من أبرز ما يميّز البشر عن بعضهم البعض نظرتهم للفرص التي تتاح لهم طوال مراحل عمرهم المختلفة، هناك منهم من لا يتقبّل عقله وجود فرصٍ مناسبة له، يعتبرون أنفسهم أقلّ من أن تقبل الفرص بهم، وكأن من يرى الفرص ويفهمها ويقيّمها ويجيد استغلالها إيجابياً أناسٌ من كواكب أخرى ! هؤلاء من الصعب عليهم أن يجدوا أنفسهم في إطارٍ متميّز في يومٍ من الأيام، لا تستغربوا كلامي فهناك وقائع تثبت وجود هذا النوع من الأشخاص الذين تعتريهم رجفة الخوف والخجل المرَضيّ من أن يكونوا تحت الأضواء في أي مناسبةٍ كانت حتى لو كانت متواضعة في قيمتها وعدد الأشخاص المعنيين بها.
حدث ذات يوم أن فاز أحدهم بمسابقة تصويرٍ شبابية فلم يتحمّل عقله فكرة الفوز وكانت أولى ردود فعله انتقاد صورته الفائزة وأنها عادية جداً لا تستحق الفوز ! ثم أغلق هاتفه المحمول وغادر إلى منزل أحد أصدقائه، وقد عرفت من أحد أقاربه أنه يشعر بالذعر الشديد من تسليط الضوء عليه في أي مناسبة !
بعض الناس ينظرون للفرص من زاوية ضيقة ألا وهي زاوية الحظ، فيعتبرون الفوز لعبة يانصيب لا قواعد لها ومن يحصدونها يتمتّعون بحظٍّ سعيدٍ على الدوام، لذا فأقصى ما يمكنهم فعله أن يجربوا حظهم فقط دون أن يحاولوا فهم أبعاد الفرصة وطريقتها ودراسة جوانبها المختلفة، وهذا يؤدي إلى إحباطهم بشكلٍ متكرّر إذ إن احتمالات فوزهم تكاد تكون معدومة.
أما النوع الذي تفضّله منصات التتويج وتبحث عنه الأضواء وتتصيّده عيون الصحافة والإعلام فهو الذي تربطه صداقة قوية مع الفرص، إذ إنه يتابعها دائماً ويعلم ما يناسبه منها جيداً، هذا النوع من الناس عندما يقرّر التعامل مع فرصةٍ ما فهو ينتهزها بشكلٍ كاملٍ، أي إنه يستنفد كافة الاحتمالات التي ترفع من أسهمه وتعزّز من تنافسيته على الفوز، هذا النوع من الناس خُلق ليكون الفوز له عادة وليس خبراً استثنائياً !
أشهرٌ قليلة بقيت على إغلاق فرص الفوز التي تقدّمها جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، في دورتها الخامسة “السعادة”، أعداد المشاركين في تزايد والتنافس بين الأعمال الرائعة على أشدّه، أحببتُ أن أذكّر أصدقاء الفرص من المبدعين أن العد التنازلي بدأ، وأن عليهم مضاعفة جهودهم ليكون لهم نصيبٌ من “السعادة”.
فلاش
الفرصة الثمينة لن تخبرك عن نفسها، هي فقط تلمع أمامك
الأمين العام المساعد للجائزة
@SaharAlzarei