بداية السينما العربية كانت موازية مع بداية السينما العالمية, فبعد أول عرض للأخوين موليير في فرنسا قاموا بجولة في العالم العربي و تحديدا في مصر, و قدموا أول عرض في مقهى زواني بمدينة الإسكندرية في يناير 1896, وتبعه عرض ثاني بمدينة القاهرة في نفس السنة في سينما سانتي، ثم كان العرض السينمائي الثالث بمدينة بورسعيد في عام 1898.
افتتح الأخوين لوميير أول دار سينماتوغرافية بالإسكندرية و استعانوا بأول مصور أنذاك و هو “بروميو” الذي تمكن من تصوير بعض المواقع بمصر و تم عرضها بدار سينما لوميير.
تعتبر سنة 1917 هي بداية السينما المصرية بامتياز حيث استطاعت شركة الإنتاج الإيطالية-المصرية من إنتاج أول فيلمين مصريين وهما “الشرف البدوي” و “الأزهار الميتة” مع الممثل السينمائي العربي الأول محمد كريم, وتم عرضهما بالإسكندرية أوائل سنة 1918.بعدها توالت صناعة الأفلام العربية و برزت عدة أسماء انذاك كـ عزيزة أمير (وهي أول سيدة تشتغل بالسينما), يوسف وهبي, محمد عبد الهاب, أمينة رزق و فاتن حمامة.و في 4 سبتمبر 1950 أنتج أستوديو مصر فيلم “بابا عريس” للمخرج حسين فوزي, وهو أول فيلم مصري كامل بالألوان الطبيعية بطولة نعيمة عاكف و فؤاد شفيق و شكرى سرحان.
انتقلت السينما إلى باقي الدول العربية, فبعد مصر تأتي سوريا بأول فيلم لها “المتهم البريء” سنة 1928,ثم لبنان بفيلم “مغامرات الياس الحبروك” للمخرج الإيطالي جوار دانوبيدوتي سنة 1929,و في فلسطين فقد بدأت السينما مع إبراهيم حسن سرحان عندما صور الملك سعود خلال مجيئه لفلسطين عام 1935 و قد عُرض هذا الفيلم في سينما “أمير” بتل أبيب و مدته عشرون دقيقة. في العراق تم انتاج أول فيلم مطول “الأسوار” سنة 1977, أما الجزائر ففي سنة 1946 لم تكن فيها سوى مصلحة فوتوغرافية واحدة و في سنة 1947 أنشأ فيها الفرنسيون مصلحة سينمائية أنتجت العديد من الأشرطة القصيرة و تُرجمت الى لغتين, و من بين هذه الأعمال نجد فيلم “القيصرية” و “الإسلام” سنة 1949 و “العيد غير المنتظر” سنة 1959.
أما في المغرب فقد تم تشييد المركز السينمائي المغربي سنة 1944 أي في ظل الإستعمار, و بعد نيل المغرب لاستقلاله ظل ميدان السينما يفتقد لمقومات إثبات الوجود و التقدم, حيث تم انتاج الجريدة السينمائية و كذا الأنباء المغربية التي كانت تُوزَّع على مختلف دور العرض كل جمعة و كانت تُذاع باللغة العربية و الفرنسية و الإسبانية, كذلك تم إنتاج أشرطة قصيرة وثائقية و تربوية و كل عام كان ينتج المركز السينمائي المغربي حوالي ثمانية أشرطة بالأبيض و الأسود و أحيانا بالألوان, و أول شريط سينمائي ناطق بالعربية تم إصداره سنة 1946 تحت عنوان “الباب السابع” و كان في الأصل بالفرنسية, و قام بأدواره ممثلون مغاربة و عُرض في جميع أنحاء المغرب و كذلك في فرنسا على الجمهور العربي.
عرفت صناعة الأفلام في تونس مستوى متميز, ففي أكتوبر 1979 تم إنتاج فيلم “شمس الضباع” للمخرج رضا الباهي, و قد فاز الفيلم بالجائزة الذهبية لمهرجان دمشق السينمائي. أما في الكويت فيعود الفضل للمخرج خالد الصديق الذي أبلى البلاء الحسن للنهوض بالقطاع السينمائي حيث أنتج فيلمين “بس يا بحر” و “عرس الزين”.
و في الأخير,و بعد سرد هذه الملحمة التاريخية لمشوار السينما عبر العصور, أدعوكم لمشاهدة أول شريط سينمائي في العالم للمخرج الفرنسي Georges Melies بعنوان ” A Trip to the Moon”, كما أن هذا الشريط شاهد على مدى التطور الرهيب الواقع في مجال صناعة الأفلام من سنة 1902 إلى حدود الآن.فرجة ممتعة.