من الارشيف
مهرجان بابل الدولي الاول مع الشاعر الكبير المرحوم عبد الوهاب البياتي والمصور الصحفي في جريدة الجمهورية المرحوم رحيم حسن
قاعة حوار تقيم حفلا تأبينيا لمسيرته الابداعية .. استذكارا لدور المرحوم المصور رحيم حسن
زهير الفتلاوي
اقامت الجمعية الاكاديمية لفن الفوتوغراف وكادر مصوري وكالة الصحافة الفرنسية احتفالية تأبينية لمناسبة اربعينية الفنان المصور الصحفي رحيم حسن صالح واستضافت قاعة حوار للفنون التشكيلية مصوري الجمعية الاكاديمية لفن التصوير وزملاء الفقيد وممثلين من نقابة الصحفيين اضافة الى حشد من وسائل الاعلام وذوي الفقيد وتخللت الاحتفالية التأبينية التي ادارها الزميل فؤاد العبودي الذي كان معاصرا للفقيد على عدة كلمات منها السيرة الذاتية للفقيد الراحل وقراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء العراق والفقيد بعدها القيت كلمات مختصرة عن دور الفنان في تطوير فن الفوتوغراف في العراق منذ عهد السبعينات وعطائه الدائم لجميع فناني الفوتوغراف..
والقى الفنان صباح عرار كلمة اشاد بها بدور الفقيد ومنجزاته بعدها كلمة صباح الجماسي رئيس الجمعية العراقية للتصوير اشاد بمنجزات الفقيد ودوره البارز ووعد بتقديم جائزة في المعارض المقبلة وتكريما خاصا للفنان الراحل الذي كان رحمه الله يدعم كل الفنانين العراقيين بعدها قدم محترف التصوير رئيس الجمعية الاكاديمية لفن التصوير الناقد الفوتوغرافي فؤاد شاكر نبذة عن سيرة الفنان وقال ولد رحيم حسن سنة 1949 في محافظة البصرة وبدأ حياته الفنية عام 1970 بالجهد والعرق والدموع ومتعطشا للمعرفة والفن واستعان بخبرة الذي سيقوده في هذا المجال الاعلامي.
واضاف كنا نتواجد في جمعية المصورين الفوتوغرافيين العراقيين سابقا في منطقة السنك ببغداد ويجمعنا الهم الاعلامي المهني الابداعي مع المرحوم الفنان جاسم الزبيدي ومحمد علي حسين وعبدالله حسون وعبدالزهرة الفتلاوي وعبد علي مناحي وقيمة البدري وكاظم عبود وسعد الموسوي واركان ابراهيم وعبدالزهرة الهلالي وغيرهم وكان الراحل يعمل مصورا فوتوغرافيا في مستشفى الاشعاع والطب الذري في ساحة الاندلس ويتردد على الجمعية عصر كل يوم ونناقش ونتمتع بحوارات في الشأن العام والنهوض بفن الفوتوغراف وفي عام 1977 شاءت الظروف ان تتفتح له افاق ابعد ويحظى بوظيفة اعلامية اخرى بمجال الصحافة لاول مرة في دار الجماهير للصحافة وينظم الى قافلة المصورين الصحفيين وعمل لمدة 6 اشهر على سبيل التجربة والاختبار حتى اجتاز ذلك الامتحان الصعب وثبت بعدها على الملاك الدائم في هذه المؤسسة العريقة التي عدت بحق مدرسة للصحافة العراقية هذه المؤسسة كانت تصدر خمسة الى ستة مطبوعات هي مجلة الف باء وجريدة الجمهورية وبغداد اوبزرفر بالانكليزية ومجلة يورك التركمانية وملحق طب وعلوم الاسبوعي وملحق تموز للاطفال وملحق الجمهورية الاسبوعي وجريدة باللغة الانكليزية وكانت بصماته الصحفية الجريئة عن القطاع الصحي والخدمي والاقتصادي والزراعي وغيرها من التحقيقات الميدانية الموسعة واثبت كفاءة عالية في عمله الصحفي لاسيما انه استفاد من خبرات اقرانه من المصورين الكفوئين امثال جاسم الزبيدي ومحمد علي حسن وسامي النصراوي ونزار السامرائي وعبدالزهرة الهلالي وكان يشغل منصب رئيس قسم التصوير في جريدة الجمهورية انذاك وشارك الفقيد الراحل في العديد من المعارض الفوتوغرافية وله مشاركات دولية واسعة وحصل على الكثير من الشهادات التقديرية وقد جاء للعراق بافضل الجوائز الدولية التي انتزعها بمعرض انتربريس فوتو العالمي الذي اقامته في بغداد على قاعة مركز الفنون منظمة الصحافة العالمية بالتعاون مع نقابة الصحفيين العراقيين بمشاركة (42) دولة وله كتابات ثقافية عن النقد والادب والشعر والفن وكان عاشقا لجريدته الام (الجمهورية) الذي اعطاها كل جهده وعمره وهو المصور الذي لم يغادرها في اصعب واعقد الظروف التي مرت على العراق وان سيرة رحيم حسن حافلة بالمواقف النبيلة والمحطات التي تستحق الوقفة منذ بداية حياته وادعو في هذا المحفل الكريم وزارة الثقافة ان تشمله برعايتها كما ادعو نقابة الصحفيين العراقيين والجمعية العراقية للتصوير ان تكرمه لما قدمه من ابداع طيلة (33) عاما في مجال العمل الاعلامي واقدم الشكر الجزيل لكل من حضر هذه الاحتفالية التأبينية.
كما القى الاديب والصحفي فؤاد العبودي كلمة جاء فيها:
ايها الحضور الكرام
السلام عليكم..
الحديث عن الفنان الراحل رحيم حسن هو الحديث عن تلك الرموز الفنية التي تتساقط مثل حبات الزيتون على وجنة البيداء. وهو حديث يجرنا ايضا عن اشكال الموت وغياب الاحبة سواء كان شكل الموت اعتياديا او بسبب المرض.. او نتيجة للشهادة على العنف والقتل المجاني.
رحيم حسن كان واحدا من اولئك الذين عانوا من المرض دون ان يمد يده او يلهج لسانه بطلب لعونه من المؤسسات الثقافية والفنية المعنية بما يفرض عليها واجبها العناية بالفنانين ومنهم بشكل خاص الفوتغرافيين الذين يشكلون جانبا مهما من جوانب حياتنا الفنية والثقافية.
واذا كان الفنان الراحل قد تميز بصورة الحرب ونقل لنا عبر لقطاته فجيعة الرماد ورائحة الشواء البشري تحت السرفات ووسط نيرانها فأن له محطات اخرى رغم ماكان يطلق على لقطاته بانها كانت وظيفية بحكم الواجب الصحفي ، لكن ذلك لايعني ابدا انه لم يكن لديه خزين من صور الحياة خاصة اللقطات النادرة والطريفة.. فقد احب عالم الطيور والطفولة وغاص فيهما عندما كان ينتظم في زياراته لسوق الغزل واخرج منه العديد من اللقطات المضحكة والنادرة معا..
عشت مع الفنان الراحل عقدين من الزمن ولمست فيه احساسا مرهفا.. طيبا الى الحد الذي ترى فيه براءة الاطفال وتنسى امام تلك البراءة انه رحيم حسن بهيئته الضخمة..
انني واذ اكتب عن رحيم حسن ليس بمثابة رثاء لانسان مضى في رحلة الخلود انما اكتب عن الفنان والانسان الذي يعيش بيننا ولازالت ذاكراه العطرة طرية لاتقبل النسيان ولا تسمح ان يدنسها تراب الغياب الاجباري.
لا احب ان ابكي رحيم حسن لان ذلك سيكون اعترافا بفقداني له، في حين انه يعيش ابدا في قلبي كما احبني هو وكما التقينا سوية في الحلوة والمرة..
واذا كان هناك ثمة تفاوتا في منجزه الفوتغرافي بين مجايليه من الفوتغرافيين فان مرد ذلك يعود الى اشنغاله بالهم الاسري وعدم وجود دعم للفنان الفوتغرافي الذي ينظر اليه البعض من زاوية ضيقة وهذه هي (الغلطة) التاريخية بحق فنانينا.. فالفنان الفوتغرافي لايقل شأنا عن الفنان التشكيلي.. لا بل ان الفنان التشكيلي كثيرا ما كان يعتمد على اعمال الفنانين الفوتغرافيين وباعتراف البعض منهم.
مثل رحيم حسن الجيل الثاني بعد جيل الرواد .. وكان مخلصا للمدرسة الواقعية في الفوتغراف … ولا اعني هنا النقل المجرد حتما… انما ظل يراوح ضمن الزاوية التي وجد نفسه فيها بعيدا عن ادخال عناصر التطوير كما فعل غيره من فناني الفوتغراف.. مع كل هذا فقد عاش رحيم حسن في نقطة الضوء.. اعطى حياته ووقته وجهده من اجل ان يكون له هذا الحضور الذي نستذكره فيه هنا والذي نستجلي من خلاله عمق خطوته في مسار الصورة الفوتغرافية الناجحة.. واحمل هنا الجهات الرسمية (وزارة الثقافة) مسؤولية تهميش فنانينا وغيابهم بصورة مفاجئة دون السؤال عن احوالهم وبالتالي الشعور بالذنب تجاه هذه الكواكب المضيئة في حياتنا المعاصرة التي يخبو بريقها بفعل الاهمال.
سلاما ابا علياء..
سلاما ابا عامر لروحك الطاهرة..
وشكرا لمن احاط ذكراك بالزهور والبخور والعطور
وشمل رحيلك القاسي بالحب وبما يعزز الثقة ان الطيبين
لا يخلو مكانهم في ديوان الوفاء العراقي.
والسلام عليكم