أُسست البتراء تقريبًا في عام 312 ق.م كعاصمة لمملكة الأنباط.[4] وقد تبوأت مكانةً مرموقةً لسنوات طويلة، حيث كان لموقعها على طريق الحرير، والمتوسط لحضارات بلاد ما بين النهرين وفلسطين ومصر، دورًا كبيرًا جعل من دولة الأنباط تمسك بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها. تقع المدينة على منحدارت جبل المذبح، بين مجموعة من الجبال الصخرية الشاهقة، التي تُشكل الخاصرة الشمالية الغربية لشبه الجزيرة العربية، وتحديدًا وادي عربة، الممتد من البحر الميت وحتى خليج العقبة.[5]
بقي موقع البتراء غير مكتشف للغرب طيلة الفترة العثمانية، حتى أعاد اكتشافها المستشرق السويسري يوهان لودفيغ بركهارت عام 1812. وقد أُدرجت مدينة البتراء على لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو في عام 1985.[6] كما تم إختيارها كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة عام 2007.[7]
وتُعد البتراء اليوم، رمزًا للأردن، وأكثر الأماكن جذبًا للسياح على مستوى المملكة.[8] كما أنها واحدة من أهم الوجهات السياحية لزعماء العالم.
نظمته الجمعية الأردنية للتصوير في المركز الثقافي الملكي
محمد جميل خضر
عمان- في المعرض الفوتوغرافي الجماعي الذي نظمته خلال الأيام الخمسة الماضية، الجمعية الأردنية للتصوير في صالة فخر النساء زيد داخل أروقة المركز الثقافي الملكي، يسبر 18 عضوا من أعضائها أعماق المجال غير المشاهد للبتراء من قبل الناس العاديين، ويعرضون جماليات العين الثالثة.
ويذهبون متسلحين بكاميراتهم بعيدا داخل أسرار المدينة الوردية، منقبين عن فعل التاريخ فوق صلابة الصخر، وأثر التفاعلات الكيميائية على الحجارة والرمل واللون والذاكرة.
ويتشارك الفنانون الفوتوغرافيون: فؤاد حتر(الرئيس الحالي للجمعية)، د.فادي حداد، عمر الظاهر، محمد سوالمة، عبدالجبار بنات، عقبة فرج، فائق أبو غزالة، دانا خريس، المهندسة رنا السقا، نسرين الزغول، د.راسم الكيلاني، د. سهيل الريماوي، المهندس وائل حجازين، أميرة الحمصي، سلمان مدانات، عبد العزيز الحمصي، دعد دلال ود. شومان رضا، في خصوصية اللحظة المختارة للتصوير، وفي القدرة الاستثنائية على الصبر والانتظار حتى تصبح متاحة وممكنة.
ومن دهشة الألوان وما فعلته وتفعله الرطوبة والتفاعلات الكيماوية الأخرى داخل كهوف مدينة الأنباط المنذورة لمجد متجدد في السابع من شهر تموز(يوليو) المقبل، يصنع فؤاد حتر أسلوبيته التصويرية، خالقا بكاميرته وتقنياته التصويرية الأخرى ستة أعمال بألوان مبتكرة غير مسبوقة، يتداخل فيها الأزرق مع خلطة ألوان الصخر الوردية والذهبية وتداعيات لونية أخرى.
وتشكّل الدهشة اللونية ذاتها، المحرك الإبداعي لدى د.فادي حداد، وتحاط لوحاته الخمس للمعرض الذي اختتم مساء أمس، بعناية تقنية فائقة، وتحدب عينه الثالثة على جمالياتها.
وتقترب أعمال عمر الظاهر الستة من الألوان المتوقعة للأشياء، ويلتفت لتضاريس المكان بزاوية نظر خاصة موغلا داخل التفاصيل الداخلية للمشهد.
وتتبصر لوحات محمد السوالمة الأربع ملامح الصخر الوردي بالتجريد اللوني وتلتقط كاميرته أول التقاء بالطبيعة.
وتعكس لوحتا عبدالجبار بنات هاجس التكوين المشكّل محركا لأسلوبيته فاتحا أثناء التقاطه صورة طاقة معقولة على الفضاء الخارجي.
ويلتقط عقبة فرج اللحظة بتفاصيلها الدقيقة، ويحتفي بمنمنمات الشكل الأول للمفردة الملتقطة، ويذهب إلى ما وراء الشكل المتعين للآخرين.
وتكشف لوحتا فائق أبو غزالة عن احتفاء بالتجريد الصاخب وهي تدون اقتراحات الرمل.
ويعكس عملا دانا خريس ملمحا طبيعيا مسكونا ببساطة اللحظة الملتقطة وانسيابية تفاصيلها.
وتعتمد لوحات المهندسة رنا السقا الأربع على المفارقة وترصد التقاطع الأفقي مع العمودي بوعي شفيف ورقيق لعلاقة اللون بظلاله.
وتظهر لوحة نسرين الزغول افتتانها الواضح بالتشكيلات الهندسية وتداعياتها.
ويعاين د.راسم الكيلاني دلالات الانبعاج الصخري وانثناءات المادة الخام فوق مخدة الزمن.
ويحتفي د.سهيل الريماوي بشموخ البنيان النبطي ويرفع عين كاميرته نحو التراكم المعماري الصاعد للأعلى.
ويسبّح المهندس وائل حجازين بإعجاز اللون وسحره الباقي، وتفرد أميرة الحمصي مساحة لحالة واحدة من بين حالات أخرى بصفاء لوني أخاذ، وبمثابرة يرصد سلمان مدانات لحظته، قارئا لمسات الوقت فوق ملاسة الصخر، ويحتفي بأول الإعتام ما يضفي قدسية على عمليه للمعرض.
ويحصي عبدالعزيز الحمصي في لوحتيه أصابع الزمن ويستعرض بكاميرا منتبهة سلاسل الفعل التاريخي.
وتعبر دعد دلال بأعمالها الثلاثة عن افتتانها بشعاع اللون الوردي وتعكس دهشتها بعتاقة عروق الحجر المتجددة.
ويتحسس د.شومان رضا بمجسات كاميرته رذاذ الرمل وحبيباته الصغيرة.