أفلام عربية تتسابق بحماس على ‘المهر الطويل’ في دبي |
||||||||||||||||||||||||||||||||
المسابقة في مهرجان دبي السينمائي تقدم طاقة اضافية للأفلام العربية لبلوغ العالمية، وتشجع المخرجات لمزيد اقتحام الفن السابع. |
||||||||||||||||||||||||||||||||
ميدل ايست أونلاين | ||||||||||||||||||||||||||||||||
أبوظبي – تشارك أفلام عربية في مسابقة “المهر الطويل” في مهرجان دبي السينمائي الذي ينطلق من 9 لغاية 16 ديسمبر/كانون الاول في دورته الثانية عشر. وتضم قائمة العروض فيلم المخرج الفلسطيني كمال الجعفري، والذي يُعرف بشغفه بتقديم شخصيات من مجتمعات فلسطينية، من خلال سرد وثائقي مغاير لحكايات وذكريات شخصية. ويحاول الجعفري أن يدفع بالمتفرج للتماهي مع شخصيات فيلمه الجديد “في الداخل”، اعتماداً على مشاهد مصورة تعود إلى الستينات والتسعينات من القرن الماضي. كما يدعو الجعفري الجمهور لمشاهدة الواقع بعينيّ بطل الفيلم، مع عودته إلى يافا. وسيتمكّن المشاهد من التعرّف على ذكريات هذه المدينة، وذكريات الأشخاص الذين يقطنونها. ويقدّم المخرج الأردني رفقي عساف، فيلمه الروائي الطويل الأول، بعنوان “المنعطف”، حيث يُعرض عالمياً لأول مرة في المهرجان. وتتمحور قصة الفيلم حول راضي، الذي يعيش في شاحنة فولكسفاغن صغيرة وقديمة، ويلتقي بثلاثة أشخاص غرباء، يتفق معهم على إيصالهم إلى وجهاتهم، ورغم صغر هذه الشاحنة إلا أن كل شخصٍ من هؤلاء الأربعة يدرك أنهم جميعاً على مفترق طرق في حياتهم الشخصية، وأن هذه الرحلة ستكون بمثابة تحدٍ روحي يحتاجونه لوضعهم على الطريق الصحيح مرة أخرى. ويقدم المخرج التونسي فارس نعناع فيلمه الروائي الأول “شبابك الجنة” في عرضه الدولي الأوّل على شاشة دبي ويحكي الفيلم قصة سامي وسارة، وهما في الثلاثينات من العمر، ويعيشان حياة هادئة وسعيدة إلى أن تواجههما إحدى المصائب، ويتأرجحان بين فقدان الأمل والإحساس بالذنب والرغبة في العيشوإعادة بناء حياة جديدة. والفيلم حصل على دعم من صندوق “إنجاز”. وتقدّم المخرجة هالة خليل فيلمها “نوارة”، في عرض عالمي أول، وتروي فيه الأيام الأخيرة من عمر نظام حسني مبارك. ونوارة هي شابة تعمل خادمة لأسرة على اتصال جيد مع أفراد من النظام القديم. وبعد أن استشعرت العائلة التحول في مصر، قررت السفر من البلاد وترك نوارة وحيدة لرعاية منزلهم الفاخر أثناء غيابهم. وكشف الفيلم أحداث الأيام الأخيرة التي سبقت انهيار النظام، ووضعت مستقبل مصر على المحكّ، حيث يسعى بعض الأشخاص للانتقام ممن كان برأيهم السبب في معاناتهم من القهر والفقر. وتعود المخرجة مي المصري إلى “مهرجان دبي السينمائي الدولي”، بعد رحلتها إلى “مهرجان تورنتو السينمائي الدولي” بأول فيلم روائي لها بعنوان “3000 ليلة”. والفيلم مُستوحى من قصص حقيقية لأطفال وُلدوا في السجون الإسرائيلية، ولفتيات يكبرن خلف القضبان. ويقدم الفيلم قصة الفتاة الفلسطينية ليال، التي تكتشف أنها حامل، بعد أن يُحكم عليها ظلماً بثماني سنوات في السجن. وتقرر ليال الاحتفاظ بالطفل، ويدخل القرار الفوضى في السجن، إذ تقرّر مجموعة من السجينات معها التمرد ضد إدارة السجن. ويُعرض أول فيلم روائي طويل للمخرجة التونسية ليلى بوزيد “على حلّة عيني”، بعد أن حصل على إعجاب النقاد في مهرجاني البندقية وتورنتو السينمائيين. وتدور أحداث الفيلم في تونس صيف العام 2010، قبل اندلاع الثورة ببضعة أشهر، حيث بلغت فرح الثامنة عشرة من عمرها. وانضمت إلى فرقة موسيقية ملتزمة سياسياً، وهناك اكتشفت الحرية والحب، على الرغم من معارضة والدتها لخطوتها الفنية، وينشأ صراع بين الأم والابنة، وتنجح فرح أخيراً في التحرر، ولكن تجد نفسها في قبضة الشرطة. ويعتبر الفيلم الجديد للمخرج المصري محمود سليمان “أبداً لم نكن أطفالاً”، متابعة لفيلمه الأول “يعيشون بيننا”، عام 2003. ويصور الفيلم الذي يعرض للمرة الأولى عالمياً، ويحظى بدعم من “إنجاز”، أحداث الفترة الأكثر اضطراباً في المجتمع المصري الحديث، إذ يكشف، وعلى مدى العقد الماضي، كيف تحول ابن ناديا البكر، من أفضل طالب في المدرسة، إلى تاجر مخدرات بعمر الـ21 عاماً، وكيف تحولت نادية من امرأة قوية مناضلة من أجل أطفالها، إلى امرأة تحاول الهرب من زوجٍ قاسٍ. وتجول الأم الخمسينية في شوارع القاهرة بحثاً عن أبنائها، ويعكس هذا الانهيار تدهور الأوضاع في مصر، وخاصةً في السنوات العشر الأخيرة من عهد مبارك، ومحاولات بقايا نظامه لإفشال ثورة يناير. وتقدّم المخرجة السورية عفراء باطوس في عرض عالمي أول فيلمها “جلد”، بدعم من “إنجاز”، ويتتبع رحلة المخرجة الشخصية من خلال ذكريات حية يستعيدها صديقاها المقربان حسين وصبحي، اللذان عاشا في في ظل اوضاع سياسية واجتماعية صعبة. وتوثق عفراء باطوس في الفيلم انهيارهما التدريجي الذي، وبحسب ما ستكتشفه لاحقًا في حياتها، يعكس انهيارها الداخلي الخاص. ويختبر أحدث أفلام المخرج الفلسطيني عمر شرقاوي، الحاصل على جوائز، ويحمل اسم “المدينة”، والمدعوم من “إنجاز”، حدود إيمان الإنسان عند مواجهة التحمّل البشري. ويزور يوسف برفقة زوجته الدنماركية مسقط رأسه، للمرة الأولى منذ سنوات عدة. ويبدأ يوسف بالانجرار وراء الصوت الذي يعتقد أنه سيحمله الى طريق السعادة. وخلال بحثه اليائس، تصادفه سلسلة من الأحداث المأساوية، ليجد نفسه وراء القضبان. ويهرب يوسف خلال أعمال شغب في السجن، لكنه يصطدم بعالم يحدّ من احلامه، ويعرض الفيلم للمرة الأولى عالمياً. ويعود المخرج المصري المتميز محمد خان، الذي فاز فيلمه الأخير “فتاة المصنع” بجائزة النقاد “فيبريسكي”، وجائزة أفضل ممثلة في الدورة العاشرة من “مهرجان دبي السينمائي الدولي”، ليقدّم جديده “قبل زحمة الصيف” في عرضه العالمي الأول. ويعرض الفيلم مثالاً حياً عن شريحة من شرائح المجتمع المصري، حيث يصل الزوجان المتناحران الدكتور يحيى وزوجته ماجدة، إلى الشاليه الصيفي قبل الزحام، وهناك يتعرفان إلى جارتهما هالة، المترجمة المحترفة التي انفصلت عن زوجها حديثاً، وهي أم لولدين شابين. ويقدم محمد خان في هذا الفيلم الطريف تارة، والساخر تارة أخرى، سيناريو حياتياً قابلاً لأن يحدث في أي مكان في العالم، مع الاحتفاظ بالنكهة المصرية. ويقدم المصوّر الذي انتقل إلى عالم الإخراج محمد اوزين أحدث أفلامه غير الروائية “سمير في الغبار” بعرض عالمي أول. ويطرح المخرج الفرنسي الجزائري في هذا الفيلم قصة جديدة بعيدة عما اعتاد طرحه في أفلامه السابقة، حيث يقدم قصة تدور أحداثها في المقبرة التي دفن فيها سيدي عمار. وتركز الرواية على سيدي عمار، الذي كان من المرابطين في المنطقة. ويقوم محمد اوزين من خلال فيلمه بتقديم لمحة عن حياته للمشاهدين، وليخبرهم كيف ساهم سيدي عمار في الوصول إلى مبتغاهم. ويشارك بالمسابقة من العراق المخرج المولد هالكوت مصطفى بفيلمه “كلاسيكو” في عرضه العالمي الأول. وتدور أحداث الفيلم في شمال العراق، ويتناول قصة عن تفاؤل الشباب، إذ يقرر أخوَان شابان القيام برحلة محفوفة بالمخاطر، ومغادرة وطنهما من أجل لفت انتباه نجم الكرة العالمي كريستيانو رونالدو. ومن المغرب يشارك المخرج هشام العسري، بفيلمه الجديد “جوّع كلبك”، الذي شارك في “مهرجان تورنتو السينمائي الدولي”. وتدور أحداث الفيلم في الدار البيضاء، ويروي قصة خروج سياسي سابق وذي نفوذ من مخبئه، ليعترف بجرائمه في استوديو مهجور، وفي الوقت نفسه تعتزم مخرجة سينمائية معتزلة العودة إلى الأضواء، من خلال هذه المقابلة. ومن الجزائر يتقدم سالم الإبراهيمي بفيلمه “حكاية الليالي السود” المُقتبس عن الرواية الأخاذة التي كتبها أرزقي ملال، ويدور الفيلم حول صراع الجزائر مع الشيوعية. ويتناول الخسائر الكبيرة التي تخلفها الفوضى السياسية، حتى ضمن البيت الواحد. ويقدم الفيلم أخوين، ياسمينة ونورالدين، يضطران إلى ممارسة حياتهما اليومية في مواجهة ضغط هائل من أمهما القاسية من جهة، والفوضى تعيشها البلد في تلك الفترة. ويشارك المخرج الجزائري عبدالله بادس بفيلمه “عطر البيوت”، في العرضٍ العالميٍ الأول في المهرجان. ويسرد “عطر البيوت” قصة الارتباط القوي بين رجل ووطنه الأم، الذي ما زال يحمل ذكريات الطفولة فيه. ويقرر عمر البالغ من العمر 50 عاماً العودة إلى وطنه الجزائر، لتتكشف امامه الصعاب، لكن العناية الإلهية تُرسل له طفل لإرشاده. وفي خيط رفيع يفصل بين الواقع والخيال، يظهر الماضي في لقطات من الأرشيف، وتقود الرحلة عمر إلى التعلق بأرض بالكاد يعرفها، وتتيح له العودة إلى كنف عائلته المبعدة. ومن المغرب، يعود المخرج حكيم بلعباس مع فيلم “ثقل الظل” في عرضه العالمي الأول، وذلك بعد أن حصد فيلمه “شي غادي وشي جاي” على جائزة أفضل سيناريو في مسابقة “المهر الطويل” في دورة العام 2011. ويروي الفيلم قصة أب وأم متقدمين في العمر، يعيشان على أمل معرفة مصير ابنهما الذي اختُطف قبل 35 سنة. وافاد مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني لـ”مهرجان دبي السينمائي الدولي”: “لقد تطوّر برنامج “المهر الطويل” في “مهرجان دبي السينمائي الدولي” بشكل كبير، منذ انطلاقته في العام 2006. وأصبح يشكّل ثقلاً مهماً في مسار الأفلام العربية”. واضاف “أعتقد أنه من المُشجّع أن نرى العديد من الأفلام الرائعة بتوقيع مخرجات، إضافة إلى تكريم افلامهن عالمياً. وهو ما يدلّ على تنوع وجهات نظر تقدم في السينما عن المنطقة”. وقال أنطوان خليفة، مدير البرمجة العربية في “مهرجان دبي السينمائي الدولي”: “تقدم الدفعة الثانية من الأفلام المشاركة في مسابقة “المهر الطويل” للأفلام الروائية وغير الروائية، حيويةً وثراءً في المحتوى ومنافسة حماسية، وسيضم كل فيلم قصة مختلفة لابد أنه تلفت انتباه جمهور المهرجان”. واضاف ” نحن على ثقة بأن الأفلام المشاركة هذا العام، من مختلف أنحاء المنطقة، ستعزز السمعة المميزة لمسابقة المهر، وستقدم دفعاً إضافياً للأفلام العربية للوصول إلى العالمية”. |