“الأيل البربري” يستغيث: من يحمي شامخ الهامة متوسط القامة في الجزائر؟
رغم المجهودات الرسمية لحمايته، فإن الصيد العشوائي والحرائق تهدد “الأيل البربري” في الجزائر بالانقراض، فقد تراجعت أعداده من 6 آلاف إلى 300 رأس، بفعل عصابات الإتجار بجلود الحيوانات النادرة.
الشارقة 24 – الجزائر: علي ياحي
يواجه حيوان “الأيل البربري” في الجزائر، خاصة بموطنه في غابات ولاية الطارف، أقصى شمال شرق البلاد خطر الانقراض، بسبب الصيد العشوائي الذي تقوده عصابات تحترف الاتجار بالآثار وجلود الحيوانات، ما استدعى دق ناقوس الخطر من طرف جمعيات حماية البيئة التي طالبت بتعزيز الحماية لصالح “الايل البربري” وتطبيق العقوبات الصارمة ضد “عصابات الابادة”.
ويمتاز “الأيل البربري” ذو الأصل المحلي، بأنه بني اللون ببقع صغيرة بيضاء وسوداء، متوسط القامة شامخ الهامة، يفضل الغابات الشامخة وأدغالها الرطبة المحيطة بالوديان الجارية، والينابيع الجبلية. ويستقر في الفصول الممطرة في محيط غابي لا يتجاوز قطره 50 كلم، عكس موسم الحرارة، لذلك يضطر للتنقل أكثر من 100 كلم، بحثاً عن الماء والرطوبة الجبلية.
وفي وقت التزاوج يُسمع مواؤه، خاصة وأنه يفضل في هذه الحالة الدورية، صعود القمم الصخرية والتلال الجبلية.
وكشفت إحصاءات مصالح محافظات الغابات في الجزائر، أن عدد رؤوس “الايل البربري” التي لا تزال تتحرك في الحظيرة الغابية بشرق البلاد، لا تفوق 300 رأس، بعدما كان يفوق 6000 رأس خلال سنوات استقلال الجزائر في 5 يوليو / تموز 1962، وأصبح مهددا بالانقراض بسبب الصيد العشوائي وحرائق الغابات.
العصابات المتخصصة
وأكد سكان المنطقة لدى انتقال “الشارقة 24” للقيام بالتحقيق حول أوضاع “الايل البربري”، أن عصابات مختصة في صيد هذا الحيوان وغيره من الكائنات التي تعرف تجارتها رواجا كبيرا بين كبار المسؤولين والأثرياء، باتت تشكل قوة أكبر من آليات الحماية والمراقبة التي تعتمدها السلطات وجمعيات حماية البيئة والطبيعة.
وأوضحوا ان الصيادين يستغلون المسالك الغابية باستعمال سيارات رباعية الدفع مدججة بأسلحة وكلاب مدربة، بمساعدة من شباب ورعاة يتولون عمليات تمشيط المنطقة ومحاصرة “الايل البربري” عند التقائه، لتسهيل عملية اقتناصه.
إعادة التشجير
وفي سياق حماية هذا الحيوان، بادرت المديرية العامة للغابات بتجهيز وتأهيل حظيرة بمساحة 50 ألف هكتار، وقال محافظ الغابات بالمنطقة، محمد طيار، لــ “الشارقة 24”، انه يتم إعادة تشجير المنطقة بالنباتات الغابية، وأشجار الثمار البرية التي تعتبر مصدر تغذية قطعان “الايل البربري”، بالإضافة إلى وضع آليات قانونية لحماية أكبر، مشيرا إلى أنه تم اغلاق كل المسالك الغابية والطرقات، لمنع استعمال المركبات وتنقل الأشخاص بشكل عشوائي مما يسهل عملية مراقبة الحظيرة.
من جهة أخرى، لجأت السلطات إلى الاعتماد على الجيش والامن لمحاصرة العصابات، بتكثيف الدوريات، واقامة الحواجز المرورية الثابتة والمتنقلة عبر محيط الحظيرة الغابية.
ورغم اجتهاد اعوان محافظة الغابات، ومجهودات جمعيات حماية البيئة والطبيعة، الا ان استمرار الحماية بهذا الشكل الضعيف سيؤدي إلى انقراض هذا الحيوان الرمز، في غضون السنوات العشر المقبلة على أبعد تقدير.
من يحمي الأيل صيفا؟
يقول أحد الأعوان لـ “الشارقة 24”، لكون الرؤوس المتبقية مضطرة في فصل الصيف إلى التنقل خارج المنطقة، بحثاً عن المياه والرطوبة، ما قد يضعها في متناول الصيادين، مؤكداً أن أحسن وسيلة لحماية “الايل البربري” هي توفير حظائر محمية بالسياج، وسط الفضاءات الغابية يحظر دخولها، وتعزيز القوانين والتشريعات، ودعم محافظة الغابات بالإمكانات الضرورية.
ومن العوامل الأخرى التي تهدد “الايل البربري” بالانقراض، كما ذكر مسؤول مصلحة حماية النباتات والحيوانات بمحافظة الغابات، خميسي الدحي، لـ “الشارقة 24″، تأتي الحرائق الصيفية وعمليات قطع الأشجار من الأسباب التي تحتاج إلى حلول حاسمة.