خلاصة التيارات والاساليب في فنون ما بعد الحداثة
عاشراً:
فن الجسد (Body Art)
****************
يرجع نشأت فن الجسد الى عصور تاريخية سحيقة ارتبطت بزخرفة الجسد في المجتمعات البدائية بما يعرف حاليا بالوشم، وقد وجد الكثير منها على أجساد بعض المومياوات في مصر والصين والمكسيك، كما مارسه الافارقة والاستراليون باستخدام رموز متعددة ومختلفة، تارة للتعبير عن الذات وأخرى للتجميل والجاذبية.
يعتمد الجسد مادة أساسية لتكوين العمل الفني، مكرساً بذلك حالة التحول بالفن بأبعاده عن صيغه التقليدية، إذ يتخلى من خلاله الفنان، عن الكثير من المقاييس الجمالية ، فالعمل الفني يتمثل بحركات تشبه بعض الممارسات الطقسية البدائية أو الحفلات الدينية، ليقتصر جل اهتمام الفنان على الحياة نفسها، التي تحولت إلى عمل فني.
لا شك ان هذا الفن يستلهم من جمال الجسد الإنساني ونسبه الجمالية والذي كتب عنه الكثير، أكثر مما يضيف له لاجل الوصول الى تفكيك مشروعية الخطاب الفني في الرسم، من خلال ابتكار معالجات، وتقنيات، وأساليب، تعتمد على خامة جديدة، كسطح لطرح الرؤى الفنية والجمالية، ألا وهو الجسد الإنساني، كفضاء نحتي حي، وبهذا فقد مهّد فن الجسد للاقتراب من فن الحدث (العمل الفني الحدث) تارة ، والفن المفاهيمي تارة أخرى ، والابتعاد عن المقاييس الجمالية، والأخلاقية، والمعرفية. فالعمل الفني القائم على ممارسات طقسية بدائية، حوّل العمل الفني إلى وجهة نظر جديدة للحياة، لتصبح المعادلة متساوية، أي أنّ الفن هو الحياة.
اياد
