتجها أداتهم “أفضل بكثير” من أفضل أداة “إس آي أم إس” متوفرة تجاريًّا.
ويرى العلماء أن أشباه الموصلات وبطاريات الليثيوم أيون والصناعات الطبية هي مجرد أمثلة قليلة للاستخدامات التي يمكن أن تلعب فيها هذه الأداة دورًا مهمًّا. كما أنها تجذب انتباه شركات مستحضرات التجميل لقدرتها على تحليل فعالية الشامبو والمستحضرات الأخرى.
وبحسب العلماء فإن الجهاز يوفر أيضًا إمكانيات لتصوير الخلايا البيولوجية مما يعني أنها قد تلعب دورًا مهمًّا في الأبحاث الطبية وصناعة نوعية أفضل من العقاقير.