المصورة الفوتوغرافية “إيثار جبارة”:أنا في حالة استعداد دائم لاقتناص الفرص الحاسمة لتصوير وتوثيق الأحداث
الخرطوم – المجهر
ضيفة مساحتنا اليوم إحدى الشابات المبدعات اللائي طرقن مجالاً إبداعياً نادراً لم تقتحمه نون النسوة، إنها الشابة المبدعة “إيثار محمد جبارة” مهندسة الاتصالات التي عشقت فن التصوير الفوتوغرافي أجادت وأبدعت فيه، لفتت انتباهنا عبر مجموعة من اللقطات الباهرة التي شاركت بها ضمن فعاليات مهرجان المقرن أسبوع فوتوغرافي)، الذي تشارك فيه مجموعة من محترفي فن التصوير من خلال عرض بـ(البروجكشن) الذي يعكس حكايات وقصص عبر الصورة، انتهزنا الفرصة وأجرينا معها هذا الحوار …
{ في البداية قلنا لها.. متى بدأت علاقتك بالكاميرا؟
– علاقتي مع الكاميرا بدأت منذ فترة مبكرة، في البدايات كنت أجهل الكثير من الأشياء المتعلقة بفن التصوير الذي صرت فيما بعد أتنفس من خلاله، فوجود الكاميرا الدائم معي جعلني جاهزة ومستعدة دوماً لاقتناص الفرص المناسبة والحاسمة لتصوير وتوثيق الأحداث مثل الصور الخاطفة التي التقطها على الطريق.
{ الرؤية التي تحملها “إيثار” عن الصورة؟
– أن تكون الصورة كما يجب أن يراها الناس وليست كما يراها المصور من زاويته فقط، والصورة عندي مهمة لنقل أية ثقافة من مكان لآخر، وعندنا في السودان أماكن محتشدة بالمناظر الطبيعية والكثير من الجوانب المشرقة التي دائماً ما أعمل على عكسها حتى نلفت نظر العالم بأن بلادنا ليست كلها حروب ومجاعات.
{ حدثينا عن أسبوع المقرن الفوتوغرافي وأهميته للمصور؟
– تخصيص أسبوع للتصوير الفوتوغرافي في حد ذاته فكرة مدهشة والمهرجان كان بمثابة فرصة حقيقية لوضع فن التصوير في مقدمة الفنون التي يحتفي بها الناس.
{ وماذا عن نظرة المجتمع للمصور؟
– في البداية كنا نعاني ولا نجد تشجيعاً حتى من المقربين، وعموماً نظرة المجتمع السوداني للتصوير نظرة غريبة، قبل أن تفكر في التصوير لابد أن تستأذن، فالبعض يرفض وآخر لا يبالي بك، وهذه المشكلة واجهتنا في البداية فقط، لكن الآن في قبول للفكرة، وبالنسبة لي شجعني على الاستمرار في التصوير زميلي المصور “محمد التوم”.
{ التصوير وارتباطه بالمكان والزمان؟
– بالتأكيد للزمان والمكان أهمية قصوى، لأن الزمان في وقت من الأوقات تكون درجة الحرارة عالية والاضاءة عالية خاصة نحن في السودان نتأثر بالصورة وانعكاسها والمكان مهم جداً، مثلاً أنا في هذا المعرض أحكي عن (الصيادين) ويومهم الطبيعي من خلال صور تعكس تفاصيل حياتهم منذ الفجر إلى المساء، وطبعاً الصورة هنا مرتبطة بطبيعة المكان، وهي في كل وقت من الأوقات تحوي رسالة.
{ من خلال تجربتك في فن التصوير.. ما هي الأشياء غير المرئية؟
– أغلب السودانيين لا يعرفون الكثير عن بلدهم عايشين في عالم منفصل عنه، وهذا يضاعف دورنا في البحث عن الأشياء غير المرئية لتحكي عن قصة صورة عبر عدسة مصور، وهناك من يرفضون تصويرهم في وضعهم الطبيعي مع إنهم لو تم تصويرهم في نفس الوضع الذي يعيشونه فهو أفضل بكثير.
{ مهرجان (عدة أنهر ونيل واحد).. ماذا تقولين عنه؟
– عرض في (عفراء مول) وبعدها في (الساحة الخضراء) ثم (جامعة الأحفاد)، وأخيراً في (متحف السودان) وهو معرض امتزجت فيه قصص لصور تحكي عن النيل، وهي دعوة لتأمل النيل بعيون المصورين السودانيين .
والمهرجان كان بمثابة دعوة للتفاهم بين جميع الناس خاصة القادمين من الخارج لأن نظرتهم للسودان ثابتة ومعروفة بالصور الذهنية الراسخة عن (الحروب والمجاعات) وهذه رسالة للجميع، ورسالتي للسودانيين يمكننا أن نحدث التغيير بالشكل الذي يرضي الجميع إذا حاولنا ذلك بشكل جاد وحقيقي .
{ كلمة أخيرة؟
– أقول فيها الصورة بالنسبة للمصور ليست شيئاً جمالياً فقط، فالمصور رسالته توصيل الحقيقة التي يعيشها بالصورة الناطقة.