4 – الجرأة والمجازفة او تحمل الأخطار:
قد تبدو بعض اللقطات في اكثر الأحيان للمشاهدين انها لقطات مركبة او انها لقطات منفذة عبر الخدع السينمائية وعبر التقنيات الحاسوبية الفائقة ذلك لصعوبة تلك اللقطات التي تبدو انها لقطات اعجازية او لقطات ذات صعوبة متناهية، فهناك من اللقطات ما يعجز الانسان عن تخيلها او تصورها من انها صورة بالفعل وفي نفس الوقت هناك من يظن ان الكثير من اللقطات هي صورة بالفعل وليس من قبيل الخدعة او من قبيل التقنيات الحاسوبية الفائقة وذلك لدقة تنفيذها.
الواقع ان تلك الظنون او الاعتقادات صحيحة في هذا المجال كون ان التقنيات الحديثة في تحقيق الخدع السينمائية قادرة على تنفيذ العديد من اللقطات او المشاهد التي تبدو معقدة او اعجازية، فهناك قدرات فائقة في التقنيات الرقمية تستطيع تقليد العديد من الامور التي يتطلبها العمل وتختصر الكثير من الامكانيات والجهود للمصورين بأن تقلد اللقطات،كالتقنيات الرقمية التي يطلق عليها (Simulation ) أو الـ (Graphic animation ) او الـ
(3-Dimensions ) اوما الى ذلك من تقنيات وبرامج حاسوبية متخصصة التي تعمل على حرفيات متخصصة بالتنفيذ عبر حاسبات صناعية عملاقة كالـ(Silicon Graphic ) او الـ quintal )) التي تقوم بمهام معقدة للغاية كما في فيلم (Independence day ) او فيلم (Terminator) او كما في فيلم
(star wares) أو أفلام أخرى عديدة حيث تظهر مشاهد غاية في التركيب والابهار ومعقدة التنفيذ، فهذه المشاهد تنفذ عبر مهام تلك الحاسبات والتي كثيرا ما تساعد المخرجين او المنفذين في تجنب تصوير المواقف الخطرة او الصعبة ومن ثم تحدث اختزال كبير في الجهد والمال والوقت لصالح العمل السينمائي، الا ان تلك التقنيات ومع تطورها ومع التحسينات المستمرة عليها لابد وان تحتاج الى عمل المصور الذي يقوم بتهيئة المواد الاساسية التي تحتاجها تلك التقنيات والعمليات لتحقيق العمل السينمائي، بل ان هناك من المخرجين العمالقة او المخرجين الواقعيين لا يميلون على الاطلاق في استخدام التقنيات الرقمية او الخدع السينمائية في اعمالهم، فمنهم من يعتبر ان التقنيات الرقمية تشوه العمل ولا تعطيه النكهة السينمائية الخالصة بأن ينقل الواقع بشكل امين، ومنهم من يعتبر تلك التقنيات انما هي تعبير عن عجز في الامكانيات السينمائية التي تهرب من المواقف الصعبة او المعقدة ومنهم من يرغب في تقديم رؤيا خالصة غير مشوهة ومطابقة وبعيدة عن أي تغير او اختلاف في النقاوة والقوة للصورة السينمائية حيث ان تلك التقنيات في الواقع مهما بلغت ومهما نضجت وتطورت لابد وان تخلق اختلاف او تباين في طبيعة وشكل وحجم الصورة السينمائية المنفذة من قبل المصور، وفي نفس الوقت لابد وان تتأثر وتخلق نوع من الافتراض الذي يعكس امور غير مرغوبة، او غير مستحبة على العكس من التصوير الحي للمواقف والاحداث التي تبرز قوة تأثير وقوة منطق في خلق انعكاس ايجابي للعمل ومن ثم تعطي حقيقة اوجه واسلم للعمل، فالتراكيب والتعقيدات التي تبرزها التقنيات والخدع لا يمكن ان تتوازى مع الحقيقة مهما بلغت ومهما تجاوزت كون الحقيقة التي تنقلها الكاميرا السينمائية ابلغ من الافتراض الذي يصنعه الحاسوب او تصنعه التقنية او الخدع، وكذلك ان التطورات الرقمية والامكانيات الحديثة في الخدع السينمائية لا يمكنها ان تحقق كل الاعمال او كل المشاهد عبر الافتراضات التي ترجوها وذلك لان العمل السينمائي ستكون تكاليفه باهضة للغاية وفي نفس الوقت سيفقد المزيد من الخصوصيات التي يمتاز بها الفلم السينمائي، حيث ان العمل السينمائي يمتاز بالاساس بالنقاوة الصورية التي تميزه عن التلفزيون وكذلك يمتاز بالقدرة الروائية التي غالبا ما تسهم في ارساء الواقعية لصالح العمل، وفي حال تنفيذ العمل عبر التقنيات الرقمية او الخدع السينمائية سيتحمل العمل اعباء فقدان هاتين الميزتين (النقاوة الصورية، الواقعية)، وبشكل عام حتى وقتنا هذا لم تدخل التقنيات الرقمية او الخدع السينمائية بشكل كامل او تام للاعمال الا في لقطات جزئية من العمل حيث ان التقنيات الرقمية للاعمال السينمائية والتي تخلق الخدع كما ذكرنا بالغة الثمن، فهي لا تستخدم في تنفيذ المشاهد التي يمكن تحقيقها عبر التصوير السينمائي المباشر التقليدي بل انها تستخدم لتحقيق خدع سينمائية وهي لا تتعدى الدقائق او في بعض الاحيان الثواني كما في فيلم (Terminator ) الذي استعان بالتقنيات الحاسوبية لتنفيذ بعض المشاهد التي يتعذر تحقيقها في الواقع او كما في فيلم سيد الخواتم
(Lord of Rings ) الذي استعان بتقنيات (Silicon Graphics ) لتحقيق العديد من الخدع وفي واقع الحال ان العملين المذكورين انما هما لا يعدان من الاعمال الروائية الواقعية، حيث ان العمل الاول (Terminator ) يندرج ضمن حقبة افلام (science faction ) و الفيلم الثاني (Lord of Rings) يندرج ضمن افلام الفنطازيا (Fantasy ) وهو الامر الذي يوعز بأن تكون الاعمال التي تستند الى التصوير الحقيقي او التقليدي في المراتب الاولى او المراكز المتقدمة وذلك لان الدراما تحاكي الواقع او الحقيقة،اذن كان لابد من ان تكون المكاسب متأرجحة في جانب التصوير الحي او التصوير الحقيقي او التصوير التقليدي المعهود منذ نشأته.