مشاركة صورة حمد الغنبوصي من قبل Basem Abdullah.
«دمير»: تحجرت للحظات عند رؤية جثمان «إيلان».. ولم يكن لدي خيار إلا القيام بواجبي وتصويره
كشفت المصورة الصحفية التركية «نيلوفر دمير»، كواليس التقاطها صورة جثمان طفل سوريا الغريق «إيلان الكردي»، على ساحل بحر ايجه في تركيا. وقالت «دمير»: «في تلك اللحظة، عندما رأيت جثمان إلين البالغ من العمر ثلاث سنوات، تحجرت في مكاني».
وأضافت «دمير»، المصورة الصحفية المكلفة بتغطية أزمة المهاجرين في بحر ايجه لصالح وكالة أنباء دوغان التركية (DHA): «بعد ذلك، لم يكن لدي خيار آخر، سوى القيام بواجبي كصحفية».
والتقطت «ديمير» الصورة، في السادسة من صباح يوم 2 سبتمبر، في منتجع «بودروم» بمحافظة موغلا في تركيا، حيث جرفت المياه جثث المهاجرين للشاطئ بعد غرق زورقين للنفخ.
«جثمان إيلين كان مسجى على وجهه قرب الشاطئ، وكان يرتدي تي شيرته الأحمر، وشورت أزرق داكن»، قالت «ديمير» مضيفة: «وقتها كان الشيء الوحيد الذي يمكن القيام به هو التقاط صورته لتوصيل احتجاجه للعالم»، وكانت تلك اللحظة، التي أخذت فيها الصورة.
وتابعت: بعدها لاحظت وجود جثمان طفل آخر، هو «غالب» شقيق «إيلين»، وكان مسجى على الأرض، دون سترة نجاة، تماما مثل باقي المهاجرين الآخرين.
وأضافت: كان «غالب» مسجى على بعد 100 متر من أخيه، اقتربت منه، لاحظت أنها لم يكن يرتدي أي سترات نجاة، أو أي شيء يساعده على الطفو، فالتقطت صورة تظهر مأساوية الحادثة».
وأوضحت دمير، أنها وزملاءها في وكالة أنباء دوغان، كانوا يغطون مشكلة الهجرة غير شرعية على مدى السنوات الـ15 الماضية، مشيرة إلى أن موجات الهجرة زادت بانتظام في الأشهر الماضية.
وقالت: «يوم الحادث، 2 سبتمبر، كنت أؤدي واجبي، وأصور مجموعة من المهاجرين الباكستانيين وهم يحاولون عبور الحدود إلى اليونان، وحينها شاهدنا المأساة، ورأينا الجثث المسجاة على الأرض، وأدركنا أنها جثث أطفال صغار، صدمنا وشعرنا بالحزن، ووقتها علمت أن أفضل شيء نفعله إسماع هذه المأساة.
وردا على سؤال حول شعورها كامرأة وهي تلتقط الصورة، قالت «دمير»: «شعرت بالألم والحزن، سبق أن صورت وشهدت العديد من الحوادث للمهاجرين منذ عام 2003 في هذه المنطقة، سجلت لحظات موتهم، والدراما الخاصة بهم.. وآمل من اليوم، أن يتغير هذا، فالمئات، بل الآلاف من المهاجرين توافدون إلى بودروم، لأن جزيرة كوس اليونانية على بعد 4 أميال فقط، ويحاولون عبور الحدود إلى اليونان ثم بلدان أوروبية أخرى».