عمان – الدستور – خالد سامح
بدعوة من الجمعية الأردنية للتصوير قدم الفنان الفوتوغرافي والباحث رمزي ناري محاضرة، في مقر الجمعية، قبل أيام، تناول فيها «أخلاقيات التصوير الفوتوغرافي في الشارع»، بحضور نخبة من المصورين والمختصين في فن التصوير الضوئي.
وأكد الفنان رمزي ناري في محاضرته أن «تصوير الشارع» هو أحد أنشطة التصوير الضوئي. ولا يوجد تعريف محدد لهذا النوع من النشاط، كما قال، وتابع «لكن يمكننا أن نعرفه بأنه التصوير الذي يهتم بما يدور في الشارع العام من أحداث ونشاطات يومية، وبأي مكان في شوارع ومدن العالم. والشخص الذي يقوم برصد وتصوير وتوثيق ما يدور في الشارع العام من حركة وحياة، نطلق عليه اسم مصور الشارع. وهو المتخصص في هذا النشاط بالذات.»
وأشار الى أن تصوير الشارع في العالم العربي لم يأخذ حقه من الانتشار كما في العالم الغربي، رغم وجود عدد لابأس به من مصوري الشارع العرب، مما يستدعي الاهتمام بهذا النوع من التصوير الذي يأتي في مراحل متأخرة وراء أنشطة التصوير الأخرى، كالبورتريه أو تصوير المناظر الطبيعية، وغيرها كما قال.
وبين الفنان رمزي ناري ميزات هذا النوع من التصوير، ومما قال «يوصف تصوير الشارع بأنه من أسهل وأصعب أنواع التصوير في آن واحد. الأسهل لأنه يمكن مزاولته بمعدات تصوير بسيطة وبعدسات عادية، ومن دون الإخلال بأسس وقواعد التصوير الضوئي ، ويوصف بالأصعب، ليس بسبب حاجته لمعدات وتقنيات متقدمة، بل لأن مزاولته تتم في بيئات ومجتمعات متباينة، تختلف عاداتها وتقاليدها وردود أفعال أفرادها من بلد لآخر. بل يمكن أن يوجد مثل هذا الاختلاف داخل البلد الواحد ويتباين من مدينة لأخرى، مما يتطلب مراعاة بعض الممارسات وإدراك بعض الأسس الأخلاقية أثناء التصوير.»
وطرح ناري نماذج من الحلات التي يتعامل معها المصور في الشارع، كتصوير المشاة ووسائل النقل حيث أن كل من المشاة ووسائل النقل يعطي حيوية وديناميكية للصورة الفوتوغرافية بسبب عامل الحركة المستمرة. فحركة المشاة وألوان ملابسهم وأزيائهم وتنقلهم من مكان إلى آخر تضيف حياة للصورة. وكذلك وسائط النقل بأحجامها وألوانها المختلفة، تعطي تأثيرات وجمالية للصورة. وفي أوقات المطر يمكن التعامل مع انعكاس حركة المشاة وأضواء الشارع ووسائل النقل على الأرض بإضافة أبعاد جمالية أخرى للصورة، والنموذج الثاني هو صور الأطفال حيث يعتبر الأطفال من المواضيع المحببة في تصوير الشارع بسبب حركتهم الطبيعية وعفويتهم وعدم تعاملهم المباشر مع الكاميرا، ما يمنح صورهم في الشارع جمالاً وحيوية، وتصوير المسيرات والمظاهرات، ففيها العديد من النماذج البشرية في مختلف حالاتها، من الحركة ومشاعر الفرح أو الغضب التي تظهر على الوجوه.
واستعرض المحاضر أبرز أخلاقيات التصوير في الشارع، ومنها: معاملة الآخرين باحترام، أخذ الأذن منهم قبل تصويرهم، عدم تصويرالفقراء والمشردين كونهم الجنس الأضعف بسبب ظروفهم الاجتماعية الصعبة وحاجتهم المادية، ابتعاد مصور الشارع عن تصوير الأحداث التي تشجع التحيز لمن يروجون أفكاراً أو آراء معينة تخدم مصلحة طرف ضد طرف آخر في المجتمع، تقديم صورة الشارع بحيادية ومصداقية، وعدم التلاعب بالصورة من إضافة أو شطب أو تعديل لتغيير الموضوع الرئيسي لها، وعدم المتاجرة بصور المصابين في حوادث الشوارع أو الأموات وغيرها.
– See more at: http://addustour.com/17696/%D8%B1%D9%85%D8%B2%D9%8A+%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A+%D9%8A%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84+%C2%AB%D8%A3%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AA+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%8A%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%88%D8%AA%D9%88%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9%C2%BB.html#sthash.4e1712rp.dpuf