للنقاش الحر والمفيد
قال صديقي السوسيولوجي والناقد السينمائي نقلا عن السوسيولوجي الفرنسي Pierre Bourdieu قال :
“”أظهرت دراسة بيير بورديو أن استخدامات التصوير نمطية ومحددة بشكل واسع بالانتماء الاجتماعي؛ ذلك أن الطبقات الشعبية تمارس التصوير كوظيفة طقسية، إذ يسمح بتثبيت اللحظات حين تحتفل الجماعة بوحدتها (زواج، ولادة طفل، عيد الميلاد ..) ولذلك تأتي الصورة هكذا دون تحديد معايير فنية، فالأفراد يظهرون غالبا في وضعية جامدة،، ومع ذلك نرى اهتماما بتوثيق اللحظات الهاربة واحترام تام للتراتبية المطلوبة بشكل يبدو المشهد خاضعا لنظام تراتبي محكم ، الأب هو الأب دائما و يحيط به الأبناء …””
قلت لصديقي السوسيولوجي متسائلا : “”ماذا عن بقية الشرائح الاجتماعية والتصوير صديقي؟ هل الفن حكر على شريحة دةن أخرى؟ ما دهل النظام الاجتماعي في ممارسة التصوير؟
لعل التطورات التي حصلت وتحصل الآن لا تؤثر إلا سلبا في فن التصوير بمعناه الرفيع انطلاقا من أن الفن أولا كان ذا نشأة وانتشار نخبوي، وربما وإلى حد ما “بورجوازيا” أو “متبرجزا” ، وذلك مهما كانت الادعاءات الأبوية أو الطبقياًّ “انتحارية” على حد التعبير الماركسي ….. فلا قيادة من وإلى الجماهير غير الالتحاق الطوعي بها من فوق بالأصل، أو بالتفويض خاصة والتربية اليوم طبقية أصلا لتكاليفها في ظل عولمة رأسمالية تلتهم اليوتوبيات بقدر ما تخلقها من مساحات الصورة الفوتوغرافية، خاصة “المحروقة” بنارها أي العولمة المُسلِّعةُ لكل شيء، لذلك ينتشر وهمُ دَمَقْرطة فن التصوير الضوئي، بين الشباب خاصة، والمالكين منهم لامكانت اقتناء الغالي من الآلات، انطلاقا من تسليع قواعد بسيطة كانت أو معقدة لتشغيل آلات هي في الأصل اليوم مبرمجة بشكل روبوتيكي يمنح – بسبب انجازه لصور مضبوطة الجرعات لكن دون روح – يمنح المصور المستسهل والجاهل بقواعد الفن والقيم الجمالية في كونيتها، ضبابية الخلط بين الإبداعي الرفيع الدقيق المواصفات انطلاقا من تحميل رمزي عميق وأصيل وخفي على العين غير المدربة، وبين بلاستيكي “مثير” لكنه غير مدهش، بالمعنى الجمالي الفلسفي والفكري الرفيع، تنجزه الآلة في العمق مقرونا بوهم إنجاز “سائقِ الأوتوماتيك” الذي لا مجال لرفع غشاوته عن العين دون ممارسة لليدوي للتحكم بالاحساس والعين والقياس بميزان الذهب للضوء وللتباين ولعمق المجال ولتحبيب الصورة وغيرها من الإعدادات، وذلك في ممكنات تركيبها تحت اختيارات دلالات وصيغ جمالية تجريبية دائما لا يحملها إلا الناضج من المصورين ناضج بالبحث والمثابرة فكرا وتقنية وفضولا في خلق الله وطبيعته، وهي ممكنات تضع المصور المفكر فيها والشغوف بالبحث في صيغها ….. تضعه على سكة التمكن مما يفعله ليُحوِّله من الصدفة والتجريب الساذج المُسْتسهل إلى المُفكَّرِ فيه المَمْلُوك للوعي رغم استحالة اطلاقية هذا الأمر …… تحية لك السويولوجي فريد, وما راي الأصدقاء في اتحادنا العتيد؟