سهولة الوصول لأماكن تساقط الثلج ساهمت في الترويج للمنطقة سياحياً ..
حكايا كبار السن عن ثلوج تبوك.. الطرق والإعلام يوثقان الواقع
توشح جبال منطقة تبوك بالثلج حكايات قديمة ترويها أجيال لأجيال، حيث تختزل ذاكرة كبار السن حكايات ومواقف وقصص جميلة عنها، وكيف كان السكان يستقبلونها ويتعاملون مع الزائر الأبيض من خلال خبراتهم المكتسبة من الطبيعة المحيطة، ليجيدوا التعامل مع هذه الظروف المناخية.
في الماضي كانت جبال الحرة غرب مدينة تبوك تكتسي بالثلج لعدة أيام وخاصة جبال نوف ووتر وشيبان وكذلك هضاب حسمى، وتغطي الثلوج أحياناً الكثبان الرملية في عناق جميل ورائع وفريد، وأحياناً أخرى يقتصر تساقط الثلوج على مرتفعات حسمى وخاصة الجبال الواقعة غربها وأشهرهما جبل الشاطئ وجبل اللوز، ويحمل السكان المحليين ذكريات كان من أبرزها فرحتهم بجريان العيون بعد مواسم الثلج، وتوفر المياه في المواقع المرتفعة في الآبار السطحية.
«تبوك» أصبحت خلال السنوات الماضية مقصداً للباحثين عن سياحة شتوية
ورغم إن هذه الثلوج وقت نزولها تسقط ببيوت الشعر على رؤوس سكانها، وتؤدي في بعض المواسم إلى هلاك المواشي، ولكن سرعان ما تختفي هذه الآثار المؤلمة لتحل محلها ذكريات جميلة لمواسم ربيعية فريدة، فتتحول الارض إلى مروج خضراء، ويؤكد كبار السن في منطقة تبوك أنهم شاهدوا تساقطا للثلوج أكثر كثافة وأوسع مساحة من تساقطها في هذه الأيام، وتعاملوا معها في ذلك الوقت بنقل مواشيهم إلى مغائر معروفة في الجبال، كما كانوا يبتعدون عن نصب خيامهم في الأماكن المرتفعة حفاظاً على حياتهم وسلامة مواشيهم.
في السنوات الأخيرة ومع وصول الطرق المعبدة، وسهولة الوصول إلى هذه الأماكن التي تتساقط عليها الثلوج، ذاع صيتها وتناول الإعلام إخبارها، ولم يقتصر تناول هذا الحدث على مستوى الإعلام المحلي، بل تحدث عن ذلك الإعلام الإقليمي والدولي، واستطاعت منطقة تبوك أن تكون منطقة جاذبة للزوار الباحثين عن جمال الثلج، بفضل الطبيعة المتميزة في المنطقة التي ووصفها صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير المنطقة مؤخراً، وهو يخاطب حاملي العدسات من المصورين الذين فازوا بجوائز وطنية وعالمية تقديراً لصورهم الرائعة من المنطقة، فقال لهم سموه: إن منطقة تبوك منطقة جميلة غنية بعوامل الجمال الطبيعي الخلاب، فسواحلها تمتد لمئات الكيلومترات وهي سواحل بكر وذات تميز وجبالها متنوعة الألوان والإشكال وصحاريها التي تشكل فيافي واسعة يتمتع بها من يزورها.
وأضاف سموه أن هذا الجمال الطبيعي يضاف له جمال الثلج الذي يكسو مرتفعاتها في بعض الأيام، وهذه الميزة إضافة إلى الجمال الطبيعي للمنطقة، مبيناً سموه أن المنطقة تحتاج إلى الاكتشاف بزيارة المراكز والمحافظات وتسلق الجبال لكن بدون مخاطرة، يرتحلون في أوديتها وبين جبالها ليعيشوا صورة من صور الطبيعة، ويوثقون ذلك بعدساتهم وينقلونها لوسائل الإعلام المختلفة، معتبراً سموه أن هذا النموذج من الطبيعة يجذب مشاهديه من كل أنحاء العالم، من خلال عدسات المصورين وما تسطره مشاعر الإعلاميين والكتاب عن جمال تبوك وتضاريسها.
تبوك المنطقة كما نجحت أن تكون مقصداً للسياحة الصيفية فإنها أصبحت خلال السنوات الماضية مقصداً للباحثين عن سياحة شتوية، حيث برزت عوامل الجذب للسياحة الشتوية، فتساقط الثلوج في بعض أيام الشتاء حديث المجالس وموضع اهتمام وسائل الإعلام، ومحل اهتمام لعشاق هذه الطبيعة، فإن لم يجد السياح الثلج فإن هضاب حسمى وكثبانها تجذبهم لتكون ملتقى جميلا لهم، تحت أشعة شمس الشتاء التي تعيد الدفء للحياة نهاراً بعد برد قارس ليلاً، لتعانق رمال كثبانها الذهبية، وفي الليل تحتضن كهوف حسمى ضيوفها إمام شبة النار حول جثوة حطب الرتم، ليتسامروا بجوار دلال القهوة ويقضوا ليالي سمر تظل طويلاً في الذاكرة، وسط أجواء شاعرية يزيدها بهاء وجمالاً بزوغ القمر في إطلالة جميلة من خلف الجبال، لتكتمل صورة من صور ليالي الشتاء الجميلة.
إن حكايات الثلج وقصصه في هذا الجزء من منطقة تبوك أصبحت عنواناً للدعوة إلى تأسيس سياحة المخيمات الصحراوية في سهول علقان، وقد كان جميلاً من بلدية حقل إن تعلن عن تخصيص موقع للاستثمار في مخيم سياحي قرب مركز علقان، ليكون مكاناً لقضاء وقت ممتع في ليالي الشتاء وليالي الصيف على حد سواء، فبهذا تكون لدينا سياحة شتوية منظمة في السنوات المقبلة تستفيد من التميز المناخي والطبيعي في هذه الاماكن الجميلة.
الثلج يعانق أشجار علقان في شتاء عام 1436
الثلج يغطي مساحة واسعة في فيافي علقان
جبل اللوز وقد تزين بالثلج وعانقه السحاب
الثلج يغطي الكثبان في علقان
بيت شعر تغطيه الثلوج
شباب يتنزهون في وسط الثلج شمال تبوك
الطريق إلى علقان ساهم في الوصول إلى الثلج