“فيزا بور ليماج”… الواقع كما هو بكلّ فظاعاته
يلتزم مهرجان “فيزا بور ليماج” (تأشيرة للصورة) للتصوير الصحافي في دورته السابعة والعشرين التي تُعقد في بربينيان جنوب فرنسا، بمبادئه الرئيسية، مقدّماً كالعادة صوراً من العالم أجمع لمصوّرين مبتدئين موهوبين لم تُعرض أعمالهم سابقاً.
الشارقة 24 – بربينيان، جنوب فرنسا:
إنطلقت فعاليات النسخة الحالية من المهرجان في 29 أغسطس / آب الماضي، وستستمر حتى 13 من الشهر الجاري. ومن المتوقع أن يبلغ عدد الزوار أكثر من 150 ألف شخص.
ويهدف المهرجان بالدرجة الأولى الى تأكيد أهمية التصوير الصحافي وقيمته. والأسبوع الأول من الدورة مخصص للزوار المحترفين، ليمنح بذلك آلاف الصحافيين فرصة اللقاء مع زملاء لهم، والحديث عن مهنتهم، والتعاون ومع وكالات الصور، والتعرف الى آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في عالم التصوير.
ويقدّم المهرجان للزوار مئات الصور مع تعليقات من أصحابها، ويكافئ المصوّرين بجوائز عدة أبرزها جائزة “فيزا” الذهبية. كما يتضمن ندوات واجتماعات تشارك فيها أبرز وكالات التصوير وأهم الشركات في مجال التكنولوجيا والتصوير الفوتوغرافي.
ويتميّز البرنامج بعروضه المسائية التي تتناول أبرز الأحداث السياسية والاجتماعية خلال العام المنصرم (سبتمبر2014 – أغسطس 2015) من خلال تقارير تلقي الضوء أحياناً على جوانب لم تلق تغطية إعلامية كافية. ومن المواضيع المهمة المطروحة في الدورة الحالية: الإيبولا في أفريقيا، عنف الشرطة في الولايات المتحدة، التغير المناخي، زلزال النيبال والهجرة الى أوروبا.
ومن المصورين البارزين المشاركين في الدورة الحالية، الصومالي محمد عبد الوهاب، البالغ من العمر 23 عاماً، الذي يصوّر الحياة اليومية في مقديشو، والفرنسي إدوار الياس الذي احتُجز رهينة في سوريا، وركّزت أعماله هذه السنة على الجنود الفرنسيين في أفريقيا الوسطى.
وبالإضافة إلى هذه المواهب الشابة، كرّس المهرجان قسماً تحت عنوان “الواقع في وجهكم” للمصور الفرنسي – الإيراني المخضرم منوشهر دغاتي الذي جال العالم بكاميراته إلى أن اعتزل التصوير.
وخصّص المهرجان جزءاً من صوره لمجلة “شارلي إيبدو” التي تعرّضت لهجوم دام في يناير / كانون الثاني الماضي، وفقرة عن الأمهات المراهقات في فرنسا أعدتها فيفيان دال. كما يتضمن قسماً مخصصاً “للسياحة النووية” في تشيرنوبيل يعرض صوراً التقطها المصور الألماني غيرد لودفيغ.
في المقابل، قرّرت إدارة المهرجان عدم عرض صور عن الأراضي التي احتلها تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، باعتبار أن “الغرض منها دعائي”، وأن أصحابها غير معروفين.
ويقول مدير “فيزا بور ليماج” جان-فرانسوا لوروا إن المهرجان “يعكس وضع العالم كما هو اليوم بكل فظاعاته”. ويرى أن وسائل الإعلام لا تقدّم الواقع على حاله، بل أن “الصحف تقدّم محتويات لا أهمية لها”، لافتاً إلى الوضع في الصومال حيث تُنفّذ هجمات يومية لا يرد ذكرها في وسائل الإعلام.