التصوير الرقمي Digital Photo
اتخذت كلمة الديجيتال في الفترة الأخيرة مكانة مهمة بين التقنيات التكنولوجية، حيث انها تستخدم في كثير من المجالات الخدمية كالطباعة والتصوير والعرض والسيطرة على المعدات الثقيلة أو الخفيفة وتحريك كثير من الآليات أو تقويم وتحسين النوعيات والسيطرة عليها، وفي التصوير نلاحظ ان التوجهات الأخيرة باتت تسير نحو هذه التقنيات الرقمية التي اكسبت المستخدمين كثير من الجهد والوقت والكلفة، ذلك لأن هذه التقنيات اختصرت العديد من التكرارات والعديد من التنميط، لغرض تقديم افضل نوعية واقل جهد، حيث عملت هذه التقنيات على بلورة اقل الجهود وبأسهل الطرق وابسطها لتقديم النتائج، والتصوير السينمائي استخدم هذه التقنيات بشكل واسع وكبير وبحدود بالغة جداً لما قدمت هذه التقنيات من نوعية وجهد ووقت، حيث برزت بهذه التقنيات انواع من الصور والكاميرات والمواد المسجلة ومواد الطبع وغيرها من المعدات المستخدمة في اظهار الصور تفوق ما كان في السابق من صور تقليدية وهو الامر الذي جعل من هذه التقنيات تأخذ حيزاً أكبر في المؤسسات الفوتوغرافية والتلفزيونية والتى لجأت إلى استخدام التقنيات الرقمية في اعمالها.
ان مفهوم الصورة الرقمية يكتسب اهتماماً واسعاً ومستمراً باعتباره أساس لموضوع التصوير الفوتوغرافي المهني، فهناك جملة من الانشطة الحرفية في المجالات التخصصية نرى انها تفضل استخدام الصورة الرقمية، ففي جميع الانشطة المهنية والمجالات التخصصية تقريباً تفرض الصورة نفسها على المصورين في جميع أنحاء العالم اثناء قيامهم بعمل الصور وتجهيزها ونسخها بالاساليب الرقمية المستخدمة، ومن ثم اصبح الحصول على معلومات كيفية ضرورة حيوية بل في بعض الأحيان تكون مسألة مصيرية.
ان من المميزات التي تحملها الصورة الرقمية جعلت من اتجاهات المستخدمين للصورة الفوتوغرافية ان يلجئون للتقنية الرقمية في التصوير فنلاحظ ان هناك نمو مستمر لأسواق التصوير التي تقود المستخدمين للتصوير، حيث تقودهم إلى كل ما هو مختصر ومفيد ورخيص، أي ان هناك اختصار في التكاليف والجهد والوقت، يسعى دائماً السوق إلى الاسناد والاعتماد على هذه الخصائص في تقديم المنتج، والتصوير الفوتوغرافي نرى انه تزايد إلى حدود بالغة جداً في السنوات الأخيرة كونه اصبح ظاهرة عصرية تحمل المزيد من الخواص الايجابية والخواص المزاجية والتي هي كثيراً ما تقود الانسان إلى التوجه والانحياد نحو سلوك معين، فتزايد الصور المنتجة من عام لآخر يواكبه عادةً نمو مستمر في حاجة المعدات والآليات في التصوير، وعلى الرغم من ان النمو الاقتصادي في عدد من بلدان العالم يسير في الاتجاه المعاكس إلا ان التصوير أخذ يتزايد ويتطور مع تطور العصر،ويمكن تعليل النمو في قطاع اتمام الصور والمعدات الصورية بعدد من الأسباب منها :
1- ان اسعار الصور أصبحت مغرية.
2- ان النوعية على درجة ممتازة.
3- هناك فائض كبير من الطلب في الاسواق المتاحة لم يكن يلبي إلا القدر القليل.
@@@@صورة لكاميرا رقمبة
كل هذه الأسباب تجعل من التقنيات الرقمية في التصوير منتشرة ومستخدمة، ان كل تقدم تحرزه التقنية الرقمية يعود بالنفع المباشر والى حد كبير على هوية التصوير الفوتوغرافي، فعلى الرغم من ان الصور مأخوذة بآلات التصوير الفوتوغرافي الكلاسيكي بواسطة افلام هاليدات الفضة التي يتم طبعها على الورق المعالج بهاليدات الفضة في المختبرات الحرفية فإن التقنية الرقمية تساهم بشكل كبير في تجهيز الصور، كما تسهم في عملية التظهير والتحميض وذلك من خلال مشاركتها في صناعة الصور وانتاج اجهزة التصوير وهذا يغيب عن الحسبان في المدة الأولى، ومثال على ذلك ما تقوم به برامج كومبيوتر القادرة على عدد فائق من هذه البرامج يستعان بها في نظم آلت التصوير الانعكاسي لضبط دقة التركيز البؤري الذي يتم تلقائياً والتقاط الصور والتحكم في جهاز الضوء واحكام السداد (Shutter & Aperture ) وتشغيل الوميض الضوئي ( flash )ونقل الصور، وبفضل التقنية الرقمية يمكن زيادة نقاء الصورة والارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها المختبرات.
قبل ان نتوغل في موضوع التصوير الرقمي لابد من التوضيح الى ان أي عملية تصوير رقمية تستند بالأساس على فكرة التصوير الفوتوغرافي التقليدي، حيث ان بعض الأجزاء الأساسية للكاميرات القديمه التي تعتمد التفاعل الكيميائي انما هي نفس الأجزاء الأساس التي تعتمد في التصوير الرقمي، فالجزء الأساس المستخدم في التصور القديم هو العدسة ونرى ان هذا الجزء ذاته موجود في التصوير الرقمي وكذلك الأساس الذي يعتمد عليه التصوير القديم هو الضوء ونرى ان الرقمي هو أيضا يعتمد الضوء وأمور أخرى كثير كالناظور (View finder) او الساند او الحامل (Tripod) او الفتحة (Aperture) الخ، إلا ان الأمر يختلف في التصوير الرقمي عن التصوير القديم في جانب الطبع حيث ان الطبع في التصوير القديم يستند على الفيلم الذي يركب في الكاميرا، ويتعرض إلى ضوء محدد ووفق حزمة محددة وفي زمن محدد أيضا لتنشأ فيما بعد حبيبات (grain) التي تتشكل على الشريط السليلويدي وتكون بعد عملية الطبع على شكل حبيبات على الورق لتكوّن الصورة، مستعينة تلك الصورة بشكل أساس على هاليدات الفضة في طبع الملامح ورسمها، اما في التصوير الرقمي فان الأمر يختلف اختلاف جذري في هذا الجانب وذلك من خلال الطبع الذي ينشب من خلال عملية تحويل الضوء الملتقط في الكاميرا الى رموز او إشارات رقمية عبر ما يسمى بالـ (Format)، حيث يمكن تسجيل تلك الفورمات ونقلها بطرق عديدة كأن تكون على قرص صغير (Floppy Disc) او ان تكون على قرص من نوع أخر (Compact Disc) او تسجل على حافظ متنقل (Flash Ram) او تنقل عبر شبكات التوصيل الـ (Net work) او بطرق أخرى كان تكون ترددات متنقلة عبر الأقمار الصناعية من خلال الشبكة العالمية او الدولية (Internet)، والواقع ان هذه الفورمات التي نتحدث عنها انما هي الاساس المعتمد في تطوير او تحرير الامكانيات الفوتوغرافية وذلك لان الامكانيات المتاحة في السيطرة على تلك الفورمات هي التي جعلت من التقنية الرقمية وسيلة عظيمة في التغيير والتطوير والإبداع، فالإمكانيات المتاحة في المعالجة بتلك الفورمات انما هي المبدأ الرئيس الذي ضاعف من التأثيرات على الصورة الفوتوغرافية.
المعالج الموجود في الحاسبات الإلكترونية (Central Processor unite) وحدة المعالجة المركزية والذي عادة يختصر بـ (C.P.U)، يقوم بعمليات متعددة ومتضاعفة بشكل كبير للغاية في التغيير بالصورة الفوتوغرافية وبآفاق غير محدودة، فهذا المعالج له القدرة التوافق مع العديد من البرامج الحاسوبية ومن ثم يقوم بإمكانيات هائلة كحالات تلوين وتحرير وتقطيع وتلصيق وتشويه وتجميل الصور الفوتوغرافية بأنواع عديدة، وفي ذات الوقت له القدرة في ابتداع المزيد من التكوينات في اللقطة الفوتوغرافية الواحدة او في اللقطات المتعددة، فهناك الكثير من الصور الكومبيوترية نفذت بالكامل من خلال تجميع أجزاء صور فوتوغرافية وهناك ايضا من الصور الكومبيوترية نفذّت وانجزّت من خلال برامج الحاسبات كالبرامج الثلاثية الابعاد مثل (3Dimentions Max) فالحاسبة الإلكترونية يمكن ان تستوعب الكثير من البرامج الحاسوبية من خلال إدخال تلك البرامج الـ(Software) بالحاسبة ولعل من اهم البرامج المؤثرة والمهمة في معالجة الصور وتحريرها برنامج (Corel) وبرنامج (PhotoShop) وبرنامج (ACDC) و(Imaging) و(paint) و(PowerPoint) فهذه البرامج يمكن ان تخلق تأثيرات صورية واضحة في الصورة الفوتوغرافية لما تحوي من قدرة على التغيير والتحوير والتطوير والتاسيس اضافة الى امكانيات القوالب الجاهزة او الـ (فلاتر)(1) للصورة او لما تحوي من امكانية في خلق اشكال جديدة للصورة نفسها، ان المعالج الذي يعتبر الاساس في الكومبيوتر يشكل حالة من حالات التقويم للعمل الفوتوغرافي في برمجة اللقطات من خلال ابتداع المزيد من الخطوط والالوان والكتل والكثافات في الصور الفوتوغرافية، فهناك سيطرة دقيقة وحاسمة على كل جزء من اجزاء الصورة الفوتوغرافية، فكل جزء من تلك الاجزاء يمكن ان تحدث او تحصل عليه مجموعة من المتغيرات التي تحقق غاية في نفس المصور الفوتوغرافي.
ان المبدأ الرئيسي للصور الرقمية يكمن في المعالج الصوري الذي يحقق الكثير من التلقائيات والبديهيات التي كانت في السابق تشكل محط ازعاج او عناء للمصورين، فكل الكاميرات الرقمية نرى انها تحوي على (Processor) يقوم هذا الـ (Processor) المعالج بعمليات كثيرة داخل الكاميرا، ومن بين اهم هذه العمليات هي قياس الضوء (Light meter) ومن ثم قياس التعريض (Exposure meter) وذلك لتحديد سرعة الغالق (Shutter)، ومن ثم تحديد رقم الفتحة في عدسة الكاميرا (Aperture) والواقع ان الكثير من الكاميرا الحديثة التقليدية التي تعتمد المعالجات الكيمائية هي ايضا تحوي على منظم تلقائي لفتحة العدسة وسرعة الغالق وهذا المنظم الذي يوجد في الكاميرا انما هو بحد ذاته معالج رقمي مستند على العمليات الرقمية التي تتحقق عبر مجموعة من الرقائق الصغيرة المرتبطة داخل الكاميرا والتي هي أساسا تقنيات رقمية سخرت من اجل التصوير التقليدي القديم.
ان المزيد من الاختيارات او المعالجات او التقنيات تستعرضها الكاميرات الرقمية من خلال شاشة مدمجة مع الكاميرا، هذه الخيارات او المعالجات او التقنيات انما هي تطورات قد طرأت جراء العديد من التطورات او التطويرات للكاميرات الفوتوغرافية والتي هي بالاساس جاءت من خلال الحاجة التي يترجاها المصور الفوتوغرافي لتحقيق لقطات جيدة، حيث ان الحاجة التي يتعرض لها المصور جعلت من الكاميرات الرقمية تحمل جملة من الاختيارات والتقنيات المتعددة، وهي أساسا نوع من أنواع الإسعاف للحاجة في التجاوز او التجنب للخطأ حيث هناك الكثير من المعانات التي يتعرض لها المصور في السابق إبان استخدام الكاميرات التقليدية بحكم التقنيات المحدودة لتلك الكاميرات كالكاميرات التي لا تحوي على مبرمج للغالق او للفتحات او تلك الكاميرات التي لا تعطي خيارات في وضع الصورة وألوانها بشكل افتراضي دقيق كما في الكاميرات الرقمية التي تحوي على
(L.C.D) (Liquid crystal Display) ( شاشة عرض الكرستال السائل) وهذه التسمية مختصر لثلاث كلمات (Liquid) و (Crystal) و (Display) بمعنى شاشة عرض الكريستال السائل وهي شاشة مصنوعة وفق تكنلوجيا عالية الدقة، وهذه الشاشة يمكنها ان تعرض بالاضافة الى الصورة الفوتوغرافية يمكنها ان تعرض صورة فيديوية، فاغلب الكاميرات الرقمية يلاحظ انها تحتوي على امكانية لالتقاط لقطات فيديو قصيرة كان تكون في نصف دقيقة، بالإضافة الى انها غالبا ماتزود بامكانية لالتقاط مسامع صوتية (Voice).
فالناظور الـ (view finder)الموجود في الكاميرات التقليدية القديمة لا يحتوي على شاشة (L.C.D) تقدم او تعرض الصورة بعد الالتقاط لنكتشف بها كل المحاسن او المساوي كما في الكاميرات الرقمية التي تحوي (LCD) والتي تعطي صورة كاملة كما التقطت وبشكل آني بل ان من بين الكاميرات الرقمية ما تعطي النوع والطبيعة للقطة قبل الالتقاط وذلك لتجنب الأخطاء التي يمكن تحدث في الصور بعد الالتقاط، وهناك إمكانيات أخرى للتقنيات الرقمية تطرأ على الصور بعد إدخالها في الحاسبات تحقق المزيد من التحسينات او التغييرات.
لا تزال التحسينات والتطويرات للصورة الرقمية مستمرة لاعطاء افضل النتائج الصورية، حيث هناك طرق حديثة ومتجددة يوم بعد يوم في طريقة طبع الصور الرقمية، فبالإضافة الى ان الطباعات الرقمية تتجاوز الحدود المعهودة في التصوير التقليدي السابق الذي يعتمد المواد الكيماوية في الطبع والتحميض، تطورت إمكانيات التقاط الصور عبر الإمكانيات الرقمية، فالتحسين للصمامات التي تلتقط الصورة في تحسن يوم بعد يوم لدرجة ان الصمامات التي تتحسس الضوء أصبحت في إمكانيات غير اعتيادية، فهذه الصمامات ان صح التعبير لتسميتها لها القدرة في ان تتحسس الضوء بأشكال متعددة ومتنوعة وولها القدرة في ذات الوقت ان تختزل الكثير من الجهود والكلف او الوقت فالإشارة الضوئية مهما كان شكلها او نوعها او حجمها أصبحت إشارة صورية وذلك من خلال المعالجات التي تتحقق في ذات الكاميرا الرقمية، حيث ان الكاميرا الرقمية زودت بالعديد من المعالجات الصورية التي يمكن ان تتحسس أي ضوء ومهما كان نوعه او شكله، فتلك الموجات الضوئية الدقيقة التي لم يكن للأفلام السينمائية والفوتوغرافية ان تتحسسها أصبحت الكاميرا الرقمية البسيطة إمكانية في ان تتحسسها، بل ان الموجات التي لم يكن للعين البشرية ان تتحسسها أصبحت تلك الموجات صور في الكاميرات الرقمية وذلك بإمكانية الخليات الـ (Cell) او المتحسس (Sensor) الذي يمكن ان يحول أي موجة ضوئية الى اشارة رقمية (Format) ومن ثم تتحول الاشارة الرقمية الى إشارات اخرى بحكم المعالج الصوري (Processor) المندمج في الكاميرات الرقمية والمزود بمجموعة هائلة من الاختيارات (Options) عبر لائحة في الكاميرا تنطلق بمجرد الضغط على زر صغير (Menu) يكون بالعادة فوق او خلف الكاميرا الرقمية وهذا الـ (Menu) كثيرا ما يستعرض مجموعة كبيرة من الخيارات المتعددة في طبيعة نوع وشكل الصورة التي يراد ان تلتقط، ان الخيارات الموجودة خلف الكاميرا الرقمية تسمح للمصور ان يلتقط كم متعدد من الانواع التي يرغبها في تحقيق الصورة المرجوة، والواقع هنا لابد ان نشير ان الامكانات التي تتحقق في الكاميرا الرقمية هي ليس اعجازية او مستحيلة في التصوير الذي يعتمد المعالجات الكيمياوية بل ان هذه الامكانات بالاساس متحققة في التصوير التقليدي الا ان الظروف المادية والجهود المبذولة والوقت الممنوح والصعوبة في التحقيق او امور اخرى عديدة تجعل هذه الحالة ميسورة امام التصوير الرقمي ومزعجة ومعقدة في التصوير التقليدي، اذن الاختزالات المتحققة في ذات المعالجات الرقمية هي المؤشر الرئيس الذي يمنح الايجاب لصالح التصوير الرقمي وبالإضافة إلى ذلك فالإمكانيات الحديثة في تطوير البرامج الحاسوبية في مجال الطبع او الاستنساخ هي الامور والمعالجات التي تساهم لجعل التصوير الرقمي مستقبل باهر ومزدهر.
في امعان لاغلب كاميرات الـ (Digital) تتضح امور عديدة في اختيار الاستعمالات المتعددة في التعريض او التسجيل وضبط المسافة وضبط موازنة البياض وامور عديدة، وهذه الامور قد تبدو للمستخدم غير معقدة او غير صعبة بمجرد التعود عليها او استخدامها ومن ثم تجريبها امام شاشة الكومبيوتر، فاللغة المستخدمة في الكومبيوتر استطاعت ان تكون لغة مشتركة مع كاميرات التصوير الرقمية، حيث ان هناك المزيد من الاختيارات يلاحظ انها مشابهة او مناظرة لما تتوافر في اغلب البرامج الحاسوبية الخاصة بالتصوير مثل برامج الـ (PhotoShop) او الـ (Corel) او برامج (ACDC) الـ (PowerPoint) او (Paint) او برامج اخرى كثيرة تندرج ضمن حقل الـ (multimedia) او (Entertainment).