في عام 1997. ما بين عام 1997 و عام 2003 تعلمت الكثير على يد استاذي و معلمي الصحفي فايز نور الدين و الذي يقيم و يدير الان مكتب وكالة الانباء الفرنسية AFP في المملكة العربية السعودية, فهو بالنسبة لي أخ معلم و صديق. و في عام 2003 انفصلت وكالة الاتحاد الاوروبي EPA من الشراكة عن وكالة الانباء الفرنسية AFP بعد شراكة بالعمل امتدت لعشرات السنين و قد اختارتني وكالة الاتحاد الاوروبي EPA للعمل معهم و انتقلت في شهر ابريل 2013 للعمل كمصور يدير عملهم في قطاع غزة و كان عمري 23 عاما و قد كانت التجربة الاكبر لي في تطوير نفسي و عملي و المساعدة في رفع من اسم وكالة الاتحاد الاوروبي EPA في الشرق الاوسط بين الوكالات المنافسة و الحمد لله انا الان في مرحلة لا بأس بها و كوني فلسطيني فهذا يعني ان هناك معوقات كبيرة و كثيرة لتاخيري في تطوير نفسي اكثر و اكثر و ما زلت اعمل اكثر و اكثر لان مهنة التصوير لا تتاخر ولا تعرف معنى التاخير و انما تتقدم و ان تاخرت انا فسوف تسبقني.
من الاسباب الكبرى التي اثرت في تجربتي كمصور أنني مصور فلسطيني اعيش و اعمل على ارض وطني و أسمى اهداف مهنتي هي نقل معاناة شعبي و قضيتهم الى العالم الخارجي و نقل كل ما هو جميل يتحدث عن وطني و شعبي. في الوقت ما بين عام 1997 و عام 2003 كان ياتي للعمل في قطاع غزة كثيرا من المصورين المخضرمين أمثال المصور الفرنسي المعروف اندري دوراند و كريستوف سيمون من اسبانيا و ليلى جورتشيف من اميريكا و توماس كوويكس من فرنسا و جويل ساجيت من فرنسا ايضا و غيرهم، لقد تعلمت الكثير الكثير على ايديهم من خلال عملهم لوكالة الانباء الفرنسية في قطاع غزة و لم يتوقفوا عن تحفيزي و تشجيعي لانهم كانوا دائما يرون في المصور الناجح.
اعشق كل محاور التصوير و لا اجد اي فرق بين الواحد و الاخر فاتقاني لاي محور لا يدل على تفضيل نوعه عندي و لكن اعود و اقول لم يتسن لي تغطية جميع المحاور..بالنسبة لي اذا تكاملت العناصر الفنية في الصورة مهما كان نوع محورها فسوف تصنع الفكرة و القصة بنفسها و العناصر الفنية في الصورة لا تاتي الا من الخيار القوي و الصحيح الذي يختاره المصور عندما يلتقط الصورة، فبنظري هنا تظهر مدا براعة المصور ” في خياره”.
قبل التقاط الصورة هناك تخطيط و تحضير وهو ضروري و التخطيط عامل ليس ايجابيا دائما و التحضير بمفهمومي هو ان تكون معداتي على اتم الجاهزية فهي بالنسبة لي كسلاح ذو حدين، يجب ان يكون على اتم الاستعداد فالسلاح الاول ذو سرعة يلتقط ما هو صعب التقاطه و هو يرتكز على عنصر سرعة الملاحظة والدقة و التركيز لا على المشاعر فهنا مثلا انا اتحدث عندما أقوم بتصوير البرق، انفجارات او اثناء تغطيتي للحروب. السلاح الاخر هو المشاعر و الاحساس بمن حولي و خاصة عندما اقوم بتصوير قصة محورها الحياة اليومية، الفقر او قصة مؤثرة.
بالنسبة الى برامج المعالجة في التصوير فهي قد أعدت لكثير من المحاور و هناك ما هو مسموح في مهنتنا و ما هو غير مسموح و قد راينا و سمعنا عن كثير من التجارب لمصورين كبار خسروا مهنتهم و مصداقيتهم فقط بسبب برامج المعالجة و ما اود التحدث عنه هنا ان المصور مهما كان ناجحا اذا ذهب خياره لبرامج المعالجة و تجاوز ما هو مسموح به فقد تجرد من كل صفات المصور الحقيقي دون ان يشعر، نحن الان في وقت افضل من اي وقت مضى فلدينا الان انواع من الكاميرات تجعلنا نتخلى كثيرا عن برامج المعالجة لدقتها و جودة الوانها.
رسالتي في التصوير ليست بواحدة، فرسالتي في نقل معاناة شعبي لن تتوقف ما دام شعبي يعاني و ما اتمناه هو ان اوصل رسالة للعالم ان هناك مصورين فلسطينيين بأمكانهم ان ينقلوا اي رسالة بكاميراتهم مهما كان نوع محورها، سواء كانت اخبارية، رياضية، فنية أو طبيعة. و ما اود قوله انني كمصور فلسطيني اقدم منذ 18 سنة رسالة تخرج من محيط قطاع غزة فقط و لم يتسن لي العمل على مساحة ارض اكبر او مجالات اكبر و اوسع. حتى الان.
مشروعي الاول الذي اتمنى ان احققه هو صحيفة فوتوغرافية يومية شاملة و عالمية تهتم بنشر اهم الصور العالمية التي توصف بدورها و تتحدث عن اهم الاخبار العالمية سواء كانت اخبارية، رياضية، ثقافية او فنية. فما اود ان اثبته أن الصورة تستطيع ان تجعل المشاهد يكتفي بها و بتعليقها عن قصة مكتوبة بمئات الاحرف.
حصلت على جوائز عالمية و قمت بالمشاركة في كثير من المعارض و لكن ما اود قوله ان الجوائز و المشاركات ليس لها علاقة بتقييم المصور.
نصيحتي للمصورين المبتدئين هو ان لا يتوقفوا عن النظر الى صور المصورين الاخرين و خاصة المصورين المخضرمين و العالميين و ان يجعلوا كاميراتهم تنقل ما ترى اعينهم و تلتقط ما تشعر به مشاعرهم و ان يستخدموا الكاميرا آلة يصطادون به ما هو مستحيل..