محمود ديوب
محمود ديوب
1981 – ولد في حمص ، سوريا
2001 – مركز صبحي شعيب للفنون التشكيلية، حمص
2005 – كلية الفنون الجميلة بدمشق
قسم التصوير، زيتي
– معارض مشتركة
2000-2001-2002عدة معارض جماعية في حمص
2004-2005 معرض الشباب، رواق، دمشق.
2006 معرض الخريجين المركز الثقافي الفرنسي، دمشق
التشكيلي محمود ديوب في غاليري مكتب بدمشق
وحوار خاص مع اكتشف سورية
تستمر «غاليري مكتب للفنون» والكائنة في باب مصلى بدمشق في تقديم تجارب تشكيلية شابة تغامر في أطروحاتها التشكيلية المبتعدة عن متطلبات السوق التجارية وما ينتج عنها من عرض وطلب، ما لا يتماشى مع حرية التشكيلي الكاملة، حيث يعتبر مشروع 12×12 – أحد مشاريع غاليري مكتب- الذي يعتمد على تقديم 12 معرضاً لـ 12 تشكيلي على مدار عام كامل، مشروعاً هاماً يتيح للتشكيلي تقديم ما يريده من قيم تشكيلية فنية عالية ومنها ما قدمه التشكيلي الشاب محمود ديوب عبر 17عملاً تشكيلياً.
ففي معرضه الأخير تناول التشكيلي ديوب أبعاد الرأسمالية العالمية وما تفرضه من قيم أخلاقية زائفة تعيشه شعوب بلدان العالم الثالث ومن يدور في فلكها، وكأنه يقدم أطروحة سياسية لونية لما آلت إليه شعوباً وأمماً تجتر من الرأسمالية سموم هلاكها، فتتحول تدريجياً إلى تشكيلات مجردة من أي ملامح واضحة فاقدة للهوية والانتماء، فهذه التكوينات التي يغلب عليها شكل لمسوخ دميمة قبيحة بلا أي ظلال، وكأنها خيالات لأشباح تتحرك في فضاءات قاحلة خاوية تعتمد عليها للتحرك. حيث يركز الفنان وفي معظم الأعمال على اللون الأحمر لشفاه غليظة كدلالة لوجود حالة مستمية لهضم الأخر وابتلاعه كيرقات طفيلية لا تعرف إلا الاجترار سعياً للبقاء والديمومة.
تحوير الأعمال بما يتماشى مع القيم الفكرية التي قدمها التشكيلي محمود ديوب تتناسب مع مقولة الفن من أجل الفن فأعماله تتفرد بتكوينات خاصة قد تندر في طريقة بناءها، متحرراً من سطوة السوق وزبائنه، حيث يقدم التشكيلي -جمال القبح- بأقصى حالاته والتي قد تنفر منه عين المتلقي الباحث عن لوحة جميلة تعلق على الحائط.
من جانب آخر تعددت عناوين الأعمال الفنية بما يتقاطع مع مفهوم التبعية للفكر الرأسمالي الهاضم للموروث الفكري والثقافي والاجتماعي لشعوب العالم، ومن هذه العناوين: «لحظة الصفر، تواصل اجتماعي، رقصة الفوضى، ارتباط، تفاهم مشترك، جلسة ثقافية، سيطرة، على الطريق السريع، قبل نهاية الخط». وفي قراءة متأنية لهذه العناوين ندرك سطوة وجبروت البروباغندا الإعلامية التي لعبت وتلعب دورها الخطير في السيطرة على مقدرات الشعوب.
من أجواء افتتاح المعرض في غاليري مكتب بدمشق
«اكتشف سورية» تابع افتتاح معرض التشكيلي محمود ديوب في صالة مكتب وعن تطور عمله التشكيلي ما بين معرضه الفردي الأول في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق 2007 وهذا المعرض يقول لنا: «تتعدد مفردات الفنان التشكيلي بما يعيشه من تطورات مختلفة تأخذه لأبعاد وأشكال يفرضها عامل الزمن الذي يحدد هوية الفنان، فمنذ تخرجي من كلية الفنون الجميلة بدمشق وما قبل، كان عملي يتمحور على تقديم شخصية واحدة أو اثنتين ضمن فراغ مدروس معتمداً على تبسيط الشكل واللون، ليصبح أقل تعقيداً متجهاً نحو البساطة والتكثيف، ثم تطور العمل في نهاية 2007 حيث انتقلت لمرحلة جديدة بإدخال بعض الملامح والتفاصيل وذلك لإعطاء هوية وصيغ معينة. كما بدأت بإدخال رموز حيوانية ضمن التكوينات الإنسانية التي تحولت فيما بعد لوحوش مسخة، تجسيداً للفكر الرأسمالي العالمي المسيطر على مقدرات الشعوب وتحويلها لمجرد تابع يفرض عليها طرق معينة بالتفكير».
من أعمال التشكيلي محمود ديوب
لكل تشكيلي أسلوبه في تقديم أعمال تتكلم عن هويته وبصمته الخاصة. وهي نتيجة تأثر ودراسة. لنتكلم في هذا الشأن.
«أحاول أن استفيد من دراساتي وبحوثي السابقة، وهذا لا يلغي تأثري ببعض التجارب الفنية كتجربة الفنان “فرانسيس بيكون” و “إيغون شيلي” مبتعداً في نفس الوقت عن نسخ حلولهم وبصماتهم التشكيلية، بل أسعى دوماً لخلق حالة فنية خاصة من خلال البحث والتجريب المستمر، مبتعداً عن الحلول الجاهزة التي أقدمها بوعي تشكيلي ومعرفي استمده من قراءاتي المتعدد للمحيط المحلي والعالمي».
يتناول معرضك بُعداً سياسياً تطرح من خلاله أساليب الفكر الرأسمالي حيث جاءت عناوين الأعمال متوافقة مع مضامينها.
«لقد تعددت مقولات اللوحات التشكيلية بما يتناسب خطورة هذا الفكر الذي عبث بحياة الشعوب، ففي لوحة “ارتباط” أعبر عن سيطرة صندوق النقد الدولي بالقرارات الوطنية للشعوب، إلى لعبة الإعلام في لوحة “تواصل اجتماعي” كدلالة على مواقع التواصل الاجتماعي التي هيأت الظروف الملائمة للتدخل في الشؤون الداخلية لكثير من الدول، كما أقدم في “رقصة الفوضى” تلك المفاهيم الدخيلة والبعيدة عن الثقافات المحلية، إضافة لكثير من العناوين التي تشير إلى طرائق الرأسمالية وكيفية سيطرتها واستثمارها لموارد الشعوب بما ينسجم مع مصالحها الاستعمارية».
من أجواء افتتاح المعرض في غاليري مكتب بدمشق
كشفت هذه الأعمال قباحة الفكر الرأسمالي الغربي، وجرمت في نفس الوقت تلك الحكومات التي تماشت مع هذا الفكر.
«نعم أنا أجرم تلك الأنظمة التي تماهت مع الفكر الرأسمالي، فمن نتائج هذا الترابط تحويل دول العالم لوحوش صغيرة تأكل بعضها بعضاً».
أعمالك مستفزة لعين المتلقي وقد لا تتماشى مع عين النخبة الباحثة عن الجمال؟
«أنا أعمل بمتعة خالصة، والفن وسيلة للتعبير عن الذات وليس تجارة أجني منها المال، ما أقدمه بعيد عن سوق العرض والطلب، رافضاً مقولة الفن لنخبة المجتمع، فهناك الكثير من الأشخاص العاديين ممن يتفاعلون مع اللوحة بعض النظر عن القيم الجمالية الاعتيادية التي تفرضها سياسات السوق التجارية ».
رغم تشابه الصيغ التكوينية نلاحظ تبايناً واختلافاً بين اللوحة والأخرى، نستدل من خلالها نضجاً تشكيلياً وفكرياً.
«أحاول تقديم عمل مترابط أقدم من خلاله قراءة شبه شاملة لما أفكر فيه، مهتماً بأدق التفاصيل التي تبدأ من الخلفيات الصماء على اعتبارها جزءاً من التكوين العام، باحث عن علاقة تربط بين هذه التكوينات بحل تشكيلي منسجم ومتزن مع مضامين العمل الفكرية، معتمداً في العمل على ألوان متناقضة كالأبيض والأسود والفضي من دون أي تكرار في مجمل الأعمال أو نسخها، لذا أسعى لإيجاد حل جديد من خلال وضع اللون وتجاوره مع اللون الأخر».
من أعمال التشكيلي محمود ديوب
ما الذي يحدد خيارات الفنان التشكيلي ومن أي يستقي التشكيلي -المختلف- عن الأخر؟
«لقد كانت لكل مدرسة تشكيلية ظروفها التاريخية والسياسية والاجتماعية، وفي سورية استفاد الفنانون من هذا الأمر، إضافة لتنوع الحياة الاجتماعية والثقافية السورية التي قدمت للتجربة السورية ميزتها عن التجارب العربية الأخرى».
يعتبر الفنان محمود ديوب من التشكيليين السوريين الذين عملوا في مجالات الفن المعاصر وخاصة مع غاليري «الفن الآن» كيف يستفيد التشكيلي من مختلف أنواع الفنون؟
«تتعدد طرق التعبير الفني التي يستفيد منها الفنان التشكيلي، بالنسبة لي استفدت من تجارب في التصوير الضوئي والنحت والفيديو آرت والتجهيز بالفراغ للوصول إلى إجابات خاصة تدعم بحوثي على سطح اللوحة التشكيلية، وهنا أنوه إلى قوة التجربة الصينية والإيرانية التي تبحث في مختلف أنواع الفنون ومنها الفن المعاصر، متمنياً من الجيل الأقدم البحث في هذا الاتجاه الفني».
يذكر أن المعرض مستمر لغاية 2 تموز 2012 في غاليري مكتب الكائنة في خلف مؤسسة البخاري، باب مصلى، دمشق.
مازن عباس – دمشق
اكتشف سورية
محمود ديوب