مشاركون في دورته الـ 32 يؤكدون:
المعرض السنوي للتصوير الفوتوغرافي.. التقاء الموهبة بالخبرة
هلا عراقي (الشارقة)-
نخبة من الموهوبين جمعهم فضاء الصورة، فاتخذوا من العدسة مسرحاً لأفكارهم التي عبروا عنها بلغة تشكيلية عميقة المضمون، وجميلة المشهد، ناسجين من خيوط الضوء الرداء الثاني والثلاثين لمعرض التصوير الفوتوغرافي، الذي جاء هذا العام غنياً بتنوع مجالاته المستقاة من الواقع والطبيعة والمواقف الإنسانية، متفرداً بلقطات تحمل من الصدق والإحساس بقدر ما تحمل من الجمال، ما يعكس الرسالة الفنية السنوية، التي تهدف إليها جمعية الإمارات للفنون التشكيلية من خلال تنظيمها هذا المعرض سنوياً، والذي اختتم فعالياته مؤخراً بعد أن شهد مشاركة 35 فناناً ضوئياً من الإماراتيين والمقيمين في الدولة.
وتباينت الأعمال المشاركة في مضامينها ومحتوياتها، التي طالت معظم جوانب الحياة، فاشتملت الصور على مواضيع مختلفة، منها البيئة والتراث ومحاور الظل والنور والألوان والرياضة وغيرها من المواضيع التي تعكس اهتمام وموهبة كل مشارك. وشهد المعرض تقديم نحو 98 عملاً فنياً لصور مطبوعة بخامات ومقاسات متنوعة.
وقد تم الإعلان عن الفائزين بمسابقة المعرض للمراكز الثلاثة الأولى، وكان المركز الأول من نصيب المصورة موزة الفلاسي، ونال المركز الثاني المصور ماجد الزرعوني واستأثر بالمركز الثالث المصور مصطفى يوسف. بالإضافة إلى سبع جوائز تشجيعية متساوية لحث المشاركين وغيرهم من المحترفين والهواة على بذل المزيد من التفاعل من خلال المشاركة بالمعرض السنوي الذي تنظمه الجمعية كل عام.
حول أهمية المشاركة في المعارض، تقول صاحبة المركز الأول الفلاسي إنها محطة مهمة يلتقي من خلالها الموهبون بالمحترفين لتبادل الأفكار والآراء والخبرات فيما يتعلق بفن التصوير الضوئي، كما أنه فرصة لعرض أعمال المصورين على الجمهور. وأضافت: إن “التصوير أسلوب رائع للتعبير عن النفس وشرح الأفكار بطريقة إبداعية فبالعدسة نوثق مواقف الحياة ونخلدها للذكرى، كما أنني بالكاميرا أشرح للآخرين الطريقة التي أنظر بها للعالم من حولي”، موضحة أن فن التصوير الضوئي استطاع أن يحظى باهتمام شريحة واسعة من المجتمع نظراً”.
وتحدث الفائز بالمركز الثاني ماجد الزرعوني عن البيئة الخصبة لتبادل الثقافات التي توفرها جمعية الإمارات للفنون التشكيلية ممثلة بالكم الوافر من المعلومات الفنية التي تحيطهم عن طريق الدورات والمعارض. ويضيف: “أحرص سنوياً على المشاركة في المعرض وتبادل الخبرة، وشاركت في المعرض بطرح موضوع رياضي حركي بلقطة لرياضة مائية تحتاج إلى مهارة في التقاطها، والجميل أن جميع الموهوبين يشاركون في طرح موضوع وليس من أجل المنافسة؛ فالمهم هو المشاركة في هذه التظاهرة الفنية السنوية والاستفادة من الخبرات”. ويؤكد الزرعوني ضرورة دعم الموهبة بالدراسة الأكاديمية، وألا يقف المصور عند نقطة معينة، بل يطور نفسه من خلال الدورات والمطالعة كون عالم التصوير الفوتوغرافي ساشع، موضحاً “لتنجح وتتميز لا بد من أن تتعمق فيه وتسرح بخيالك للبعيد”.
وعن دور مواقع التواصل الاجتماعي في اكتشاف موهبته في التصوير، يقول مصطفى يوسف، الفائز بالمركز الثالث، “أميل إلى تصوير المباني خاصة في إمارة الشارقة كونها تحمل طرازا عمرانيا إسلاميا فريدا تعشقه العين قبل الكاميرا، وتلفت انتباهي تلك الزخارف الراقية وتصاميم المباني العريقة”، مضيفاً: “تنظيم مثل هذه المعارض بشكل دوري له أكبر الأثر في اكتشاف المواهب ووضعها على الطريق الصحيح للنهوض بها من خلال الالتقاء مع المختصين والخبراء بهذا المجال”.
ولفت المشارك أحمد عمر بالحمر إلى أنه حريص على المشاركة سنوياً في المعرض، مؤكداً: “لا أفوت المعرض لأنه فرصة للالتقاء بالمصورين واكتساب أفكار جديدة، وهو يوفر إمكانية التعرف على ردود الأفعال حول الأعمال”. وهو يرى في عالم التصوير الضوئي مساحة للترويح عن النفس من ضغوطات الحياة بما هو جميل ومفيد، موضحاً أنه شارك في أربعة أعمال عن النخيل هذه الشجرة المباركة التي حباها الله بخصوصية فريدة من الشموخ والجمال. ويأمل أن تحتضن عدسته صورة المسجد الأقصى، وأن يصبح من مصوري مجلة “ناشيونال جيوجرافيك”.
شاركت سهام محمد بصور تناولت فيها الحياة الصامتة، وقد اختارت هذا المجال كونه يتيح لها حرية أكبر في التحكم في الخلفيات. وترى في التصوير الضوئي عالماً يطرح الأفكار بجمال، مؤكدة الدور الرائد الذي تقوم به جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في دعم المواهب والنهوض بها.