يمر مصور الحياة البرية بمراحل متعددة في مشواره داخل الحياة البرية، فتجده في البداية يتعامل مع الحيوانات في البيئة القريبة المحيطة بالمنزل ” الحقل, الغابة, المتنزه…..” و من ثم يأخذه شغفه لأبعد من ذلك فبنتقل الي مرحلة التنقل و الترحال لمناطق ابعد ليحصل على لقطات لحيوانات أكثر و تجده يطور معداته اكثر للحصول على اعمال اكثر حده و تستمر القصة على هذا المنوال الى ان يصل لمرحلة……. انظر هناك دب قريب يقف في وضوح كامل هل تلتقط له صورة “لا” عندي الكثير منها، اذن هناك غزال يقف وسط الأعشاب فهل تلتقط له صوره “لا” عندي منها الكثير، و يستمر هكذا الحال “بلشون, فيل, تمساح, دب….. وغيرها” و تجد نفس الإجابة “لا” عندي منها الكثير.
هنا تبدا مرحلة البحث عن القصة، نجد المصور بعد ان تتمتلئ أقراص الكومبيوتر الصلبة بالصور الحاده لمختلف الكائنات, بيداء في البحث عن القصة في صورة, فهو يريد ان يحكي او ينقل للمتلقي قصة من خلال الصورة الثابتة الملتقطة او قد يترك لعنان الملقي تخيل هذه القصة من خلال المحتوى في العمل الفني.
حين تخرج للتصوير، اجعل احد اولوياتك البحث عن القصة، فالعالم لا يحتاج لصورة جديدة لطائر البلشون مثلا و هو واقف على سور الحديقة, و لكن حين يكون هناك تفاعل بين طائر البلشون و طائر اخر مثلا هنا تبدا الصورة تحكي قصة لان بها تفاعل فقد يكون هذا التفاعل صراع على الطعام او المكان او الزعامة و السيطرة, انظر كيف بدأت في التفكير حين نظرت للصورة و حاولت الوصول لسبب التفاعل الموجود في العمل. على ذلك سوف تجد كثير من الصور تمر امامك ولا تعيرها اهتمام لأنها لا تضيف جديد و تخلو من القصة و المضمون.
كيف تحصل على التفاعل او القصة في تصوير الحياة البرية، إبحث عن تجمعات الحيوانات، ففي وسط التجمعات تجد الكثير من التفاعلات الجانبية بين الكائنات التي قد تعطيك مضمون للعمل ” صراع, تودد, رعاية صغير….. وغيرها”. عوامل الطقس و الظواهر الطبيعية اليومية، فمثلا تصوير غزال في و سط الحقل محاط بضباب الصباح يعطي المتلقي إحساس بالغموض و الإحساس بان هناك من يتربص به خلف الضباب، وقت المطر او تساقط الجليد أوقات كثيرا ما انتجت قصص في صور. تعبيرات الوجه للحيوان، و تصرفاته الغريبة تشكل اقتناصه ممتازة.
أخيرا، الفكرة الأساسية تكون في الحرص على وجود مضمون او قصة في عملك الفني يضف قوة له ويحوله من مجرد صورة توثيقية إلى قصة بطلها الكائن و من تنفيذك.