“
كيم-فوك كيم فوك
كتب أحمد لطفى
“كيم فوك”.. الطفلة الفيتنامية صاحبة أشهر صورة فى التاريخ
تعدى تأثير هذه الصورة أى تأثير آخر لأى صورة على مدار التاريخ، هذه الصورة كانت السبب الرئيسى لإنهاء حرب فيتنام، وستظل محفورة فى ذاكرة التاريخ كإحدى أبشع الصور فى القرن العشرين.
الصورة للطفلة الفيتنامية وقتها “كيم فوك”، فبعد مرور أكثر من 40 عاما على حرب فيتنام لا تزال صورة “كيم” وهى تهرول عارية وتصرخ بعد أن أحرقت النيران جسدها بقنابل النابالم المحرمة دوليا، محفورة فى ذاكرة التاريخ.
KIM PHUC HUY TOAN
ولقد جسدت هذه الصورة مدى بشاعة وفظاعة الحرب الأمريكية على فيتنام، والتقط “الصورة” المصور “نيك اوت” الذى حصل على جائزة Pullitzer عام 1973 بسبب هذه الصورة، التى كانت من أسباب إنهاء الحرب الأمريكية على فيتنام.
فلقد قامت الطائرات الفيتنامية الجنوبية بالتنسيق مع القوات الأمريكية بقصف قرية “تراج بانج”، قرية الطفلة “كيم فوك، صاحبة الصورة، بقنبلة نابالم بعدما احتلتها القوات الفيتنامية الشمالية.
FWRO
وفى عام 1996 زارت “كيم فوك” الولايات المتحدة، وهناك قابلها “جون بلامار”، الطيار الذى قصف قريتها بقنابل النابالم وحاول الاعتذار لها على ما فعله، وفى عام 1997 تم تعيينها سفيرة النوايا الحسنة لليونسكو.
وبعد عدة سنوات صرحت الفتاة بأنها كانت تصرخ قائلة: “ساخن جدا ساخن جدا”، فاصطحبها المصور “نيك أوت”، وآخرون إلى مستشفى بارسكاى فى مقاطعة سايجون، وتوقع الأطباء أنها لن تعيش طويلا بسبب الحروق العنيفة، ولكن بعد 14 شهرا و17 عملية جراحية عادت “كيم فان” إلى المنزل.
اعتاد المصور نيك زيارتها طوال ثلاثة أعوام حتى تم ترحيله عقب سقوط سايجون، ونشرت الصورة فى الصحف بعد أربعة أيام من التقاطها، وشكك الرئيس الأميركى نيكسون وقتها فى صحتها.
وما زالت الطفلة على قيد الحياة حتى اليوم، وهو ما يؤكد صحة الصورة، تعيش الآن فى أونتاريو بكندا مع زوجها، وفى ذكرى حرب فيتنام عام 1996 دعتها أمريكا لإلقاء خطاب قالت فى بدايته: “لا نستطيع أن نغير الماضى ولكن نستطيع أن نعمل جميعا من أجل مستقبل يعمّه السلام”، ومن أقوالها فى عام 2008: “صفة التسامح جعلتنى متصالحة مع نفسى، ما زال جسدى يحمل العديد من الآثار والآلام الشديدة فى معظم الأيام ولكن قلبى ما زال صافيا”.
وكنت خسائر هذه الحرب من الفيتناميين مليون ومائة ألف قتيل، وثلاثة ملايين جريح، و13 مليون لاجئ، أما خسائر الأمريكيين فتقدر بـ57,522 قتيلا.
حرب فيتنام”.. المصور يرافق الضحية
“أيقونة حرب فيتنام”.. المصور يرافق الضحية
بعد أكثر من أربعة عقود على التقاطه للصورة التي باتت رمزا لمآسي حرب فيتنام، يرافق المصور نيك يوت الضحية كيم فوك في رحلة علاج جديدة ربما تسمح له برصد “النهاية السعيدة”.
وكان يوت قد التقط صورة تظهر فيها كيم فوك، حين كانت طفلة، وهي تركض عارية بعد إصابتها بحروق بالغة من جراء قصف قرية قرب العاصمة سايغون بقنابل النابلم الحارقة، عام 1973.
وأصبحت تلك الصورة التي التقطها يوت رمزا لمآسي حرب فيتنام، التي استخدم فيها #الجيش الأميركي والقوات الموالية له كافة أنواع الأسلحة المدمرة والحارقة، ومن بينها النابلم المحرم دوليا.
ولم تتمكن الأعوام الـ43 الماضية من إزالة الندوب والحروق من جسد الطفلة، التي أصبح عمرها اليوم 53 عاما، وعمدت طوال عقود إلى إخفاء حروقها بارتداء ملابس ذات أكمم طويلة.
وقبل أيام، سافرت فوك إلى مدينة ميامي الأميركية لتقلي العلاج بالليزر لإزالة ما تبقى من آثار الحروق في يدها اليسرى وعنقها وظهرها.
وفي رحلة العلاج الجديدة التي ستستمر 9 أشهر، سيرافق المصور يوت، السيدة الفيتنامية وزوجها، حيث كان في استقبالها لدى صولها إلى مطار مدينة ميامي.
وعبرت فوك، التي تعيش في كندا منذ العام 1990، عن فرحتها بمرافقة المصور، وقالت: “إنه البداية والنهاية، فقد التقط صورتي، والآن سيكون معي في رحلة جديدة وصورة جديدة”.
يشار إلى أن الصورة التي التقطها يوت حازت على شهرة عالمية واسعة النطاق، ونالت جائزة “بلويتزر” للتصوير الصحافي عام 1973.