كون المشهد نادرا وقليل المشاهدة للناس خصوصاً وأن الفريسة هي جاموس النو حيث أن الجاموس ليس على قائمة الأهداف للفهد الصياد فلعل الغزلان والحيوانات الأقل احجماً هي المحببة للفهد وأيضاً أسهل في عملية الصيد والأفتراس . قبل هذة اللقطة كنت أراقب الأخوين الذكرين وهم في قيلولة تحت ظل شجرة قبل أن يلفت إنتباههم مرور قطيع من الجواميس بمسافة أقل من كيلو متر حينها أتضحت نية الصيد وكنت بين عشرات المصورين المتنافسين على الخروج بأفضل صورة لذلك فأن السرعة في متابعة الهدف وإتخاذ الموقع المناسب كانا من العوامل الكبيرة التي ترجح مصور ما على آخر للخروج بالأفضل .
وهنا أود الإشارة لموضوع مهم غاب عن بعض متلقي صور الحياة البرية فللأسف نرى أن أحدهم يحكم نجاح صور الحياة البرية بمعايير خاطئة حيث يولي للإضاءة والتكوين وقواعده والأمور التقنية البحتة أولوية قصوى وكأن المشهد كان في يد المصور وتم تصويره في غرفة أستوديو متحكماً بعناصره . والجدير بالذكر أن نجاح صور الحياة البرية ينظر له من منظور أهم من ماذكر فلعل ندرة المشهد أو ندرة مشاهدة الحيوان بسلوك معين هو من اهم المعايير التي ينظر لها أيضاً الأكشن وتوثيق الحدث معيار مهم . وحريٌ بالأخوة النقاد لصور هذا المحور ألا يتناسوا الجهد الكبير والوقت والصبر لمصور الحياة البرية الذي أستنزفه قبل أن يتمكن بالخروج بصورة موفقة . فمن الضروري الوعي بأن مجرد تواجدك في محمية لا يعني أنك قادر على الخروج بأفضل صورة وكما تشتهي نفسك . ولا تعتقد بأنك في سوبر ماركت تتبضع فيه وتخرج بما تريد وليكن هناك أحترام للمصور ولمجهوده . ( المعرفة بسلوك الحيوان ، أتخاذ الزاوية الصحيحة للحصول على تكوين صحيح وإضاءة مناسبة ، السرعة في اتخاذ القرار والمتابعة، الساعات الطويلة من الإنتظار والمراقبة، أختيار العدة المناسبة والإعدادات المناسبة ) كل هذة العوامل يجب أن تتوفر في مصور الحياة البرية ويجب أن تكون في عين الأعتبار للمتلقي , فيجب أن لا تسفه الأعمال حيث يظن البعض أن الذهاب لحديقة حيوان في أي بلدة كفيل بخروج أي مصور بصور مماثلة بأقل جهد .