التسجيل الصوتى
التسجيل الصوتي عبارة عن عملية تخزين الموجات الصوتية sound wave على هيئة معينه للحفاظ عليها على شرائط ضوئية ( فوتوغرافية ) مثل شريط الفيلم السينمائى أو شرائط مغناطيسية مثل شرائط الكاسيت أو اسطوانات بلاستيكية ( من الفينيل ) .
ولكى تتم عملية التسجيل الصوتى على الشرائط او الاسطوانات لابد من توافر شروط فنية معينة تجعل عملية التسجيل ذات كفاءة عالية حتى يمكن استعادة الصوت المسجل وسماعة مرة اخرى مماثلا للصوت الاصلى وهذه الشروط هى:
أ ـ ان تكون المادة التى يتم التسجيل عليها قادرة على الاستجابه لاكبر عدد من الذبذبات الصوتية Frequency Rauge وهى فى حدود من
20 ذبذبة فى الثانية الى 20000 ( عشرون الف ) ذبذبه فى الثانية .
ب ـ ان تكون المادة التى يتم التسجيل عليها قادرة على الاستجابة لاعلى مستوى للاشارة الصوتية فى المجال الحركى وكذلك أقل مستوي من الإشارة
Dynamic Range .
جـ ـ ان تكون للمادة المسجل عليها اقل ضوضاء ذاتيه خلفية مادة من المادة نفسها Self Background Noise
د ـ ان تعطى للمادة المسجل عليها اقل نسبة من التشويه Minimum Distorion للصوت المسجل عليها عند اعادة الاستماع اليه فى Play Back
وقد بدأت عملية التسجيل الصوتي منذ نشأتها بطريقةالتسجيل التماثلي Analogue حتي بدايه السبعينات من القرن العشرين . ثم ادخلت طريقة التسجيل الصوتي بطريقه التسجيل الرقمي Digital .
تسجيل الصوت الضوئى :
يستخدم هذا النوع من التسجيل في الأفلام السينمائية وهو عبارة عن خط فوتوغرافي متعرج بجوار الصورة ولكنه متصل على طول شريط الفيلم بدون فواصل مثل الصور السينمائية، أو خط فوتوغرافى مختلف الشدة بجوار الصورة , على طول شريط الفيلم أيضا .
ولكى نفهم الفرق بين تسجيل الصور المتحركة على شرائط الأفلام السينمائية وتسجيل الصوت على نفس الشريط بجوار الصورة لابد من معرفة الفرق بين الإحساس البصري بالحركة فى الفيلم والإحساس السمعي للصوت على نفس الفيلم أيضا. فنجد أن الإحساس بحركة الممثل او الأشياء على الشاشة السينمائية ينتج من تتابع صور ثابتة على شريط الفيلم بسرعة 24 كادر ( صورة فى الثانية ) اى انه فى كل 1/24 من الثانية من زمن الفيلم تكون قد عرضت صورة واختفت ثم تأتى الصورة التى بعدها وتختفي وهكذا ( اى أن حركة الصورة فى حركة الفيلم السينمائي متقطعة ) .
اما بالنسبة للصوت فلا يجب ان تتوقف حركة الفيلم عند أي لحظة ولذلك نجد أن المسار الفوتوغرافى للصوت مستمرا بجوار الصورة .
ويوجد نوعان من التسجيل الضوئى كما ذكرنا :
أ ـ الكثافة المتغيرة variable density
يسمى التسجيل الضوئي المختلف الشدة بالتسجيل الضوئي ذو الكثافة المتغيرة variable density
ب-المساحة المتغيرة variable area
ويسمى الخط ( المدق) الفوتوغرافي المتعرج بالتسجيل الضوئي ذو المساحة المتغيرة variable area ، ولكي تتم عملية التسجيل الضوئي على الفيلم السينمائي لابد من توافر جهاز خاص يسمى مسجل صوت ضوئي optical sound recorder، وهذا الجهاز لا يتوافر إلا في معامل السينما بالخارج أو في مركز الصوت بمدينة السينما بالهرم.
وتتم عملية التسجيل الضوئي على شريط الفيلم عن طريق ما يسمى بالصمام الضوئي light valve . وهذا الصمام يأخذ الذبذبات
الكهربية المعبرة عن الصوت ويقوم بتحويلها إلى تغيرات ضوئية تقع على العجيبة الفوتوغرافية فى الفيلم السالب. وعندما يمر من خلال هذا الصمام
الضوئي ضوء ثابت فإنه يتحول بفعل الذبذبات الكهربية إلى ضوء متغير حسب الذبذبات وشدتها – ثم يوجه هذا الضوء إلى شريط الفيلم لتسجيله ثم يأخذ إلى المعمل لتحميضه وينتج عن ذلك شريط الصوت الضوئي السالب مستقلا عن شريط الصورة السالبة. ثم يتم تجميع كل من شريط الصورة السالب مع شريط الصوت السالب في ماكينة الطبع بالمعمل ليخرج لنا شريط الفيلم الموجب (النهائي) “Standard” الذي يحمل الاثنين معا ويعرض في
دار السينما من خلال ماكينة العرض.
ويجدر بنا الإشارة هنا إلى أن عملية طبع شريط الصوت السالب مع شريط الصورة السالبة تخضع لحسابات دقيقة في المحاليل الكيميائية والقياسات الفوتوغرافية ويقوم بها متخصصون في هذا العمل الذي تنفرد به صناعة السينما على مستوى العالم. وللوصول إلى الحالة المثلى التي يجب أن يكون عليها المدق الصوتي المصاحب للصورة لابد من إجراء عدة تجارب معملية وقياسات واستماع خاص في قاعة مجهزة لهذا الغرض حتى يخرج الصوت بالكفاءة العالية التي أرادها المعنيون بالأمر.
وتعتبر طريقة التسجيل الضوئي هي السائدة في صناعة الفيلم حتى اليوم . ولكنها تطورت كثيراً أثناء تطور صناعة السينما منذ أكثر من نصف قرن حتى أننا نسمع جميع الأصوات الطبيعية وغير الطبيعية بدقة متناهية وجودة عالية وبذلك يكون تأثير الصوت على المشاهد للفيلم أكثر فاعلية.
وتتميز طريقة التسجيل الضوئي بثباتها على مر الزمان كالصورة تماماً – لكن قد يصيبها بعض العيوب الفنية مثل الخدش أو الاتساخ وغيرها أثناء العرض أو التناول مما يقلل من جودة الصوت بها.
التسجيل الضوئي متعدد المدقات :
لم يتوقف تطور التسجيل الضوئي عند سماع الصوت من قناة واحدة فقط بجوار الصورة – وإنما بدأت التجارب فى عمل مدقات صوتية متعددة على الفيلم من أجل محاكاة الصوت الطبيعي الذي تسمعه الآذنان معا أي الصوت المجسم Stereo phonic.
وكانت البداية في فيلم فانتازيا Fantazia للمخرج والت ديزني عام 1939 – حيث تم تسجيل الموسيقى الخاصة بالفيلم على شريط 35
مللي مثل شريط الصورة . وسجل الصوت على ثلاث مدقات من النوع ذي المساحة المتغيرة – وسجل معهم مدق رابع للتحكم يسمى control track
وقد تم عرض الفيلم بهذه الطريقة في العروض الأولي بالولايات المتحدة وبعض المدن الأوربية ولكن هذا النظام الضوئي والمعدات اللازمة له. كانت معقدة للغاية ويصعب نشرها فى جميع دور العرض .
وكانت العقبة الكبري أمام تطبيق واستخدام الصوت الضوئي المجسم هي أن مدق الصوت الضوئى علي الفيلم يحمل معه ضوضاء خلفيه Noise عاليه – ناتجه من المادة الفيلميه ذاتها . كما ان جهاز التسجيل الضوئي Optical Sound Recorder لا يستطيع الاستجابه للذبذبات العاليه المطلوبه للصوت المجسم , لأن هذا الجهاز يستطيع تسجيل ذبذبات ضوئيه تصل غلي 7-8 آلاف ذبذبه فقط .
بينما يحتاج الصوت المجسم إلي ذبذبات عاليه تصل إلي أكثر من (12000) اثنى عشر ىلف ذبذبة في الثانيه .
وعندما ظهرت نظريه دولبى لخفض الضوضاء الخلفيه Dolby Noise Reduction أمكن حل هذه المشكله كما سنوضح فيما بعد .
نظام دولبي أستريو :
يعتمد نظام دولبي على نظرية خفض الضوضاء الخلفية Background Noise التي تصحب الصوت عادة وتظهر بوضوح مع الأصوات الضعيفة . هذه الضوضاء الخلفية تتنامى ( أي تزيد ) عند نقل الأصوات من شريط إلى آخر أثناء مراحل إنتاج شريط الصوت فى الفيلم – حتى يمكنها أن تشوه الصوت الأصلي وتجعله غير مقبول فنياً ( أي أن كثرة الضوضاء الخلفية تعتبر عيباً من العيوب التي تجعل الصوت غير صالح فنياً .
وقد استطاع الباحث الدكتور / راي دولبي – بإنجلترا – أن يقدم نظرية رياضية لخفض الضوضاء وطبقت فى التسجيلات الصوتية – ثم أنشا لها
مصنعاً فى المملكة المتحدة ثم الولايات المتحدة الأمريكية – وقد انتشرت هذه الطريقة لما لها من فوائد فى رفع جودة تسجيل الصوت والاستماع إليه ,
نذكر منها الآتي :
– القدرة على تسجيل أصوات ذات ترددات عالية – أكثر من الترددات التي يمكن للتسجيل المعتاد standard – مما أدي إلى إدخال آلات موسيقية جديدة فى موسيقى الفيلم.
– القدرة على تسجيل أصوات ذات شدة منخفضة مثل الهمس أو الهدوء التام , بدون أن تظهر الضوضاء الخلفية التي كانت تمنع استخدام هذه الحالات في المواقف الدرامية .
وبذلك عند استخدام نظام دولبي تنخفض الضوضاء تنخفض الضوضاء noise reduction فإن جودة التسجيل واستماع الصوت تزداد بدرجة كبيرة خاصة فى مجال السينما لأنها تعطى الفنان إمكانيات فنية عالية يمكن الاستفادة بها فى التعبير الدرامي بالصوت .
وبعد ذلك استطاعت شركة دولبي أن تلبي الاحتياج إلى المدقات المتعددة لإصدار الصوت المجسم فى الفيلم وأصبحت الآن معظم الأفلام السينمائية تسجل بهذا النظام .
إسترجاع الصوت الضوئى بماكينة العرض السينمائى
تعتبر ماكينه العرض السينمائى المسئوله عن إعادة الحياة المصوره والمسموعة داخل العمل الفيلمى وتقديمها للمشاهدين في دار العرض لكي يستمتعوا بما يقدمه
لهم صناع الفيلم في مكان مغلق ومظلم إلا من الضوء المنبعث من عدسه الماكينه ليسقط الصور المتحركة علي الشاشة البيضاء أمام المشاهدين .
ونلاحظ أن الجزء الذى تخرج منه أشعه الصورة يكون منفصلا عن الجزء الخاص باسترجاع الصوت لن الصورة تعرض عن طريق حركة متقطعه ويستخدم في ذلك مجموعه تروس خاصة بها وبعد ذلك يمر شريط الفيلم علي رأس الصوت الضوئى Optical Sound Head بعد ان تلغي الحركة المتقطعه السابقه- بل يجب أن يكون شريط الفيلم في حالة حركة ذات سرعة ثابته تماما حتي لا ينتج أي تشويه للصوت المسجل علي شريط الفيلم .
كيف تعمل راس الاستماع :
يتكون الجزء الخاص بسماع الصوت في جهاز العرض السينمائى من مصدر ضوء ثابت( لمبه الصوتExiter ) وعدسة خاصة لتركيز هذا الضوء علي مدق الصوت علي الفيلم . وعندما ينفذ الضوء من خلال هذا المدق يكون قد عدل من شدته طبقا للذبذبات الفوتوغرافيه في المدق , ثم يسقط الضوء المعدل علي خليه كهروضوئيه Photocell . وتقوم ال
الضوء المعدل علي خليه كهروضوئيه Photocell . وتقوم الخليه بتحويل هذا الضوء المتغير إلى إشارات كهربيه متغيرة مماثله لتغيرات
الضوء – وتوصل هذه الاشارات الكهربيه غلي مكبر Amphfier لتكبيرها وتوصيلها إلي السماعات في صالة العرض .
ومما لا شك فيه ان جهاز العرض السينمائى يلعب دورا هاما في توصيل المحتوى الدرامى في العمل الفيلم ويجب أن يكون علي كفاءة عاليه من حيث ثبات
السرعة ونقاء العدسات وقوة الاضاءة اللازمة لاسترجاع الصورة والصوت طبقا لرؤيه صناع الفيلم .
تسجيل الصوت المغناطيسي :
تعتبر طريقة تسجيل الصوت على الشرائط الممغنطة او الاسطوانات المغناطيسية Hard &Floppy هى اهم انواع التسجيلات الصوتية فى
العصر الحديث – سواء كان التسجيل من النوع التناظرى analogue – او التسجيل الرقمى Digital حيث نجد ان منظم
التسجيلات الصوتية و الفيديو وايضا ( صورة و صوت )تعتمد على