القاهرة – حوار ندى السعيد
تؤمن المصمّمة ناهد نصرالله بأن تصميم الأزياء في الأفلام جزء من رسالة الفيلم البصرية وتعبير عن شخصية الممثلين، ما يفسر نجاحها في أعمال عدة حملت توقيعها.بدأت مشوارها مع الفن في مجال الإخراج السينمائي، إلا أن لقاءها مصممة الأزياء الفرنسية الشهيرة أيفون ساس ينو في فيلم «وداعا يا بونابرت» غيَّر حياتها.
حول رؤيتها لفن الأزياء وتجربتها كان هذا اللقاء مع مصممة الأزياء ناهد نصرالله.
كيف بدأ مشوارك في تصميم الازياء؟
بدأت كمساعدة مخرج في أفلام كثيرة وكان معظمها مع الفنان يوسف شاهين، وفي «وداعاً بونابرت» كنت المساعدة رقم 100، وفيه تعرفت الى مصممة الأزياء الشهيرة إيفون ساس ينو ففتحت أمامي أفق هذا العالم وبدأت اقترب منه. وفي «اليوم السادس» ليوسف شاهين عرضت علي ماريان خوري العمل كمساعدة لمصممة الأزياء الفرنسية. في البداية لم أسعد بالعمل، إلا أن أيفون إستطاعت تغيير مسار حياتي ولفتت نظري الى موهبتي وإلى إمكان استكمال أي قصور بالدراسة، ومنذ ذلك الحين تابعت دورات في الرسم والتصميم إلى أن عرض عليَّ يوسف شاهين تصميم الملابس في «المهاجر» الذي كان نقطة إنطلاقي كمصممة يعترف الناس بها ولديها بصمتها الخاصة في هذا المجال.
أيهما أهم، الموهبة أم الدراسة في تصميم الأزياء؟
كلاهما مهم وضروري، أكملت الدراسة أوجه قصوري، فأنا درست الاقتصاد والعلوم السياسية ونلت البكالوريوس فيهما وهما بعيدان تماماً عن الموهبة التي أحبها، لذا قررت السفر إلى باريس لدراسة الموضة الى جانب الرسم لأنه أداة مهمة من أدوات مصمم الأزياء في التعبير، وعندما عدت إلى مصر في العام 1993 عملت كمصممة مع المخرج الراحل رضوان الكاشف في فيلم «ليه يا بنفسج» ثم مع يسري نصرالله في «مرسيدس» و{سرقات صيفية»، ثم في «المهاجر» الذي ثبَّت أقدامي على الساحة كمصممة أزياء.
ما السمات التي يجب أن يتميز بها مصمم الازياء في الأعمال السينمائية او التلفزيونية؟
يجب أن يتمتع بالموهبة أولا ثم يصقلها بالدراسة. ليست المسألة تجميلاً وأزياء فحسب بل تحليل شخصيات وغوص في أبعادها وأعماقها الإنسانية، فالملابس تعد بمثابة الضوء الذي يكشف ملامح الشخصية ومكنوناتها وهي أحد أبرز العناصر لأي عمل درامي، من هنا لا بد من أن يأتي تصميم الملابس بعد دراسة شاملة للحقبة الزمنية والتاريخية التي تدور فيها أحداث الفيلم، وطبيعة الأشخاص الذين تتمحور حولهم القصة للوصول الى التصور الأنسب الذي يعبر عنهم حتى على مستوى الخامات المستخدمة والإكسسوارات.
ما هي مساحة الحرية التي يتمتع بها مصمم الأزياء في طرح رؤيته على المخرج؟
تعتمد هذه الإشكالية على طبيعة العمل والمخرج أيضا، فهناك من يأخذ بتصورات المصمم أولا ثم يعدل فيها بما يتوافق ورؤيته، وفي كثير من الأحيان تؤخذ اقتراحات المصمم لأنها تفجر الشخصيات وتضيف اليها الكثير، وثمة من يوضحون رؤيتهم وتصوراتهم في البداية لمصمم الملابس.
ما هي المصاعب التي تواجه مصمم الأزياء في مصر؟
ليس لدينا حرفيون متخصصون في مجال الحياكة باستثناء عربي الذي يمتلك خبرة واسعة في مجال الأفلام والمسلسلات، والراحل عزت الذي شارك في تنفيذ ملابس فيلمي «المهاجر» و{المصير». هؤلاء الترزية المتخصصون مهمون جدا لمصمم الملابس لأن لديهم خبرة ودراية شاملة بالتنفيذ وبالتالي يساعدون في إيصال الفكرة بالشكل الأنسب. وهناك مشكلة أخرى وهي الفقر في الخامات، مثلا في «باب الشمس» إضطررنا إلى تنفيذ الملابس في سوريا نظرا الى توافر الخامات المطلوبة والملابس الفلسطينية التقليدية.
ماذا عن الأفلام التي ترصد مجتمعات بعينها لها خصوصيتها مثل «الجزيرة»؟
يحمل كل سيناريو «ستايل» خاصاً به، ولكل عمل أسلوب يفرضه الموضوع والزمان والمكان، وفي «الجزيرة» مثلاً أطلقت العنان لخيالي ورغبت في أن يرى المتفرج أموراً مختلفة وجديدة مستوحاة من الملابس القديمة، التي تتوافق وطبيعة الشخصيات ومجتمع الصعيد. كذلك حرصت على إظهار التباين في الفيلم بين ملابس الأثرياء والفقراء والتحولات التي تمر بها كل شخصية، لذا استعنت بشمس الأتربي لتنفيذ ملابس الطبقة الغنية المتمثلة في هند صبري وزينة، وأضفت الى «الحبرة» البطانة الملونة بالإضافة إلى الشيلان والشراشيب المنقوشة أو السادة، فضلا عن الجلاليب القطيفة لأني مللت تكرار الملابس الصعيدية في الأفلام والمسلسلات القديمة كلها.
المصدر :
http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=54156