.

كتبت : سحر الزارعي..في لحظة صمت… سألني: لماذا يختفي الإعجاب الأول؟

في لحظة صمت… سألني: لماذا يختفي الإعجاب الأول؟

في إحدى الجلسات الهادئة، وبينما كان النقاش يدور حول العلاقات وتقلبات المشاعر،

التفت إليّ أحدهم وسألني بهدوء:

لماذا لحظة الإعجاب الأولى تبدأ بقوة ثم تختفي؟

ترددت.
أنا لست مختصة في التحليل النفسي، ولا أملك أدوات الاستشارة أو أدوات التشخيص.

لكنني تلميذة وفية في مدرسة الحياة، تعلّمت منها أن أُنصت جيدًا لما لا يُقال، وأن أُصدّق حدسي حين يصمت المنطق.

نظرت إليه وأجبت بعد تفكير:

الإعجاب الأول غالبًا لا يكون إعجابًا حقيقيًا، بل هو لحظة اصطدام بين نقصٍ فينا وانعكاسٍ خارجنا.

نُعجب بمن يوقظ فينا شيئًا نعتقد أننا فقدناه،

أو نُعجب بمن يمنحنا، دون أن يدري، شعورًا مؤقتًا بالأمان، أو الأهمية، أو الانتماء.

لكن حين يبدأ الحضور الحقيقي للشخص في الظهور، قد تنسحب تلك الهالة التي رسمها الخيال.

تابعتُ بصوت أكثر هدوءًا:

المشكلة ليست في الآخر… بل في صورتنا التي رسمناها عنه، والتي لم تتحمل ضوء الحقيقة.

فذُبول الإعجاب لا يعني خيبة، بل يعني أحيانًا أننا نضجنا كفاية لنُميّز بين الانبهار المؤقت والاتصال الحقيقي.

ثم التفتّ إليه وسألته:

هل نُعجب بمن أمامنا… أم نُعجب بمن كنا نحتاجه لحظة لقائنا به؟

#بوح_السحر

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.