صداقة بين المقعد سمير ومحمد الضرير.

لأن القلوب المتآلفة لا تعرف حدودًا.

دمشق عام 1899م

في قلب دمشق عام 1899م، وبين أزقتها العتيقة، نُسجت قصة صداقة استثنائية تجسد أسمى معاني الإنسانية.

هذه الصورة الخالدة تجمع بين سمير، وهو رجل مسيحي قزم ومقعد، ومحمد، وهو رجل مسلم ضرير.

كلاهما كانا يتيمين، وتقاسما سقفًا واحدًا، لكنهما بنيا بينهما جسرًا من التفاهم والتعاون تجاوز حدود الاختلاف.

كان سمير حكواتيًا بارعًا، يُحيي ليالي دمشق بحكايات “ألف ليلة وليلة” في أحد المقاهي، حيث كان يجذب عشرات المستمعين ببراعة سرده.

وبجانب المقهى، كان محمد يكسب رزقه ببيع نوع من الحلوى المحلية.

تخيلوا المشهد: سمير، بعينيه اللتين تريان العالم، يرشد خطوات محمد الضرير في أرجاء المدينة المزدحمة، ومحمد، بظهره القوي، يحمل سمير ليتمكن من أداء عمله ورواية قصصه الساحرة.

تُشير تقديرات تاريخية إلى أن دمشق في أواخر القرن التاسع عشر كانت تضم حوالي 15-20% من السكان من المسيحيين، مما يعكس التنوع الديني الذي كان يميز المدينة.

ورغم هذا التنوع، نرى هنا مثالًا حيًا على التعايش والتآزر بين شخصين من خلفيتين دينيتين مختلفتين.

عندما فُجع محمد بوفاة رفيقه سمير، انزوى حزنًا لمدة سبعة أيام متواصلة.

وعندما سُئل عن سر هذه العلاقة الفريدة، أجاب ببساطة وعمق: “هنا كنا سواء”، مشيرًا إلى قلبه. هذه الكلمات القليلة تختزل قصة صداقة تجاوزت كل الحواجز.

لنتأمل هذه اللحظة التاريخية المنسوب إليهما التي التُقطت قبل أكثر من 125 عامًا، ونتذكر أن جوهر الإنسانية يتجلى في قدرتنا على التواصل والتعاون بغض النظر عن اختلافاتنا.

قصة سمير ومحمد هي تذكير بأن القلوب المتآلفة لا تعرف حدودًا.

#عبدالجليل_حافظ #abduljalilhaf





ez #إنسانية #صداقة_تاريخية #دمشق_القديمة #تعايش_ديني #قصص_ملهمة #وحدة_إنسانية #ذاكرة_تاريخية

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.