الموناليزا
مغامرات الموناليزا.. تتحدى الزمن
سارة سرحان – البوابة نيوز ثقافة
لم ينل عمل فني من الشهرة ما حصلت عليه الموناليزا، أو الجيوكاندا، ليس فقط للإبداع فيها، ولا لأسرارها الفنية التي لم يتم كشفها حتى الآن خلف نظرتها الثابتة وابتسامتها المحايدة، ولكن بسبب مغامراتها العديدة، والأسرار التي تكشف عنها كل فترة.
فقد بدأ دافنشي رسم الموناليزا عام 1503، وظل يلتقي بصاحبة الوجه الملائكي أربع سنوات كاملة، ثم اختفت هي وزوجها وتكاثرت الأقاويل حولهما، فقرر دافينشي ترك كل ذلك وراءه وتلبية دعوة ملك فرنسا فرانسوا الأول، وأكمل عمله في اللوحة لمدة ثلاث سنوات أخرى؛ أي إنه انتهى منها 1510 وبعد تيقنه من ضياع جهده فيها بعد اختفاء أصحابها، قرر دافينشي عقد مزاد لبيع اللوحة التي وقع في غرامها، فاشتراها الملك فرانسوا بمبلغ 4000 إيكوس، ووضعها في قصر شاتو فونتس بلو.
وحين تولى لويس الرابع الحكم قرر نقلها إلى قصر فرساي، وبقيت هناك حتى قيام الثورة الفرنسية؛ إذ نقلها الثوار إلى متحف اللوفر، ولما عاد نابليون إلى الحكم وضعها بغرفة نومه، ثم أعيدت إلى اللوفر مرة أخرى.
وحتى ذلك الحين، لم تكن الموناليزا اكتسبت شهرتها الواسعة، فقد كانت مجرد عمل تاريخي لليوناردو دافينشي مملوك للحكومة الفرنسية، وفي أغسطس 1911 سُرِقت اللوحة، ولم يكتشف أحد السرقة أو ينتبه لغيابها، فقد اعتقد مدير المتحف أن أحد المصورين أو النُسّاخ نقلها لنسخها وسيعيدها لاحقًا!.
ولكن رسامًا يدعى لويس بروت، ذهب لمكان عرضها فوجد علاقات الحديد فارغة، فتحدث مع رئيس المتحف، ليكتشفوا أن اللوحة لم يعد لها وجود، فأقفل اللوفر أبوابه أسبوعًا للبحث عن السارق، واتهموا شاعرًا يُدعى أبولنير بسرقتها؛ لأنه كان ينادي بحرق متحف اللوفر كي يتنفس الفن الجديد، والذي أرشد عن صديق له ينادي بنفس الفكرة، يدعى بابلو بيكاسو، ويسجن الصديقان لفترة، ثم يفرج عنهما لعدم وجود أدلة!.
لتظهر اللوحة بعد عامين في إيطاليا، بعد أن عرضها موظف سابق في اللوفر يدعى فسترو بروجي، وهو إيطالي الأصل، ويعمل في ترميم وصيانة اللوحات، والذي اعترف بأنه اختبأ داخل خزانة أدوات التنظيف، وبعد إقفال المتحف أخذ اللوحة وأخفاها في معطفه وخرج بها، لأنه يعتقد أن اللوحة يجب أن تعود لموطنها، وكان له صديق ينسخ اللوحة واعتقد أنه لو اختفت الجيوكاندا الأصلية فستزيد أسعار نسخه، وبعد عامين أخرجها الإيطالي ليبيعها بفلورنسا لجاليري أوفيزي، وتم الاحتفاء به كبطل قومي في بلاده، ولكنه سُجن عدة أشهر لذر الرماد في العيون.
بدأت بعدها السلطات الفرنسية التحقيق في هوية اللوحة، حتى تأكد الخبراء أنها الأصلية، فطالبت الحكومة الفرنسية رد اللوحة، ورفضت إيطاليا باعتبارها عملاً إيطاليًّا، وكادت تتسبب في مقاطعة بين البلدين، حتى أعيدت لمتحف اللوفر مرة أخرى هي وسارقها لمحاكمته على جريمته.
هنا بدأت شهرة اللوحة الحقيقية، وبدأ المحللون يكتشفون قيمتها الفنية، حتى تم نقلها لمكان أمين أثناء الحرب العالمية الأولى لجهة غير معلومة لحفظها، ثم خلال الحرب العالمية الثانية تم نقلها مرة أخرى لمكان يدعى شاتو، ثم إلى المتحف أنجرس ببمنتوبان.
لم تتوقف مغامرات الموناليزا عند التنقل الدائم، بل صارت ورقة ضغط على إدارة المتحف والحكومة الفرنسية، ففي عام 1965 تعرض الجزء السفلي منها للتلف عندما ألقى عليها مخرب حمضًا، وفي نهاية العام نفسه أتلفها شخص بوليفي يدعى يوجو إنجازا فليجس، عندما قذفها بصخرة، ما أدى إلى فقدان جزء كامل من جهة الكوع الأيسر، ثم أُعيد ترميمه، وقررت السلطات أخيرًا وضعها خلف زجاج مضاد للرصاص، ولكن هذه لم تكن النهاية، ففي عام 1974 قامت سيدة مُقعدة منزعجة من سياسة المتحف تجاه المُقعدين برش الموناليزا بإسبراي أحمر في متحف طوكيو الوطني، حيث كانت معارة للعرض هناك، وفي 2009 قذفتها سيدة روسية بكوب اشترته من داخل المتحف؛ وذلك لحرمانها من الجنسية الفرنسية، ولكن اللوحة لم تصب بأذى.
والآن، ما زالت اللوحة بخير، بعد مرور 500 عام أو أكثر على رسمها، وتعد الموناليزا أغلى لوحة في العالم، إذ بلغ تقدير ثمنها بمليار دولار.
وحين تولى لويس الرابع الحكم قرر نقلها إلى قصر فرساي، وبقيت هناك حتى قيام الثورة الفرنسية؛ إذ نقلها الثوار إلى متحف اللوفر، ولما عاد نابليون إلى الحكم وضعها بغرفة نومه، ثم أعيدت إلى اللوفر مرة أخرى.
وحتى ذلك الحين، لم تكن الموناليزا اكتسبت شهرتها الواسعة، فقد كانت مجرد عمل تاريخي لليوناردو دافينشي مملوك للحكومة الفرنسية، وفي أغسطس 1911 سُرِقت اللوحة، ولم يكتشف أحد السرقة أو ينتبه لغيابها، فقد اعتقد مدير المتحف أن أحد المصورين أو النُسّاخ نقلها لنسخها وسيعيدها لاحقًا!.
ولكن رسامًا يدعى لويس بروت، ذهب لمكان عرضها فوجد علاقات الحديد فارغة، فتحدث مع رئيس المتحف، ليكتشفوا أن اللوحة لم يعد لها وجود، فأقفل اللوفر أبوابه أسبوعًا للبحث عن السارق، واتهموا شاعرًا يُدعى أبولنير بسرقتها؛ لأنه كان ينادي بحرق متحف اللوفر كي يتنفس الفن الجديد، والذي أرشد عن صديق له ينادي بنفس الفكرة، يدعى بابلو بيكاسو، ويسجن الصديقان لفترة، ثم يفرج عنهما لعدم وجود أدلة!.
لتظهر اللوحة بعد عامين في إيطاليا، بعد أن عرضها موظف سابق في اللوفر يدعى فسترو بروجي، وهو إيطالي الأصل، ويعمل في ترميم وصيانة اللوحات، والذي اعترف بأنه اختبأ داخل خزانة أدوات التنظيف، وبعد إقفال المتحف أخذ اللوحة وأخفاها في معطفه وخرج بها، لأنه يعتقد أن اللوحة يجب أن تعود لموطنها، وكان له صديق ينسخ اللوحة واعتقد أنه لو اختفت الجيوكاندا الأصلية فستزيد أسعار نسخه، وبعد عامين أخرجها الإيطالي ليبيعها بفلورنسا لجاليري أوفيزي، وتم الاحتفاء به كبطل قومي في بلاده، ولكنه سُجن عدة أشهر لذر الرماد في العيون.
بدأت بعدها السلطات الفرنسية التحقيق في هوية اللوحة، حتى تأكد الخبراء أنها الأصلية، فطالبت الحكومة الفرنسية رد اللوحة، ورفضت إيطاليا باعتبارها عملاً إيطاليًّا، وكادت تتسبب في مقاطعة بين البلدين، حتى أعيدت لمتحف اللوفر مرة أخرى هي وسارقها لمحاكمته على جريمته.
هنا بدأت شهرة اللوحة الحقيقية، وبدأ المحللون يكتشفون قيمتها الفنية، حتى تم نقلها لمكان أمين أثناء الحرب العالمية الأولى لجهة غير معلومة لحفظها، ثم خلال الحرب العالمية الثانية تم نقلها مرة أخرى لمكان يدعى شاتو، ثم إلى المتحف أنجرس ببمنتوبان.
لم تتوقف مغامرات الموناليزا عند التنقل الدائم، بل صارت ورقة ضغط على إدارة المتحف والحكومة الفرنسية، ففي عام 1965 تعرض الجزء السفلي منها للتلف عندما ألقى عليها مخرب حمضًا، وفي نهاية العام نفسه أتلفها شخص بوليفي يدعى يوجو إنجازا فليجس، عندما قذفها بصخرة، ما أدى إلى فقدان جزء كامل من جهة الكوع الأيسر، ثم أُعيد ترميمه، وقررت السلطات أخيرًا وضعها خلف زجاج مضاد للرصاص، ولكن هذه لم تكن النهاية، ففي عام 1974 قامت سيدة مُقعدة منزعجة من سياسة المتحف تجاه المُقعدين برش الموناليزا بإسبراي أحمر في متحف طوكيو الوطني، حيث كانت معارة للعرض هناك، وفي 2009 قذفتها سيدة روسية بكوب اشترته من داخل المتحف؛ وذلك لحرمانها من الجنسية الفرنسية، ولكن اللوحة لم تصب بأذى.
والآن، ما زالت اللوحة بخير، بعد مرور 500 عام أو أكثر على رسمها، وتعد الموناليزا أغلى لوحة في العالم، إذ بلغ تقدير ثمنها بمليار دولار.