» رحالة « .. قصة 100 صورة وحكاية
منى عبد الكريم
كوريدا أو مصارعة الثيران بالأسبانية هي واحدة من الرياضات العنيفة التي لا تزال تقام في مدينة مدريد الإسبانية الهادئة بكل جوانبها المتحضرة الحديثة، حيث يعتبرها السكان جزءا من تراث الأجداد .
وربما كانت تلك الرياضة هي واحدة من أكثر الأشياء التي جذبت الفنان حسام الدين مصطفي خلال رحلته لأسبانيا، ليقدمها ضمن عدد كبير من الصور الفوتوغرافية من خلال معرض “رحالة” الذي استضافته ساقية الصاوي بالزمالك .
وليست أسبانيا وحدها، فقد قدم الفنان من خلال معرضه 100 صورة تروي جانب من الرحلات التي قام بها في بلاد متعددة علي مدار أربع سنوات من السياحة ومنها هولندا، وفرنسا، والإمارات، والمغرب ومصر وغيرها والتي قدمها برؤية احتوت روح المكان وتراث الإنسان .
يقول حسام: أحببت أن تكون صوري بمثابة نافذة للتعرف علي الأماكن وكذلك لتحقيق تواصل المجتمعات، فبدأت ببلدي مصر، وكنت أزور المعابد وأخطو في طرقاتها وأنا أستشعر أن خطواتي تلمس خطي القدماء.
كذلك كنت منبهرا بحضارة الغرب وأوربا، وكنت أريد أن أعرف سبب الفجوة التي بيننا في السلوكيات. ولذا كنت أقضي كل وقتي بين الناس لأندمج، وأشعر بالمكان حتي يخف انبهاري به، وأتعرف علي حقيقته، وفي الواقع وجدت أنه في الريف الهولندي رغم أنهم يعانون ولديهم مشكلات المجتمع إلا أن القرية الهولندية استطاعت أن تجذب سياحا من كل أنحاء العالم بتنظيمهم وتكاتفهم واحترامهم لتراثهم وحضارتهم، وحتي اليوم تستخدم القرية طواحين الهواء الخشبية التي بنيت في القرن الرابع والخامس عشر.
وفي باريس وجدت الذوق والأناقة والثقافة في كل مكان.. فبحثت عن منبعها .. ووجدت الإجابة في رحلات المدارس لمتحف اللوفر.. ووقوفهم باحترام أمام الموناليزا وتقديرهم لها وكأنها تعكس ثقافة شعب وحبه لماضيه الثقافي والفكري الذي كان له أثر قوي في بناء الحضارة الحالية واحترام الإنسانية .
يضيف حسام إن الغرب عرف كيف يحافظ علي تراثه وعلي حاضره، فهم أيضا يحرصون علي بر الطبيعة الأم والحفاظ علي الموارد في كل أشكالها .. حيث يضيف: أذكر خلال رحلة بحرية في سواحل كاليفورنيا أثناء زيارة لمحطة مراقبة وإطعام الدولفين أن طار غلاف شيكولاتة من أحد الأطفال. بلغت الأم حينها قبطان اليخت الذي نركبه، فتوقف ورجع قليلا ونزل علي الفور أحد مساعديه بشبكه ليلتقط غلاف الشيكولاتة. وأخذ يشرح لنا أهميه أن نترك البيئة نظيفة.
وقد خلصت أخيرا إلي أننا في مصر. نحيا في جنة لا مثيل لها .. ولدينا ثورة بشرية مفكرة ومبدعة وتتحلي بالصبر، لكننا لا نقدرها حق تقديرها، حيث نسعي في حياتنا اليومية وأمام كل منا مرآة لا يري فيها إلا نفسه.
أما عن بدايته مع فن التصوير يقول حسام: كنت في الخامسة عشرة وكنت وقتها أحب الرسم جدا ورأيت الكاميرا مع أحد اقاربي وأعطاني فرصه لكي ألتقط بها عدة صور، ووقتها ولدت أمنية أن اقتني واحده ، ليس لالتقاط صور أشخاص بل لأصور الطبيعة والبحر والغروب والزهر والحيوانات، وسرعان ما تحققت الأمنية بفضل الله مع كاميرا كوداك، وكانت الكاميرات وقتها كلها فيلم، وكان لابد من التحميض والطباعة، وكنت أصور ولا أري الصورة إلا بعد طباعتها. ولكي أكون مقتصدا كنت أفكر ألف مرة قبل أن ألتقط اللقطة حتي لا أخسر لقطات من الفيلم وتكلفة تحميضها بلا جدوي. ثم جاء عصر الديجيتال فسمح بآلاف الصور بلا تحميض، بل مع إمكانية مشاهدة الصورة فورا.
وقد تخرج حسام الدين مصطفي من هندسة بترول، إلا أن التصوير ظل يحتل مكانة كبيرة في نفسه ، حتي أنه لم يكتف به كهواية بل اتجه لدراسته، حيث يقول حسام : اتجهت لتعلم التصوير لأن الموهبة وحدها لا تكفي فالتحقت بمعهد NYIP الأميركي ثم بعده كليه ايرام بجامعة جيرونا الأسبانية وحصلت منها علي الدبلومة العليا في التصوير الفوتوغرافي. ويشغل حسام حاليا منصب رئيس للجنة الادارية في اتحاد المصورين العرب ، كما يقوم أيضا بإلقاء محاضرات عن فن التصوير الفوتوغرافي في عدد من المحافل الفوتوغرافية، ثم تطورت لديه فكرة إنشاء قاعة محاضرات إلكترونية علي الإنترنت، وتم تخريج ثلاث دفعات مصورين لديهم قواعد وأسس أكاديمية تمكنهم من تطوير موهبتهم مجانا. ويمكن للمهتمين الانضمام إلي تلك الدورات من خلال (iShot2 ) علي الفيس بوك .
http://www.dar.akhbarelyom.com/issuse/detailze.asp?mag=a&akhbarelyom&field=news&id=10465