الإنترنت كوسيلة اتصال جديدة
هذا الكتاب يتناول موضوعًا مهمًا وجديدًا، وهو الإنترنت كوسيلة اتصال جديدة وحديثة، وهو يلبي حاجة ماسة في المكتبة الإعلامية العربية، التي تفتقد لمثل هذه النوعية من الكتب، التي تتطرق لقضايا غير مألوفة في التراث الإعلامي الأكاديمي العربي، وتحتاج لمن يتصدى لها إلى خبرات في مجال متعددة، وخاصة فيما يتعلق بالاتصال والإعلام والصحافة والإنترنت ، كما تتطلب منهم المقدرة علي متابعة الجديد في الوسائل الاتصالية والتكنولوجية الحديثة، وكذا إتقان التعامل الفني مع هذه الوسائل الجديدة، وممارستها وتطبيقها بأنفسهم بما يساعدهم علي استكشاف أبعادها، فضلا عن المتابعة الدقيقة للإصدارات الغربية التي تتناول هذا المجال.
وقد أتيح ليَ بفضل الله سبحانه، إن اختبر مثل هذه الموضوع، وتطوره؛ تاريخيًا وتقنيًا وتعليميًا، وخبرت مجالاته؛ بحثًا وممارسة، مما يساعدني – بفضل الله سبحانه- علي إضافة بعض الجديد في هذا المجال.
ويؤسس الكتاب لفرع جديد في التخصصات الإعلامية، حيث أري أن ثمة حاجة لأن يضاف هذا التخصص “الإنترنت والملتيمديا” إلى حقول التخصص في كليات ومعاهد الإعلام والاتصال في العالم العربي، باعتبار أن الصلة وثيقة بينهم، كما أن ثمة حاجة ماسة لاستفادة الدارسين والباحثين من هذه المجالات معًا، فضلا عن أن حاجة المجتمع والسوق الإعلامي العربي، أصبحت تتطلب ضرورة إتقان مهارات تكنولوجية وتقنية جديدة، وفي مقدمتها التعامل مع الإنترنت، من قبل دراسي الإعلام والصحافة.
ويتناول هذا الكتاب من خلال ثلاثة أبواب :
الإنترنت كوسيلة اتصال جديدة، من جوانبها الاتصالية والإعلامية والصحفية والتعليمية والقانونية. وهو يتعرض لموضوعات جديدة في هذا الصدد.
ويتناول الباب الأول، الذي يحمل عنوان (الاتصال والإنترنت) ثلاثة فصول عن الاتصال والإنترنت، وعن الإنترنت والأبعاد الجديدة لمفهوم الحق في الاتصال، ومفهوم حراسة البوابة في البيئة الإلكترونية.
ويناقش الباب الثاني قضية العلاقة بين الصحافة والإنترنت، من خلال عدة فصول تتناول، الإنترنت كوسيلة اتصال جماهيري، والصحفيون والإنترنت، و الاتجاهات الحديثة في دراسات الإنترنت
ويتعرض الباب الثالث (الإنترنت والقانون) للبيئة القانونية للإنترنت، وحقوق الملكية الفكرية علي الإنترنت، وأخلاقيات الإعلام في البيئة الإليكترونية.
وبعد، فأنني اعتقد أن هذا الكتاب يعد بداية جادة لطريق طويل وعالم جديد، من العمل الإعلامي والصحفي، ومازال الأمر يحتاج إلى كتب أخري، وخاصة تلك التي تركز علي الجوانب التعليمية، فتحًا لباب جديد للأجيال العربية القادمة، والمهتمة بالإعلام والصحافة والإنترنت.
وأرجو أن أكون قد وفقت في جمع بعض الموضوعات الجديدة، ضمن إطار واحد، هو الإنترنت كوسيلة اتصال جديدة، علي آمل أن استمر في هذا الطريق ، حتى يقتنع الكثيرون بأهميته وجدته وفائدته.
في هذه الطبعة الجديدة من الكتاب، قمت بإضافة بعض التيارات الحديثة في دراسات الإنترنت مثل الصحافة الإليكترونية والصحافة البديلة وحراسة البوابة
د. السيد بخيت
الشارقة 2010