الدكتور الزارعي: مصور كادح يشق أرض المعرفة بيديه لتصبح خضراء معطاءة ..لتورق وتثمر في اغصان طلابه ومريديه..عشاق الفن الضوئي..
المبدع عبد الرحمن : فنان وأستاذ يعلم فنون التصوير الضوئي..وقد جمع من الصور و الشواهد والأمثلة والموضوعات الفنية التي وضعها وإختارها في كتاب و من خلال دروسه التي يقدمها على صفحته في الفيس بوك .. لتكون حديقة وارفة الظلال متنوعة الثمار الفوتوغرافية …يجد فيها طالب التصوير الضوئي من شبابنا وشاباتنا ..ضالتهم وبغيتهم ..كما يجدون فيها المتعة التي حاول الدكتور أن تكون قريبة إلى نفوس طلابه وسهلة في متناول أيديهم ..بحيث ترك الصورة تتكلم وتعبر بدلاً من ألف كلمة..
لقاء مع الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الزراعي – 1-
من المناهل الأساسية الأولى التي اقتبس منها الدكتور عبدالرحمن، وشكّلت شخصيته الثقافية الفوتوغرافية والفنية وطبـعت عوالمه الإبداعية ، لا شك أنها كانت قلية ونادرة .. فهلا تعرفنا على مشواركم الفني في عالم التصوير الفوتوغرافي.
**
حين كنت في الصفوف الدراسية الأولى استهواني كثيراً الخط العربي فتعلمته بدون التقيد بقواعده وأنظمته في أول الأمر فكنت خطاطا للمدرسة في سن مبكرة فعرفت قيمة الفن وضرورة تعلم أنظمته وقواعده وتعليماته وفي عام 2000م عملت مصمماً في وكالة من وكالات الدعاية والإعلان لبرامج أدوبي، وأثناء دراستي الجامعية في الفن التشكيلي كنت مضطراً لتعلم اللغة الإنجليزية والترجمة من أجل أن أتعامل مع كثير من المصطلحات، وكانت أغلب مصادري ومراجعي في التعلم باللغة الإنجليزية، وقررت بعد ذلك أن أطبق علمي وخبرتي السابقة في تأليف الكتب وإقامة المعارض وأن أربط تجربتي الفنية بتجربتي الثقافية فأقمت معرضاً بعنوان (الصورة تتحدث) جمعت فيه 300 لوحة فنية تحوي صوراً فنية للوحات تحكي حكماً وأمثالاً عربية وشعبية.
وما زال مشواري الفني جارياً بعد أن أصحبت في اتحاد المصورين العرب محكماً وناقداً ومديراً تنفيذياً فاضطرت لعرض تجربتي الفوتوغرافية والفنية عن طريق تقديم دروس وعروض فوتوغرافية يمكن الرجوع إليها في تثقيف حياة المصور الفوتوغرافية .
وفي عام 2008 قمت بفتح معهد مختص بالأعمال الفوتوغرافية والإنتاج التلفزيوني. وقمنا باستقدام أمهر المدربين وتأليف المناهج المناسبة له بموجب علمنا وتجربتنا الطويلة في هذا المشوار، وفتحنا مواقع للتعلم عن بعد لزيادة الطلب عليه والحاجة إليه.
ومن المناهج التي قمنا بتأليفها وهي حصرية ما يلي:
فن التصوير الفوتوغرافي
فن الإخراج التلفزيوني والمونتاج الإعلامي
فن التصميم والتكوين
– معلوم أن الأستاذ والفنان والدكتور عبد الرحمن عضو فعّال في اتحاد المصورين العرب منذ فترة لابأس بها، سواء من خلال صفحته على الفيس بوك، أو من خلال أضواء دروسك في الثقافة البصرية وفي الفنون والأبحاث والدراسات الفنية التي تنشرها، فماذا أضافت هذه الفضاءات الثقافية للدكتور عبدالرحمن.
**
سؤال وجيه وفيه أقول: إن إتاحة هكذا فرصة لي لا يمكن أن تمرر بدون عمل دؤوب لتأكيد واجب المنصب والمهمة، وعليه فإن وجودي في صفحة الاتحاد أكد لي دوري الرئيس في العمل الفوتوغرافي بما يلبي طموحات الأعضاء ويقود إلى دروب مضيئة في الساحة الفوتوغرافية، فكان عملي الأول تهيئة وضع العناوين المتجددة والمتطورة والإتيان بالدليل المنطقي والجمالي في إثراء المعلومة وتكوين الصورة بما يتلاءم مع العرض والمقاييس الفوتوغرافية المقررة كثير في الكتب وعند الناس، كالتثليث والمتنفس والإطار والخطوط والانعكاس وغيرها، وإشعار الناس مرة بأنه يلزم التقيد بهذه المقاييس، ومرة أخرى بعدم التقيد، وكل في بابه، من أجل أن نضمن تجاوب الطرفين: المتشدد مع المقاييس، والمتساهل لها، وفي الوقت نفسه نزرع عند هذا التراخي في التشدد، وعند الآخر رفع وتيرة التنبه للمقاييس، وفي حال تحقيق حاجة هذا وذلك نكون بذلك قد حققنا العمل الفني والجمالي المحتكم للذوق والمعرفة معا، وأستطيع بعد ذلك أن أقول: إنني قد أكملت مشواري في هذا وضمنت أن العمل قد أثمر بنجاح.
– هلا حدثتنا عن الوضع الراهن بالثقافة الضوئية محليا (بالسعودية) وعربياً ، وكيف يبدو لكم هذا المشهد في ظل التحولات العميقة التي يشهدها المجتمع العربي في جميع المجالات الفنية .
**
الحقيقة أن المشهد السعودي والعربي لا يختلف كثيراً خاصة أن التصوير الآن في متناول الجميع وبأيسر التكاليف، والمشهد بشكل عام يشهد تطوراً ملموساً فذائقة العربي الفنية والفوتوغرافية متأصلة منذ القدم، فهي في نفسه موهبة متأصله أكثر منها مكتسبة بالمعرفة، ومع هذا فإن ما ندعو إليه الآن الاحتكام ليس إلى التجربة أو التطبيق بل إلى المعرفة والبرهان والدليل الجمالي المنطقي. فحين نقول للشخص العربي هل ترى أن البدر جميل في الليلة الظلماء ؟
يقول نعم، وبكل ثقة، ولم نشهد لعربي قط أنه عاب البدر أو قلل من شأنه، لكن إذا سألناه عن سبب ذلك الجمال؟ طأطأ برأسه وقال: لا أدري.
ويمكن أن تكون (لا أدري) عند المثقف المتعلم (أدري) فيكون إظهارها في الصورة شيئاً ذا بال في أحلك الظروف والأحوال .
– أي أنواع التصوير تستهويك أكثر: تصوير البورترية، الطبيعة، الطيور والحيوانات، الأبيض والأسود، الملون، الكلوز أب، المفاهيمي، إلخ.. وماهي الفصول والأوقات المفضلة لديكم للتصوير
**
لكل تصوير معجبوه ومحبوه، ولكل نوع منه جمهوره، وفي نظري أن المصور يشبه الشاعر متعدد الأغراض، فهو ينتقل من غرض الفخر إلى غرض المدح، وقد يعرج يوماً لغرض العتاب بموجب مصاب أصابه، وقد يعرج لغرض الرثاء لمصاب أصابه، فلكل مقام مقال، وكذلك الصورة لكل مكان يستوطنه الشخص نمط من التصوير قد يختلف باختلاف المكان والزمان، فالمصور الناجح في نظري هو الذي ينخرط في معرفة جميع الأصناف والأنواع، بما يثري فنه، ويزيد من حصيلته، فأنواع التصوير في نظري مترابطة ومتلازمة وكل نوع منها يحقق الآخر، فإذا تمكن المصور من أحدها سهل عليه الانتقال إلى الآخر، واستكمال البقية. والحقيقة أن جميع الأنواع تستهويني وإن كان التصوير المفاهيمي يزيد من إبداع المصور ويجعل له بصمة فيما يلتقط ويصور، فيكون روح انتمائه للصورة أكثر وأعمق.