مجلة فن التصوير الضوئي :
مقدمة :بقلم المصور : فريد ظفور
*- رئيس تحرير وصاحب مجلة فن التصوير
يقدم لنا في أعماله الفنية أنطون مزاوي عبر مسيرته مع فن التصوير الضوئي السوري نموذجاً ونمطاً فريداً من الدلالات الرمزية، القادمة من عوالم الجسد والروح والماورائيات ليجسد لنا أفكار ومشاعر مجردة عن الوجود الإنساني عبر تصوراته للكون والعوالم الخفية، وبذلك تسطع جُل صوره الضوئية بنورانية الروح التي تسمح للإنسان بالحدس ليتخطي حدود المظهر المادي المرئي للكون والطبيعة والإنسان والبيئة والمدينة والآثار والبورتريه…
وكما يلعب بأشعة الضوء اللونية و تدرجاته الرمادية بين الأبيض والأسود فى بعض الأحيان دورا هاماً فى استثارة الإحساس بالحركة والحيوية وخاصة عندما يظهر فى أشكال شريط سينمائية بانورامية متنوعة ، أو تتبادل أماكنها مع الظلال والألوان فى إيقاع أوركسترالي متنوع…
ومن ثم يتمثل ”الفنان الضوئي أنطون مزاوي ” بالنزعة الصوفية فى الاتجاه الرمزى فى الفن السوري الحديث، ويعد ذلك امتدادا لذلك التيار العرفاني الوجداني المتدفق، الذى يهدف إلى صياغات فنية ذات سمات حضارية وتراثية سورية، ذلك الذى بدأ مع رواد الفن التشكيلي السوري وغيرهم من الفنانين الضوئيين المبدعين .. ولايفوتنا عالم أنطون مزاوي العالم الداخلى .. التأملى ..الإبداعي الانطوائى .. الحزين ..عبر رقصات الدراويش والشيخاني والمولوية وغيرها من الطرق الصوفية العرفانية والوجوه الآدمية والآثار للبيوت الدمشقية القديمة وللآثار وعبق التاريخ الذي نشتم رائحة الماضي من خلاله ..والتي رصدتها عدسته المبدعة.. وكذلك يجد فيه المصدوع أمنا وراحة وصفاءً نفسياً بعيدا عن صخب الحياة وضجيج المدينة المحموم بالقذائف وويلات…وظروف الحرب التي تمرفيها بلاده .. وعندما نمسك بالخيوط الأولى الناسجة والمكونة لملامح شخصيتة وتجربته نراها قد بدأت بظهور عناصر أكثر اقتراباً من شخصيته الفنية ..التى انساقت لتصوير عالمه وتجربته التي عاشها مع أقرانه من الفنانين السوريين..
فتعالوا ندعوكم لهذا اللقاء الفني والحوار المعرفي بالكلمة والصورة للولوج في عوالمه الفنية الضوئية لنتعرف على عينيّ فنان ضوئي يعشق الأبيض والأسود ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تتمة لقاء المصور الضوئي السوري Antoun Mezzawi ..أنطون مزاوي – 2-
سؤال 12 –للتصوير الفوتوغرافي مدارسه واختصاصاته , فأين نحن العرب من ذلك الفن ومدارسه ؟
جواب 12 – هذا السؤال مرتبط بشكل موضوعي بالأسئلة التي سبقته , إن مدارس التصوير العالمية أرست أسساً للتعامل مع الصورة من خلال تجربة طويلة جرى بناؤها على أسماء وتجارب وعمل طويل ومضني , فليس دليل صحة أخذ هذه التجارب كما هي والسعي لتقليدها والسير على نهجها , ذلك لأن بناء شخصية فنية أو مدرسة أو حتى اتجاه فني يلزمه وقت وجهد وعمل طويل وشاق .
لا بأس من أن نستفيد من تجارب المدارس الأوروبية والأمريكية إلا أن ذلك يقتضي بالضرورة السعي لاكتشاف الفنان الحقيقي وإعطاؤه الدعم للصعود , ولا يكفي العمل على مسابقة كل عناصر نجاحها هو الدعم المالي , إذ لابد من السعي لتكوين اتجاه يميز عمل المصورين بغية الوصول إلىأسس مدرسة تتسم بالموضوعية من خلال مشاريع وورشات عمل حقيقية قادرة على إعطاء ملامح هذه الشخصية , وهي مسيرة طويلة تحتاج للكثير من الجهد والإخلاص والمثابرة ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب , من خلال عمل مؤسساتي له مصادر تمويل تكون قادرة على التأسيس لهذه القواعد التي يمكن البناء عليها , ولتسامح صراحتي فهذه رؤيتي ليس إلا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال 13 – التصوير المفاهيمي أو التجريد , كيف تراه بين فنون التصوير الأخرى؟
جواب 13 – سعى التصوير الفوتوغرافي منذ ولادته عام 1826 , أو من تاريخ الإعلان الرسمي عام 1839 , سعى للتعبير بوسائل عديدة , كانت هذه الوسائل تتطور وتتبدل مع تطور وتبدل التقنيات , ومر على هذا الفن العديد من الأساليب وطرق التعاطي .
وهذا الأسلوب لا شك بأنه فرض نفسه, إلا أن ذلك مرهون باحترام المصور لموضوعاته , والحقيقة أن الواقع وما يقدمه أي أسلوب هو الذي يجعله قادراً على الاستمرار والتطور وإلا فإنه سيسقط كما سقط غيره من الأساليب التي لم تحقق سوية واستمرارية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال 14 – أي ماركة تستهويك من كاميرات وعدسات وملحقات ؟
جواب 14 – لا شك أن العدسة هي العنصر الأرقى في الحصول على الناتج البصري وتلعب الدور الأهم في عمل أي مصور, وهذا الموضوع واسع وشائك جداً , والمصور من خلال تجاربه وأبحاثه يغدو قادراً على اختيار الأفضل بين الشركات العالمية .
ولا شك أن هناك العديد منها ويقع على عاتق المصور أن يحدد خياراته بين العديد المتاح ضمن معايير الجودة والكلفة المادية اولاً , ومن خلال تجاربه التي تعطيه تقييماً صحيحاً للأداة .
فأدوات مصور البورتريه شيء , وأدوات مصور الرياضة شيء آخر , وكذلك كل أنواع التصوير تحتاج للأداة المناسبة للوصول إلى النتيجة التي يسعى إليها .
شخصياً أهوى العديد من الماركات لأن كل واحدة تعطيني شيئاً معيناً , ولدي العديد من الماركات التي قضيت جزءاً من حياتي وأنا أجمعها مقتطعاً جزءاً كبيراً من مداخيلي لتطويرها .
وإذا كان لا بد من ذكر ماركات معينة على صعيد الكاميرات والعدسات فإنني أذكر عدداً منها تعاطيت معه وصورت به سواء (كانون) أو (نيكون) أو غيرها , إلا أن أرشيفي بمعظمه أدين به لماركة (بنتاكس) التي أعطتني الكثير من النتائج الرائعة في زمن الفيلم , إلا أنني أحب وأعشق أكثر من ماركة وخاصة على صعيد العدسات وهي (بنتاكس) ,( كانون) , (نيكون) و(سيغما), وكل من هذه الشركات لديها منتجات رائعة إلا أنني أحبذ بعض العدسات لدى كل واحدة منها وذلك بحسب الاستخدام .
فلكل عدسة شخصية تستطيع من خلالها التعبير عن عوالمك , مثلاً :
* عدسة 85 – 1:1.4 بنتاكس .
* عدسة 135 – 1:2 كانون .
* عدسة 105- 1:2.8 ماكرو سيغما .
إضافة لعدد من العدسات الأخرى التي أعطتني نتائج مذهلة , دون أن ننسى العدسات الألمانية ونتائجها الرائعة , إلا أن تجربتي مع هذه العدسات الثلاث لا أنسى نتائجها وإمكانياتها .
هذا فيما يتعلق بالكاميرا 35 ملم .
أما إذا ذهبنا إلى الكاميرات ذات الشريحة الأكبر فهذا موضوع آخر كبير وعميق , بقياس 7×6 , أو الكاميرا البانورامية 17×6 ماركة فوجي .
بالنسبة لـ 7×6 أو 8×6 فإن هناك عدستين لا تفارقان خيالي وهما :
* 150 – 1:4 ماميّا .
* 180 – 1:4.5 ماميّا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال 15 –(فياب) , هل للمصور العربي أو اتحاد المصورين العرب حضور , وما هو سر تفوق المصور الخليجي بجوائز ( فياب ) ؟
جواب 15 – بدايةً لست في مكان يؤهلني لتقييم تجربة المصور العربي أو اتحاد المصورين العرب , فأنا مصور مازال يحاول أن يخط ملامح تجربته الفردية , إلا أن لي رأي شخصي قد يعيبه عدم اطلاعي على أعمالهم في مسابقات الاتحاد الدولي للتصوير الفوتوغرافي , ونجد إجابة على هذا السؤال في إجابات الأسئلة رقم 10 – 11 – 12 من هذا اللقاء .
أي أن تجربة التصوير العربية لم تنضج بعد وإنما مازالت تحاول تلمس ملامح لها (( حسب رأيي المتواضع )) , ويلزمنا الكثير من العمل قبل الخوض جدياً في هذا المجال .
أما عن سر تفوق الخليجيين في جوائز ( فياب ) فلا أظن أني أملك جواباً شافياً لهذا السؤال , لكن كثرة هذه الجوائز وخاصة في الأعوام الأخيرة تطرح الكثير من التساؤلات أفضل عدم الخوض بها نظراً لإشكالاتها الكثيرة ودفعاً للإحراج الذي قد أقع فيه .
لكن بكلمة واحدة , لنكن موضوعيين مع ما نعرض في هذه المسابقات وهل تمثل فعلاً حياتنا ومجتمعاتنا , وهل تشكل أساساً يمكننا البناء عليه لتكوين شخصية فنية أو مدرسة أو اتجاه ؟
وأعود لأحيل الجواب إلى إجابتي على السؤال رقم 7 من هذا اللقاء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال 16 – أرشيف وتاريخ طويل , أهم الصور التي تعتز بها , وهل تشارك في متحف للتصوير ؟
جواب 16 – أحترم كل أعمالي التي عرضتها أو أخرجتها للملامسة البصرية وأهمها معرضي (نساء شرقيات) الذي تضمن 26 عملاً فوتوغرافياً حصل أربعة منها على جوائز في مسابقات دولية هامة وهو أمر ليس بالمصادفة , لأن احترامك للعمل الذي تقوم به يؤدي إلى نتائج مميزة , فكل أعمال ( نساء شرقيات ) تمثلني وتبين أسلوبي , وقد أرفقت مع هذا اللقاء أكثر من صورة منه .
كذلك دراستي عن اثنتين من المدارس الصوفية فيها الكثير مما أخرجته من روحي , إلا أن ( نساء شرقيات ) يبقى الأول , إضافة لعدد من صور الطبيعة وصور دمشق , رغم أنني لم أعمل على هذين الموضوعين طويلاً .
أما مشاركتي في متحف للتصوير فلا شك أني لن أمانع إذا كانت الشروط الموضوعية وطريقة العرض تحترم الشخص العارض وتجربته .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال 17 – فلسفتك في التصوير أو بصمتك التي تميزك .
جواب 17 –سعيت دوماً لتكوين شخصية متوازنة على الصعيد الفني , ولي فلسفتي الخاصة في التعاطي مع المواضيع من خلال احترامي للعمل الذي أقوم به , وإحساسي بأهمية ما أعمل عليه هو سر استمراري رغم أنني أعاني الكثير من الصعوبات الواقعية والمادية .
أما بصمتي فهي أنني أسعى لالتقاط صوري ومواضيعي ضمن شروط صارمة لا أترك فيها مجالاً للمجاملة حتى مع نفسي , وكذلك فإنني ألتقط صوري بطريقة لا يستطيع غيري تقليدها , لدرجة أنني إن حاولت أن آخذ اللقطة ثانيةً لن أستطيع ذلك.
ولدي تجارب في عملي أقول صادقاً أن قرار التسجيل فيها جزء من الثانية , لدرجة أن إحدى صوري أخذتها بشكل عرضاني وهو ما ليس مألوفاً بعملي , كانت اللقطة جزء من الثانية لدرجة أنني بعد التقاطها عدلت الكاميرا خلال الثانية التالية لآخذ المشهد طولياً إلا أنه تغير بشكل كبير ولم يعد محققاً لرؤيتي واختلف عن المشهد الذي التقطته , كل هذا في زمن الفيلم , وحتى اليوم عندما أصور اللقطة لا أنظر إلى شاشة الكاميرا الرقمية لأنني أكون عارفاً بالنتيجة دون أن أنظر إليها , وحتى عندما ألتقط أكثر من لقطة , وهذا نادر , تكون الأولى هي الأجمل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال 18 – نصيحتك للشباب في ظل التطور في وسائل التصوير .
جواب 18 – النصيحة الأهم هي احترام العمل الذي تقوم به وبالتالي العمل على الصورة ضمن أطر التأني والدراسة لجمالية لعناصر المشهد على نحو تغدو معه الصورة دليل عمل وليس مجرد عوالم مسطحة عابرة , ذلك لأن كل التقنيات الحالية مغرية بالتصوير المتتابع والمأخوذ دون أي دراسة .
إذاً عليك يا صديقي المصور أن تقوم بدراسة متأنية لأي موضوع تريد العمل عليه , وكذلك أمر هام آخر دراسة معطيات الكاميرا والعمل فيها بأبسط إمكانياتها لأن ذلك يؤدي لفهم العناصر المؤدية لنجاح الصورة .
من هذه البداية المتأنية يمكن للمصور بناء شخصيته الإبداعية , فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة .
وللتذكير فقد بدأ العديد من المشاهير وأعلام التصوير بكاميرا فيلم بسيطة وعدسة واحدة ومن ثم يمكن أن يتطور العمل والأدوات , كل ذلك حسب الحاجة لأن حسن انتقاء الأداة في مكانها هو سرّ من أسرار النجاح وليس التجهيزات باهظة الثمن .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال 19 – هل تعتبر كثرة الجامعات والمدارس وورشات العمل دليل عافية للتصوير الفوتوغرافي ؟
جواب 19 – قاعدة هامة جداً : ( الفنان يولد ويصقل ولكن لا يصنع ) , وأكاد أعتقد جازماً أن انتشار الجامعات والورشات والمدارس لا يعتبر دليل عافية إطلاقاً وذلك لأن كل شيء قد أصبح في عالمنا استثماراً مالياً يراد من خلفه تحقيق الربح المالي .
أنا شخصياً لست ضد أن يحقق الفن مالاً أو يصيب من يهتم به وبشؤونه أرباح تعوض ما يجري دفعه وتأديته , إلا أن الأمر وصل في الغالبية العظمى من الحالات إلى مجرد استثمار الغاية منه الربح ليس إلا.
أما الغايات الأخرى وهي تحقيق سوية فنية للمشاركين أو تقديم أعمال لائقة للعروض البصرية وتعزيز حالة التشارك في الفن وإعطائه صيغ ومضامين جمالية فهي من منسيات هذه الأنشطة , وكذلك أكاد أجزم بأن ما يقدم من فن يكاد ينحصر في الأنشطة الفردية أو الأنشطة الضيقة القليلة العدد التي تقدم الفن للفن , ذلك لأن الفن رسالة قبل أن يكون عملاً , ولا مانع من إيجاد مصادر تغطي مصاريف هذا العمل الفني لكن أن تكون لائقة لا أن تكون على حساب السوية أو النوعية .
إن أي فنان يحتاج إلى دعم مالي , حكومي أو مؤسساتي , ليستمر في عمله , لكن عليه أن يضع حدوداً لائقة لنوع العلاقة التي تربطه بهذه المؤسسات ليبقى ضمن إطار احترام الفن الذي يتعاطى معه ويقدمه , وإلا فإننا سنجد المصورين الفوتوغرافيين جميعهم مجرد عاملين لدى هذه المؤسسات وبالتالي تكون أعمالهم مجرد تسويق ليس إلا .
بكلمة علينا احترام الفن وتقدير سوية الفنان الحقيقي لكي نصل إلى صيغ جمالية معبرة .
كل هذا دون إغفال الأدوار التي تلعبها بعض المؤسسات التعليمية التي تسعى لبناء فنانين حقيقيين وإن كانت تلك المؤسسات قلة في عالمنا الحالي إلا أنها جديرة بالاحترام لأنها استطاعت خلق توازن بين الفن والتسويق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال 20 – الصورة لغة هذا العصر , كيف توضح لنا ذلك ؟
جواب 20 – إذا أردنا تعريف الصورة لغوياً فيمكننا تعريفها بالتالي : (هيئة أو حالة العنصر أو المكان في وقت محدد ), وعليه فإن الصورة هي لغة بصرية قابلة للفهم من خلال الملامسة البصرية المجردة .
ووفقاً لهذا المعنى فإن الصورة قد أضحت في زمن العولمة لغة قادرة على مخاطبة الإنسان في أي موقع ومكان نظراً لسهولة إيصالها بالوسائل التقنية الحديثة , بحيث أصبحت الصورة قادرة على قطع مسافات خيالية كانت تحتاج إلى أشهر في القديم لتقطعها , وعليه فإن توظيف الصورة وبث ما تحمله من معاني غدا اليوم أسهل مما كان يعتقده أشد المتفائلين منذ عشرة أعوام .
بذلك غدت وسائل المخاطبة البصرية سهلة وسريعة إلا أنها قد تكون خطيرة وغير أخلاقية إذا ما استعملت بشكل خاطئ وأضحت سلاحاً ذو حدين , فليست خيراً مطلق ولا شراً مطلق .
والصورة أضحت في زمننا هذا مخترقة ومتلاعب بها , ولم تعد صورة عن الواقع وإنما شيء قد يشبه الواقع , إلا في نسبة من الصور الفنية اللائقة والتي يتم التعامل معها باحترام لأنسنة هذا الفن .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال 21 – علاقة التصوير بالفنون .
جواب 21 – لأن التصوير الضوئي يملك الوسائل الراقية والعديدة للتعبير فقد استطاع منذ زمن بعيد الدخول إلى عوالم الفنون السبعة وهي : العمارة , الرسم , الموسيقى , المسرح , الشعر , النحت , السينما .
وقدم العديد من المقترحات والحلول اللائقة التي ساهمت وتساهم في تطوير هذه الفنون والإعلان عنها وتقديمها بشكل لائق , ولو كان المجال متاحاً لقمنا بسرد العديد من الخدمات التي قدمها هذا الفن الراقي للفنون الأخرى بشكل دالّ ومعبر عنها وعن عوالمها , ولا يمكن لأي فنان حقيقي في هذه الفنون أن ينكر فضل التصوير على فنه , طبعاً بنسب متفاوتة وبحلول ومقترحات مختلفة باختلاف نوع الفن .
وأعتقد أن العمارة هي المستفيد الأول من هذا الفن وتأتي بعدها الفنون الأخرى تتالياً في مدى الاستفادة منه واستخدامه كوسيلة تعبيرية لائقة ودالة على الحالة .
وإذا أردنا ترتيب الفنون من حيث الاستفادة من هذا الفن تكون كالتالي :
العمارة , السينما , التصوير الكلاسيكي , النحت , المسرح , الموسيقى , الشعر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال 22 – تعديله كوني لست مصوراً صحفياً بحيث يصبح : هل تفتح الصورة أمام الفنان عوالم معينة ؟
جواب 22 – يمكنني فهم السؤال ضمن منحيين :
المنحى الأول : وهو البعد النفسي لدى الفنان الفوتوغرافي والذي يعد من الأهمية بمكان كونه يلعب دوراً هاماً في الناتج البصري للعمل الفني , الذي يبنى بشكل أساسي على رؤى الفنان وعوالمه النفسية والصيغة التي يختارها كطريقة للحوار مع الموضوع الذي يتعامل معه .
المنحى الثاني : هو تأثير الناتج البصري لأعمال الفنان على رؤى وثقافة الأشخاص والمجتمعات التي تتلقى هذه الأعمال, وإلى أي مدى يكون تأثيرها سلبياً أم إيجابياً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال 23 – لمحة عن جيل الرواد في نادي التصوير .
جواب 23 – راودت فكرة تأسيس نادي للتصوير عدداً من النخبة الفنية في سوريا وهم مجموعة أصدقاء يعملون بأكثر من مجال وكان سبق لهم أن تأثروا برواد هذا الفن الأوائل الذين كانوا قد رسموا الخطوط الأولى للتصوير في سوريا من أمثال سليمان الحكيم , وصفي المالح , وأحمد الحريري , وعدد آخر من المصورين السوريين تأثروا بتجارب وأعمال جملة من المصورين الأوروبيين الذين مرّوا على سورية .
إلا أن رغبة هؤلاء المؤسسين لنادي التصوير الفوتوغرافي كانت تأسيس نواة لنادي محلي يطبع الصورة بطابعه الخاص , فاجتمع عدد منهم وكانت أسماؤهم دون ترتيب : جورج عشي , حسني الحريري , عبد الكريم الأنصاري , بطرس خازم ,, عبد القادر الطويل , فيصل الست … وغيرهم , وكان عددهم عشرة أعضاء أسسوا النواة الأولى لهذا النادي الذي عمل ولا زال يعمل ضمن ظروف غير مناسبة وأحوال مالية غير مواتية .
وكان لي شرف الانتساب لهذا النادي وعملت تحت اسمه فترة لابأس بها , وشاركت في معارضه المحلية وفي المسابقات الخارجية وكنت عضواً لمجلس الإدارة فيه , إلا أنني فضلت أن أعمل وأعرض فردياً منذ فترة ليست بالقصيرة , ولم يعد لي نشاط فيه رغم استمرار عضويتي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال 24 –إعادة قولبة أسلوب العمل ونهج المعالجة .
جواب 24 – يبقى التصوير الفوتوغرافي وسيلة للتعاطي مع العالم , وعلى المصور أن يلائم عوالمه ويطور أساليبه بما يتوافق مع التطورات , وعلى نحو يغدو فيه تطوير أسلوب معالجة الموضوعات أمراً لازماً ولا بد منه من أجل الوصول إلى شرائح المجتمع وأفراده على نحو لائق يحترم إنسانية الإنسان , ويتواءم مع احترام الفنان لذاته ونهجه وطرق تعاطيه مع هذا الفن المتميز والأصيل.
