مميزات الكاميرا الرقمية
والآن : لماذا قلنا بأن السينما الرقمية هي الموجة العارمة التي سوف تسود صناعة الأفلام وترمي بالشرائط بعيداً ؟ .. وللإجابة سأذكر ميزات السينما الرقمية والفروقات بينها وبين السينما الحالية بالتفصيل ..
1 ) رخص التكاليف وانخفاض الميزانيات على أكثر من صعيد .. فسعر الكاميرا السينمائية التقليدية يصل في معظم الأحيان إلى نحو 100 ألف دولار , بينما ينخفض سعر الكاميرات الرقمية عن ذلك بكثير .. نقطة أخرى , سيودع السينمائيون الشريط العادي المكلف جداً .. والذي يكلف طول ساعة واحدة منه نحو 25 ألف دولار .. وسيودعون عمليات التحميض المملة التي تجري على الشريط قبل انتقاله لمرحلة المونتاج , بل سيودعون آلات المونتاج المكلفة نفسها .. يقول المصور ريك مكالوم بهذه المناسبة أنهم أنفقوا 16000 ألف دولار من أجل إعداد قرص رقمي مدته 220 ساعة في فيلم حرب النجوم , وكان الأمر سيكلف مليون و 800 ألف لو كان العمل على فيلم تقليدي .. ولكي نضرب مثالاً أكثر وضوحاً حول مسألة انخفاض التكاليف ؛ المخرج جو كيرتس صور فـيـلمــه
( Quattro Noza ) تصويراً رقمياً , وهو بشكل عام يدور حول جنون سباقات السيارات التي تجري في جنوب كاليفورنيا ويشابه كثيراً فيلم ( The Fast and the Furious ) .. بلغت تكاليف فيلم جو كيرتس مليون دولار .. بينما فاقت تكاليف الفيلم الآخر الـ 40 مليون دولار ! ..
2 ) السهولة في خلق وصنع الفيلم والتحكم بلقطاته , ووجود اختصارات للعديد من العمليات المرهقة .. ففي النظام التقليدي الحاصل اليوم , يصور المخرج مشاهد الفيلم وعندما تمتلئ البكرة يرسلها إلى غرفة المونتاج دون أن يعرف ما بالداخل ** .. من الجهة الأخرى , الكاميرا الرقمية مثل ( HDW F900 ) التي عمل عليها لوكاس , تـُمكن المخرج – عند انتهائه من تصوير أي مشهد – أن يعيد عرض ما قام بتسجيله للتو , وهذا مريح جداً له , فهو سيعيد رؤية ما قام بتصويره في الحال ليلاحظ وجود أخطاء قد تكون حدثت سهواً .. ثم يكمل التصوير ..
أمر آخر , الحاصل اليوم في السينما هو أن عمليات المونتاج لا تبدأ إلا عندما ينتهي التصوير وذلك حينما تمتلئ البكرة , وهو ما يستغرق أياماًً .. وحالما ينتهي التصوير وينتقل الفيلم إلى عمليات المونتاج , يجب تحويله من صورته الفيلمية إلى صورة رقمية من أجل سهولة ترتيب اللقطات وإضافة المؤثرات إليها .. وعند الانتهاء من العمل على الفيلم كاملاً ويجهز للعرض , يعاد مرة أخرى على صورة شريط من أجل أن يُرسل ويوزع إلى دور العرض ! .. الفيلم كما نرى ينتقل من صورة شريط إلى صورة رقمية ثم يعود لصورة شريط .. وعمليات النقل هذه من صورة إلى صورة مكلفة .. بينما في السينما الرقمية لا حاجة للتحويل من صورة إلى أخرى بل يجري العمل منذ بدايته وحتى نهايته في الوسط الرقمي نفسه .. وإن كان هذا يعني شيئاً فهو أن المخرج بإمكانه التصوير في الصباح ونقل المعلومات لغرفة المونتاج في نفس اليوم ثم إكمال التصوير في الغد دون وجود تلك الربكة .. بعبارة أخرى , التصوير والمونتاج سوف يعملان في خطين متوازيين بالوقت نفسه ما يعني إنهاء الأفلام سريعاً ..
3 ) عند مرحلة توزيع الفيلم , نأتي إلى عقبة تحلها السينما الرقمية ببساطة , هذه العقبة تتمثل في المصروفات الضخمة التي تنفقها شركات الإنتاج من أجل طبع الفيلم إلى مئات النسخ وإرسالها إلى دور العرض , فضلاً عن التكاليف التي تدفعها الشركة المنتجة للشركة الموزعة لتنظيمها نقل تلك اللفافات إلى سائر أنحاء العالم وإعادتها مرة أخرى عندما ينهي الفيلم دورته .. هذه التكاليف هي التي تجعل من الشركات المنتجة حذرة دائماً فيما يتعلق بعدد الصالات التي تعرض أفلامها فيها , وقلقة في شأن إرسال الفيلم إلى مناطق لا تعلم باليقين إن كانت ستجني منها أرباحاً .. ولكي نتخيل وضع التوزيع لو كانت السينما رقمية في العالم كله , كل ما نحتاجه هو أن نتصور أن الفيلم ببساطة عبارة عن ملف كأي ملف كمبيوتر .. لكي تنسخه إلى نسخة أخرى لن تخسر شيئاً مقارنة بتكاليف نسخ الشرائط .. إلى جانب هذا , بإمكانك الآن تخيل أسهل الطرق التي يمكنك توزيعه بها .. كل ما على الشركات المنتجة وصالات العرض هو أن تؤسس شبكة اتصال تربطها ببعضها , سواء عن طريق كابلات ضخمة أو الأقمار صناعية , بعدها لن تكون هنالك أية تكاليف بالمعنى الحرفي , لأن نقل الفيلم سوف يتم إلكترونياً دون وجود أي عمل جسدي سوى تحريك الفأرة والضغط على أحد الأزرار . . وفي حال لم يحقق الفيلم الإيرادات المطلوبة في دولة ما , لن تتأسى الشركة المنتجة كما هو الحال الآن , ولن تندم على المبالغ التي أنفقتها من أجل توصيل النسخ إلى هناك , بل بإمكانها سحبه في الحال بالضغط على زر آخر ! .. وهذا يعني وجود ميزة إضافية : لا حاجة لأن تؤخر هوليوود عرض الأفلام خارج الولايات أسابيع وأشهر كما هو الحال الآن , بل سوف يتم عرض الأفلام في اليوم نفسه بجميع المناطق *** ..
4 ) وبعد التوزيع نأتي لمرحلة العرض في السينما , وفي الحقيقة لا جدال في أن عرض الأفلام في صالات السينما التقليدية اليوم نقية جداً وتبدو فيها الصورة والألوان واضحة جداً , وأن الرقمية ربما تكون أقل جودة , لكن الإشكال يأتي عند تكرار العرض .
انظر لحال فيلم عُرض في السينما لأسابيع وستجد أن الصورة مليئة بالخدوش والأوساخ التي تتقافز بين مشهد وآخر .. فضلاً عن أن الشريط حساس لأي مجال مغناطيسي أو حراري .. هذا الأمر كما ذكرنا غير موجود في السينما الرقمية , فتكرار العرض لا يؤثر أبداً بل يبقي الفيلم نظيفاً ! .
وفي النهاية الجمهور هو الحكم , تم إجراء استفتاء في العام الماضي في أمريكا وتبين بأن النسبة الغالبية صوتوا بأنهم يفضلون السينما الرقمية ..
المصدر : جريدة الاتحاد/ جريدة يومية سياسية