Osama Silwadi
وها هو اكتوبر يعود للمرة التاسعة بعد اصابتي برصاصة سببت لي شلل في الساقين ، تسع من الصبر تجاوزت سنوات صبر ايوب الذي صبر على الشلل سبع سنوات، صحيح ان الطلقة التي لا تميتنا تزيدنا قوة واصرار وصبرا ولكنها تسبب لنا الم واذى كبير وجرحا غائرا وخاصة اذا كلنت رصاصة غادرة ‘ قبل تسع سنوات بالتمام والكمال اصابتني الرصاصة التي سميت طائشة ،حينها وكانت غادرة لانها كانت نتيجة عبث وليس في معركة للدفاع عن الوطن ، كانت من تافه يلهو بالسلاح ويطلق النار في الهواء وانا الذي قضيت جل عمري بين الرصاص بسبب عملي الصحفي وتغطية المواجهات ، وكان الالم الاكبر ان الفاعل لغاية يومنا هذا لم يحاسب لا بالحق الشخصي وبا بالحق العام وتسترت الجهات الرسمية ولفلفت القضية فالمصاب صحفي وليس وزير او ابن مسؤول ، وزاد الطين بله انه مع الوقت خفت الاهتمام من القريب والغريب في متابعة العلاج او متابعة الوضع الصحي والمعيشي ، ورغم كل ذلك بعد اصابتي انتجت ما لا يستطيع ان يقدمه شخص بكامل صحته حيث صدر لي ستة كتب بعد الاصابة وكتابين قبلها ليصبح في رصيدي ما مجموعه ثمانية كتب هذا غير عشرات المقالات والمقابلات الصحفية والتلفزيونية والتعمق في موضوع البحث والتوثيق للموروث الفلسطيني ، خلال هذه السنوات اوصلت صورة فلسطين لكل مكان في العالم وعرفت العالم على فلسطين الجميلة اكثر من اي سفارة او سفير او وزارة الخارجية وبدون ميزانيات مهدورة وبدون جراز سفر دبلوماسي ،و لم تبادر منظمات المجتمع المدني المزيف لتقديم مساندة قانونية او بحث في مسألة العلاج هنا او في الخارج ولو طلبت او ناشدت دول اخرى او مؤسيات اجنبية لكنت حصلت على علاج ولكن كرامتي الوطنية لا تسمح لي ولن تسمح لي فعل ذلك ، ولكن هذا الاكتوبر التاسع الذي يمر ولم يتغير شيء ، ولكن لن يستمر الصمت على هذا كله فارحوا ان لا يلومني احد لت توجت للقضاء في الخارج في ظل عدم وجود عدل او قضاء فلسطيني عادل ، حتى بعد ان تحولت لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة لم اجد قانون يحميني ويوفر لي متطلبات العلاج والحياة الكريمة وحرية الحركة والتنقل وحتى مؤسسات القضاء نفسها لا تنفذ قانون الاشخاص ذوي الاعاقة والمفارقة ان الاتفاقية الدولية للاشخاص ذوي الاعاقة كانت من اول الاتفاقيات الدولية ابتي وقعتها السلطة بعد ان اصبحت دولة مراقب في الامم المتحدة ، اذا عاد اكتوبر للمرة التاسعة ولم يتغير شيء بل نقصت اشياء عاد موسم الزيتون وموسم العنب والقمح والربيع والشتاء والوضع يزداد سوء في كل سنة .